سبيكة الدوسري

قال مدير إدارة الشؤون الفنية والتقنية بوزارة شؤون الإعلام عبدالله البلوشي إن الإدارة ماضية في خطة لتطوير الإذاعة التي لم تشهد تطويراً منذ 30 عاماً، مشيراً إلى أنه من المؤمل الانتهاء منها خلال عام.

وأضاف أن مركز الأخبار وبقية استدويوهات الإنتاج ستشهد بدورها خططاً جديدة للتطوير، كما سيتم تطوير نادي راشد للفروسية، وصالة أم الحصم لنقل الأحداث بصورة أسهل وأكثر جودة.


وبيّن أن الإدارة عملت خلال وقت قياسي على تطوير كافة البنية التحتية، وأن المعوق الوحيد لها هو التأخير في المناقصات، والإجراءات الإدارية لها، مشدداً على أنه سيتم تحديث 80 ألف ساعة من الأرشيف الإذاعي، وتحويله إلى رقمي.

ما هي المهام الملقاة على عاتق إدارة الشؤون الفنية؟

الإدارة العامـة للشؤون الفنية والتقنيـة في شؤون الإعلام جزء من منظمة الإعلاميين وتلقى دعماً مباشراً من القيادة الرشيدة، ولعـل لقاءنا مع عاهـل البـلاد المفـدى وتشرفنا بالسلام على جلالته العـام المـاضــي لمنحنا وسام الكفاءة من الدرجـة الأولـى يـعـدُّ من منظـورنـا أيضاً تكريمـاً للإعـلامييـن، لأنـه يحمل دلالـة واضحـة على ما نحظــى به من دعم شامل كإعلامييـن.

كما أن تشريف صاحب السمو الملكي الأميـر خليفة بن سلمان بتدشين الانطــلاقة الجديدة للإعلام يُبـرهـن مـدى دعم سمـوه الكبـير للإعلام البحرينـي، وبـلا شـك لا ننسى الدور الفعال والمؤثر لصاحب السمو الملكي ولي العهد في دعم مسيـرة الإعلام والإعلامييـن.

ولا ننسى إسهامات وزير الأعلام علي الرميحي الذي كان الداعم الأول داخل منظومة الإعلام لتنفيذ وتسهيـل جميع الأفكـار والمشاريع سواء بعيدة المدى أو قصيرة المدى والتي تستهدف إظهـار أحدث التقنيات.

  • ما هي أبرز التقنيات التي تم تطويرها؟

إن التقنيات في مجال البث الاذاعـي والتلفزيونـي متفرعة ومتشعبـة وكثيـرة، ويمكن أن نستعرض سيـر هذه العمليـات من حيث التسلسل الفني.

البنية التحتية للتلفزيون لم تشهد أي تغيـير منذ 30 عامـاً، لذا بادرنـا بالبدء من الأساس، فنحن نتحدث عن الاستديوهات والتقنيات المستخدمة فيها التماثلية، غرفة المراقبة التلفزيونية كانت تماثلية سابقاً، وأجهزة الربط بما فيها كلها تعمل بنفس النظام لأكثر من 30 سنة.

إضافةً إلى أن البث الإذاعي الأرضي بجميع الموجات المعروفة التي تصل للمستمع أينما كان تبث من قبل الشؤون الفنية من الموقع الرئيسي في وزارة الإعلام ومن مواقع أخرى في المملكة نحن مسؤولون عنها جميعاً، فالموجات التي تبث على الـFM تغطي مملكة البحرين كافة والموجات التي نبثها عبر الـAM يمكن أن نغطي بها أغلب الدول الخليجية إلا أنها تعتبر ذات جودة أقل بكثير ولكننا نسعى من خلالها لإيصال صوت البحرين لأبعد حدود.

كما هناك نظام "الشورت ويف" ومن خلاله نبث موجتين للإذاعة العامة الرئيسية، والمعروفة بالـSW والتي أصبحت أقل استخداماً وغير متوفرة في أغلب أجهزة الاستقبال الحديثة.

إلا أن سر استمرارها يكمن بأنها تصل إلى مدى بعيد جداً وتلقى اهتمام من قبل هواة الإذاعة وتصلنا ردود فعل إيجابية من عـدة دول بعيدة جغرافياً مثل أستراليا وغيرها لما يتم بثه على هذه الموجة، وهـذا يعـدّ فخراً لـنا إذ ساهـمـنا في إيصال صوت مملكة البحرين إلى أبعد مجال.

وأيضاً نقوم بتوفر البث على نظام الهواتف " Android, IOS" للبث الإذاعي والتلفزيوني، حيث أصبح بإمكان المشاهد والمستمع أن يجد جميع قنوات وإذاعات البحرين على هذه التطبيقات من أي مكان في العالم.

أما عن الجديد، فنحن منذ عامين بدأنا ببث التلفزيوني الأرضي باستخدام نظام جديد يسمى بالـ DVB-T2 وهو الجيل الثاني من نظام البث الأرضي، فالدول الأوروبية السباقة بالتقنيات حينما بدأت بالبث الأرضي بدأت من نظام الجيل الأول، بينما بدأنا نحنُ من الجيل الثاني مباشرة، وهذا ما ميـز البث لدينا حيث إن هذه التقنية أضافت القدرة لدينا بأن نبث بتقنية "HD" وهي التي نبث بها جميع القنوات على الباقات الثلاث لدينا.

وحالياً منذ أيام قليلة تم تجربة بث "إذاعي الرقمي" بنظام DAB +" Digital Audio Broadcast وهو نظام أفضل بمراحل من الـFM، كما أن الـFM أصبح مكتظاً بما لاحتوائه على أكثر من 19 قناة إذاعية، وأصبح التشويش كبيراً على كثير من القنوات من إذاعات دول مجاورة على هذا النظام الـFM بسبب قرب المسافة.

بينما في نظام البث الرقمي تكون جودة الصوت والترددات أفضل لكون الموجات والتقنيات جديدة، وتم الاتفاق مؤخراً مع إحدى الشركات المتخصصة لعمل بث تجريبي في مملكـة البحرين وعليه يتم حالياً عمل قياسات وتجارب من قبلنا، وسوف تـتوفـر هذه الخدمة من البث الإذاعي الرقمي للمستمع قريباً في البحرين.

كما تم التنسيق مع الجهات المختصة في الديوان الملكي لعمل البنية التحتية للقاعات التي نقلت فعاليات وأحداث القمة الخليجية بمملكـة البحرين، فكل هذا المشاريع تعتبر مشاريع استراتيجية تخدم البنية التحتية للبلد في الجزء الفني الخاص بالإعـلام.

وبالمقارنة مع نظرائنا في دول الجوار، فإن إدارات الهندسة لديهم غالباً ما تكون مسؤولة فقط على الاستيديوهات والإشارة التي تبث منها، وباقي الأمور الفنية يتم تكليف شركات خاصة بمتابعتها. على عكس ما نقوم به من أخذ مهام بدأ من إجراءات الإخراج الفني من الاستديو إلى عمليات البث الفضائي والأرضي وغيرها.

من المهام التي نفذتها الشؤون الفنية بوزارة شؤون الإعلام هو عملية تجهيز الاستيديوهات الجديدة والتي حدثت منها الانطلاقة الجديدة، حيث الخطة كانت موجودة، ولكنها بحاجة إلى شخص يبدأ الخطوة الأولى، لحين قدوم وزير الإعلام علي الرميحي الذي منحنا الضوء الأخضر لانطلاق الخطة بكل الصلاحيات التي نحتاجها للتنفيذ.

كل هذا التغيير حدث في فترة قياسية وفق الخطة، وبتسخير جميع الطاقات اللازمة، التي غالبيتها من أبناء الوطن بالاستعانة ببعض الأجانب من ذوي الاختصاصات الفنية المطلوبة.

ومما يبعث على الإعجاب أيضاً، أننا لم نـتجاوز المبلغ المرصود للميزانية الحكومية، بل تم تنفيذ كل هذا العمل بالميزانية المخصصة كما صرح سابقاً وزير شؤون الإعلام في المؤتمر يوم الانطلاق، فبالرغم من بعض التغيرات الطارئـة التي حصلت للخطة وقت التنفيذ إلاّ أننا سعينا إلى إيجاد أفضل الحلول لتنفيذ التجهيـز التقني مع الالتزام بالميـزانية المرصودة.

ويمكن القول إننا قد حققـنـا إنجازاً من خلال الانتقال الكامل للتنقية الرقمية العالية HD، حيث تم تجهيـز ستة استديوهات بأحدث التقنيات منها الديكور، الإضاءة، الصوت، الجرافكس، شاشات عرض الحائط، كاميرات، وغيرها من العوامل المساهمة في جذب وتحسين الصورة.



- كيف سيتم استقطاب الكفاءات البحرينية وصقلها للعمل في استوديو الإنتاج في ظل تزايد أعداد خريجي الإعلام؟

- وزير شؤون الإعلام أوفى بوعده في خطة تطوير 100 بحريني، وفعلياً تم تدريب مجموعة وصقلها وهناك مجموعة أخرى يتم تدريبـها. وسيبدو ذلك جليـاً من خلال البـرامج التي تطرح، حيث إن أغلب المقدمين والمعدين والطاقم الفني فئة شبابيـة حديثة العهد، فهم وجهوه جديدة وطاقات جديدة، ونحن بدورنا نطمئن خريجي الإعلام بأن المجال مفتوح للمبدعين والراغبين في خوض مجال الإعلام بشكـل فعلـي.ومن الجانب التقني تمت تهيئة المكـان بتوفير جميع الأجهزة والمعدات التي يمكن للشخص أن يتدرب ويبدع بها، وهي أحدث وأكثر تطوراً في الساحة.

  • الانتقال للهوية الجديدة في وقت قياسي كان يشكل تحدياً لإدارتكم، كيف تغلبتم عليها وأنجحتم الخطة في الوقت المحدد؟

كان مطلوباً منا توفير التقنيات وتجهيز الأرضية لذلك وفي وقت قصير جداً، حيث هناك فريق آخر ينتظر استلام هذه التجهيزات للتدرب عليـها قبل بدء الانطلاقة، ومن جهتـنا بادرنـا بوضع الخطة الداخلية ووضع تصاميم ومواصفات الأجهـزة وطرحها عن طريـق المناقصات ومتابعتـها وبالفعل استطعنا تحقيق هذه الغاية في الوقت المحدد لنا وبالشكل الذي طمحنا إليه.

نفذنا 7 استوديوهات جاهزة بجميع التقنيات والتجهيزات ويتم استخدامها يومياً، سواء للبرامج الإخبارية، أو اليومية للقناة العامة وهناك استديو للبرامج الرياضية، وأخرى يمكنها استيعاب أي برنامج.

الاستديوهات لم تظهر جميع إمكانياتها حتى الآن، فهناك تقنيات وتجهيزات للجرافكس لم تظهر بعد ولكن بالإمكان أن نشاهدها في الأيام القادمة، وهناك إمكانيات يمكن الاستفادة منها في برامج مباشرة وبرامج تقدم إحصائيات ومعلومات ويمكن أن نشاهد هذا الفارق في فترة الانتخابات القادمة على سبيل المثال ويمكننا الآن نقل أكثر من صورة في وقت واحد وإمكانية مزج الصورة والصوت بشكل مختلف عن السابق ، مما يسهم في إظهار إمكانيات وإبداعات المخرج.

كانت خطنا أن نصل بالبنية التحتية في جميع القطاعات لدينا إلى الجيل الثالث وهي تقنية النظام الفائق الجودة Full HD، وبالفعل تم الانتقال بشكل كامل في هذه الفترة إلى هذا النظام، وبإمكاننا الانتقال إلى النظام القادم 4k . فالنظام الحالي هو النظام القياسي للمحطات الحديثة وبالتقنية العالية نفسها.

  • ما هي المشاريع الجديدة لديكم؟

الآن نحن انتهينا من تجهيـز التـلفزيون بنسبة 95%، ويجري العـمل حاليـاً على طرح مشروع جديــد لتطويـر الإذاعة والفريــق لدينا يقوم بتحليل المناقصات، وهذا التغيير سيكون جذرياً للإذاعة أيضاً والتطوير فيه سيشمل تطوير 10 استديوهات إذاعية قديمة بعضها يعمل منذُ 30 سنة، واستبدالها بأحدث الأجهزة كما سيتوفر في هذا التحديث معالج الصوت الذي ستستخدمـهُ الإذاعة، كما سيشمل التغير الشكـل الداخلي للاستيديو، والذي سيعكس الحداثة وروح التغيير الجديدة.

هذا العمل من المؤمل بحسب الخط الزمني أن يتم الإنتهاء منه خلال عام، ولكن نحن في انتظار الانتهاء من الإجراءات الإدارية للمناقصة وبدء إشارة التنفيذ.

ومن ضمن الأمور التي وضعت في خطة التغيير والتطوير هي تحديث الأرشيف الإذاعـي حيث سيتم تحويل 80 ألف ساعة صوتية في المكتبة الإذاعية من النظام القديم إلى النظـام الرقمي، بحيث يتم استيعابها في "سيرفرات" أو حسب ما سيطرح من أفكـار من قبل المنفذ، فالإذاعة تملك إرثاً من الخمسينات ومواد نادرة قيمة لا بد أن يتم تحويلها إلى أنظمة جديدة يسهل فيها نقل المواد والاحتفاظ فيها لمدة أطول وتكون مواكبة للتغيرات التقنية الحديثة.

وسيكون المشروع مشابهاً لمشروع التلفزيون من تحويل المواد للرقمية، ومستقبلاً سيتم الربط بين المكتبتين والاستفادة من المواد الإذاعة والعكس.

ومن المشاريع المهمة التي لاحظها المشاهد تحديث جميع الباقات الخاصة بتلفزيون البحرين، من النظام الرقمي العادي (SD) إلى عالي الجودة (HD) لجميع القنوات في باقة تلفزيون البحرين، وأبقينا على ثلاث قنوات بالنظام العادي مراعاةً للمشاهدين الذيـن لم يستبدلوا أجهزتهم لنظام عالي الجودة.

وحولنا الجودة على نظام النايل سات حين الانطلاقة الإعلامة للجودة الأعلى، وسيتم تحويل البث على قمر "الهوت بيرد" قريباً لتلك التقنية.

كما تم شراء مجموعة كـاميرات متنقلة بالإضافة إلى الكـاميـرات الخاصة بالاستيديوهات الفرعية الجديدة لنستوعب عدداً أكبر من الأعمال في مختلف الاستديوهات.

كما أن استديو الإنتاج 1 سيتم تزويده بمولد خاص للطــاقة يضمن سيـر عمل الاستيديو في جميع الأحول، وسيتم تغيير نظام الإضاءة للاستديو بما يتناسب مع التطوير الجديد ويقدم تأثيـراً عالـياً على الصورة.

وبالنسبة لاستيديو الإنتاج رقم 2 فإن العمل جار لإجراء تحديث شامل سيضيف الكثير لمستوى وجودة العمل وهذا سيكون واضحاً خلال الأشهر القادمة.

وأيضاً مركز الأخبار لا يزال يمتلك نصيباً من التحديث القادم حيث سيتم تزويـد المركز بشاشة لمس تمكن المذيع من عرض والتحكم بالمحتوى الذي يقدمه وهذا سيلاحظ خلال الشهر القادم.

ومن المشاريع التي تخص وكالة أنباء البحرين، هناك مشروع لتطوير البنية التحتية التقنية لوكالة أنباء البحرين وحالياً المشروع في مرحلة التنفيذ.

وهناك مشروع تطوير المطبعة الحكومية، كما أن هناك مشروعاً لصيانة شاملة للمطبعة بغرض رفع الطاقة الانتاجية.

أيضاً من المشاريع التي تم إقرارها تغيـيـر جميع بـدالات هواتف مجمع الوزارة إلى النظـام الرقمي IP تلفون، وهذا المشروع من مشاريع تطوير البنية التحتية للوزارة. ومن خلال هذا التطوير سيتم الاستفادة منه في أمور عديدة مستقبلاً، حيث يمكن عمل اجتماعات صوت وصورة عن طريق هذا النظام الحديث دون تواجد الحاضرين في مكان واحد، وهذا النظام سيوفر الكثير مما يتم دفعه للنظام القديم حيث إن الاتصال بالنظام الجديد وحتى للأجهزة النقالة لن يكلف الوزارة قيمة الاتصال الدولي.

كما سيتم تطوير النظم الأمني لمجمع الوزارة وتحديث جميع أنظمة المراقبة الأمنية بأحدث التقنيات المتوفرة.

ومن ضمن التغيـرات التي أدخلت هي طائرات التصوير الجوي، وتم استخدامها في عديدة من اللقطات خاصة الفواصل التلفزيونية، وكـل ذلك كـان بدعم مباشر من الشؤون الفنية.

ومن المشاريع الخارجية التي نعمل عليـها هي تطوير البنيـة التحتية التلفزيونيـة لمـضمار نادي راشد للفروسية، وتجهيز صالة أم الحـصم بالبنـية التلفزيونية، مما سيسهل عملية نقل الأحداث الرياضية من الصالة بشكـل مباشر دون الحاجة لوجود طاقم فني متكـامل لتجهيـز عملية النقل.

وختامـاً يمكنني القول إن من أصعب التحديات التي تواجه الشؤون الفنية لتنفـيذ مشاريعـها هي (الفترة الزمنيـة التي تُستغرق لإتمـام الاجراءات الإداريـة)، فكما هو معلوم عند شراء وتغيـير أي جهاز يفوق سعره 25 ألف دينار يتطــلب المـرور بخطوات وإجراءات تتعلق بأخذ الموافقات وطرح مناقصات بحسب الأنظمة الإدارية والماليـة والقانونية المـتبعـة وهذا ما ليس لـنـا حيلـة فيـه إذا ما تأخرت الشؤون الفنية في تنفيـذها للمشـاريع، وعادةً ما نلخصه هو "لـدينـا الوقت القليـل والعمل الكثيـر".

ولهذا السبب تحديداً نضطر إلى أخذ وقت أكثر للتغيـير والتحديث ومما لاشك فيه هو أن هذا الأمر لا يدركـهُ الكثيـر من المشاهدين والمتابعيـن لتلفزيون البحرين.