الضربة الأمريكية الشجاعة ضد المنشآت العسكرية في سوريا وبالتحديد في مطار الشعيرات العسكري، بعثت أكثر من رسالة من أهمها رد اعتبار الولايات المتحدة بعدما وصف البعض الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق بارك أوباما بأنها ضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها في بعض القضايا التي تقتضي الحزم والشدة وسرعة اتخاذ القرار، فسياسة الرئيس الأسبق لم تكن على قدر المسؤولية تجاه الأزمة السورية، ليس لأنها لا تحبذ أن تتورط عسكرياً في منطقة الشرق الأوسط كما زعمت، ولكن لأن سياسة أوباما واضحة في دعمها للنظام الإيراني الحليف لنظام بشار الأسد، وهذه الضربة السريعة استعادت بها الولايات المتحدة مكانتها بين دول العالم، كما حفظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ماء وجه أمريكا في ظل تقاعس مجلس الأمن الدولي عن تحقيق مسؤوليته في حفظ السلام وتحقيق الأمن للشعوب المستضعفة وبينها الشعب السوري، بعدما أصبحت مسؤوليات ومهام مجلس الأمن لا تتعدى صياغة شفوية لا تسمن ولا تغني من جوع، فمجلس الأمن الدولي خذل الشعب السوري في وقف هذا العنف الدامي والمحزن واللا إنساني في سوريا، السيناريو الذي لا يريده العالم هو عودة الصراع على الهيمنة في المنطقة كخطة بديلة في تقسيم الشرق الأوسط مرة أخرى، ولا نريد للدول العربية أن تكون جزءاً من هذه المخططات، صحيح أن الغرقان يتعلق بالقشة التي أمامه، لكن التجارب السابقة كافية بأن تعلمنا ماذا فعلت هذه القشة بعد ذلك، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً.

سوريا دخلت عامها السادس في ثورتها ضد النظام المجرم بقيادة بشار الأسد، ومجلس الأمن وحده يتحمل كل الدماء والدمار الذي لحق بسوريا، من المخزي ما يحدث في سوريا، وما قام به النظام المجرم بقيادة بشار الأسد منذ أيام في هجومه بالسلاح الكيميائي على الشعب السوري في خان شيخون، والذي راح ضحية هذا الإجرام البشع المستضعفون من الأطفال والنساء، ما حدث خيانة للوطن وللشعب الذي لطالما دافع من قبل عن كل شبر من أرضه. ما الذي تبقى في سوريا ولم يحرقه نظام بشار الأسد أو يدمره؟ ما الذي تبقى ولم يزهق روحه بلا رحمة ولا إنسانية، ما الذي تبقى فيها؟ سوريا الأبية أصبحت مجرد حطام وأرواح يسكنها الألم والحسرة والظلم.

* كلمة من القلب:

جميل أن يتفاعل الجميع مع الأزمة السورية وأن يبادروا في مساندة المستضعفين على أرض سوريا العربية الأبية، والفنانون هم جزء مهم في المنظومة الإنسانية ورسالتهم بالتأكيد ستكون خالدة عندما تكون أهدافهم ونواياهم خالصة في المشاركة في القضايا الإنسانية، مثل القضية السورية. فنانة العرب السيدة أحلام أعلنت في حفلها في دار الأوبرا الكويتية، في تفاعل إنساني نحو القضية السورية بعدما تجرد المجرم بشار الأسد من إنسانيته وتحول إلى مسخ يحرق اليابس والخضر، بأنها -جزاها الله خيراً- تبرعت بريع حفلها لصالح الأطفال السوريين والشعب السوري، وهذا إن دل فهو يدل على إنسانية هذه السيدة تجاه الآخرين، وهذا ما يجعل من رسالة الفن رسالة راقية، وقليل هم من يتفاعلون بهذه السرعة مع ما قامت به السيدة أحلام، فرصيدها ليس في عدد المتابعين وإنما في الأفعال الخيرية والإنسانية التي تقوم بها.