كشف محرر الشؤون التكنولوجية في موقع "ديفينس وان" الأميركي باتريك تاكر في تقرير نشره الموقع أن المواجهة المحتملة في سوريا بين صواريخ توماهوك الأميركية والمقاتلات الحديثة من جهة، ومنظومة بطاريات الصواريخ الروسية المضادة للطائرات من طراز 400-S المنتشرة في الأراضي السورية.

من جهة أخرى، ستحدد من يملك مفاتيح التفوق العسكري بين واشنطن وموسكو، متسائلاً عن إمكانية تمكن صواريخ توماهوك من إصابة أهدافها بدقة في سوريا، في ظل نشر روسيا لمنظومة صواريخ اس 300 وأس 400 في اجزاء حيوية من الاراضي السورية.

طائرات خفية


ومضى يقول "لقد ظلت روسيا وأميركا على اتصال يومي منذ مدة طويلة على أمل أن يستمر الوضع على ما هو عليه قبل الضربة الأميركية لسوريا، لكن إذا ما تفاقمت الأمور وتواجه الجيشان، فإن الولايات المتحدة قد تضطر إلى اللجوء إلى الطائرات الخفية من قبيل رابتور 22-F من أجل توجيه الضربات.

كما يمكنها استخدام التقنيات الحربية الإلكترونية المتطورة لتعطيل رادارات العدو، أو استعمال أبرز سلاح إلكتروني لدى الجيش الأميركي طائرة بوينج 18-E غرولير ذات الأجنحة المزودة بأجهزة تعطيل الرادارات، لكن مقارنة مميزات أنظمة العتاد الحربي مثل بوينج 18-E قد تكون تقريباً بلا فائدة عند الحديث عن مواضيع عسكرية بهذا التعقيد. فعلى أرض الواقع لا يمكن أن تقضي بوينج 18-E غرولير وحدها على نظام 400-S والعكس صحيح.

تعطيل الرادارات واختراقها

وأشار تاكر إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة وروسيا ستشرعان في خوض مواجهة عسكرية، فإن الطرفين سيعتمدان الرادارات والأقمار الصناعية والمعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها عبر وسائل أخرى، من بينها العمليات الإلكترونية من أجل استهداف الأسلحة، كما أن الطرف الآخر قد يستخدم أنواعًا من تقنيات تعطيل الرادارات واختراقها من أجل تفادي التعرض للضربات خلال القيام بالعمليات العسكرية.

ولفت إلى أن الجيش الأميركي ظل طوال عدة سنوات قلقًا من عودة النزاعات التي تلعب فيها قوات الدفاع الجوي دورًا مهمًا، ولكن إذا ما تفاقم التوتر الحالي الذي يشهده ملف سوريا، خاصة بعد الضربة الأميركية الأخيرة ضد مطار عسكري للنظام السوري، فإن الطائرات الحربية الأميركية الحديثة قد تجد نفسها في مواجهة مع أحدث الصواريخ الروسية المضادة للطائرات، وكل من الطرفين سيدرك بسرعة من يملك مفاتيح التفوق.

حرب عالمية ثالثة

وأضاف تاكر أن روسيا بدأت في نقل أحدث آلياتها الخاصة بالدفاع الجوي إلى سوريا بغرض ما وصفه بالاستعداد للحرب العالمية الثالثة. وأنه في نوفمبر 2015 أقدمت طائرة حربية تركية من طراز 16-F على إسقاط الطائرة الحربية الروسية من طراز "سوخوي" 24M-Su على مقربة من الحدود التركية.

وقامت روسيا بنشر رادار مضاد للطائرات من طراز 400-S وبطاريات الصواريخ في الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن الأمر يتعلق أساسًا بشاحنة تحمل رادارًا ضخمًا وشاحنات عدة تحمل صواريخ قادرة على رصد أهداف جوية واعتراضها على مسافة 400 كيلومتر على الأقل، وفق ما جاء في التوصيف الروسي خلال اختبارات اعتراض الأهداف، التي تم إجراؤها في شهر يناير 2015.

300-S يسقط توماهوك

ونوّه أنه في أكتوبر 2016 قامت موسكو بإرسال مضادات الطائرات من طراز 300-S وبشكل أدق، طراز Antey300VM-S 2500 إلى القاعدة البحرية السورية في طرطوس.

مبينًا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف ذكر في تصريح لوسائل الإعلام الروسية أن "سوريا تسلمت نظام صواريخ مضادة للطائرات من طراز -S300، وتم تصميم هذا النظام لضمان سلامة القاعدة البحرية في طرطوس والسفن الموجودة في المنطقة الساحلية، والنظام معد لأغراض دفاعية محضة. ونظام 300-S قادر على إسقاط صواريخ توماهوك الشبيهة بتلك التي استعملتها الولايات المتحدة الأميركية في الضربة ضد سوريا، واعتراض الطائرات القادرة على تجنب الرادارات".

وأفاد الكاتب تاكر أن هذا جزء من الدعاية العسكرية الروسية التي تتحدث عن مواجهة متخيلة مع خصم لم تذكر اسمه، لكنه يحمل كل صفات الولايات المتحدة الأميركية.

وتساءل عن أي حد يمكن أن يكون نظاما -S300 و400-S مخيفين؟ منوهاً أنه للإجابة عن هذا السؤال تواصل مع خبيرين متخصصين في الموضوع من خلال جمعية "أولد كراوز"، ونقل عنهما أن النظامين يحوزان قدرات كبيرة لإنجاز المهام المنوطة بهما، ولكنهما رفضا تقديم المزيد من التوضيحات.

داعش يملك قوات جوية

وذكر "روسيا قامت أيضًا بإرسال رادار مضاد للطائرات، ونظام صواريخ أقل تطورًا من طراز 22-SA على أن المزيد في الطريق إلى سوريا".

وكما قالت موسكو مؤخرًا إنها ستعزز قدرات سوريا الدفاعية، لكنها لم تكشف عن الكيفية التي ستفعل بها ذلك. وفي الواقع لم يسبق أن اضطر الروس فعلاً إلى استخدام قدراتهم المتطورة المضادة للطائرات في سوريا، لأن كلاً من تنظيم داعش وقوات المعارضة السورية لا يملكان قوات جوية".