كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتخبط بين الاتهامات بالتواطؤ مع الروس للتلاعب بالانتخابات الأمريكية، كما فشل ترامب بتنفيذ الوعود التي قدمها لجمهوره خلال الحملة الانتخابية، فلم يستطع أن يبطل أوباما كير وكما اضطر أن يجري تعديلات جذرية على القرار القاضي بمنع رعايا 7 دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة.

اليوم أخذ ترامب قراراً جريئاً وهو ضرب القاعدة الجوية التي انطلقت منها طائرات الأسد وقصفت المدنيين في ضواحي إدلب بالسلاح الكيماوي. وهنا يظهر ترامب بمظهر الرئيس الحازم الذي يتخذ قرارات وينفذها.

وقد قوبل قرار ترامب بتأييد من الحزبين وليس من الغريب أن بعد الضربة تصادف حصول ترامب على التأييد الكافي من مجلس الشيوخ لتعيين مرشحه نيل غورساتش للمحكمة العليا بعد أن كانت العملية متعثرة.

كما أن ترامب بضربه الأسد فهو يستفيد من أخطاء سلفه.

فوصمة العار في تاريخ أوباما أنه هدد الأسد بعدم تجاوز الخطوط الحمراء ولما تجاوزها هذا الأخير لم ينفذ الرئيس الأمريكي تهديده.

وقد نتج عن ذلك أزمة اللاجئين التي لديها تداعيات جمة على أوروبا كما أنه ظهرت جماعة «داعش» التي لم تكتفِ بنشر الإرهاب في سوريا والعراق ولكنها صدرته للعالم.

كما أن الضربة ضرورة لمصداقية ترامب فبينما تكثر الاتهامات أنه متواطئ مع بوتين وقد كانت اتهمته هيلاري كلينتون في إحدى المناظرات أن بوتين يؤيده لأنه يريد دمية يحركها.

اليوم حين يقوم ترامب بالضربة دون أن يبلغ بوتين خاصة أن قاعدة الشعيرات هي مشتركة بين النظام والروس فهو بشكل أو بآخر يقدم دلالات أنه ليس بينه وبين الروس علاقة وأن قرارته هي أمريكية مائة بالمائة. السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه الضربة التي حصدت له تأييداً داخلياً في أمريكا، ماذا ستكون سياسته؟ هل الضربة الأمريكية هي بداية استراتيجية متكاملة ومتماسكة لإيجاد حل للازمة السورية وللعنف الذي تتخبط فيه المنطقة، خاصة أن في إدارة ترامب عقولاً استراتيجية مهمة مثل مستشار الأمن القومي اتش ار ماكماستر ووزير الدفاع جيمس ماتيس؟ هل ستتجه أمريكا للتصعيد؟ أم أن الضربة هي فقط حلقة قام بها نجم «الابرانتيس» لتحسين صورته داخلياً ولن يكون لها تتمة؟