توقفت الاشتباكات عند الثانية فجر الثلاثاء، في مخيم عين الحلوة في صيدا "جنوب لبنان"، بعد 4 أيام متتالية من "النار والرصاص" الذي أشعل مخيم اللاجئين الفلسطينيين المكتظ بالسكان، وبعد سقوط المربع الأمني للمتشدد بلال بدر - قائد إحدى المجموعات المتطرفة داخل المخيم - وانتشار القوة الفلسطينية المشتركة في كامل حي الطيري معقل بدر.

وأفادت كافة الأنباء عن خروج بلال بدر وجماعته من حي الطيري وتواريه عن الأنظار ومن دون أن يعرف مصيره أو وجهته، في ظل حديث عن تكرار سيناريو شبيه بما حصل مع الشيخ المتطرف الموقوف أحمد الأسير من صيدأ بعد ما عرف بـأحداث عبرا.

وتعقد القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة اجتماعاً طارئاً لها صباح الثلاثاء عند العاشرة بالتوقيت المحلي، تعلن فيه عن موقفها من أحداث عين الحلوة في ضوء انهيار المربع الأمني لبدر وانتشار القوة المشتركة في حي الطيري .


وكانت الاشتباكات احتدت وبشكل عنيف مساء الاثنين وحتى الساعة الثانية فجراً بين القوة المشتركة وحركة فتح من جهة، وبين مجموعة بلال بدر من جهة ثانية واستخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة وتركزت على محور الطيري جبل الحليب سوق الخضار، وقد استقدمت الجبهة الشعبية القيادة العامة نحو ستين عنصرا لها إلى المخيم للمشاركة إلى جانب القوة المشتركة و حركة فتح في الاشتباكات الدائرة ضد جماعة بدر.

وصباح الثلاثاء، شهدت محاور القتال هدوءاً حذراً تخرقه بين الحين والآخر قذائف صاروخية ورشقات نارية فيما تكشفت أضرار جسيمة ألحقتها هذه الاشتباكات في البيوت والمحال والسيارات ، ولا سيما على الشارع الفوقاني الذي تحول إلى ساحة حرب حقيقية وسط نزوح لعدد كبير من الأهالي من منازلهم إلى خارج المخيم.

وسقطت قذائف صاروخية عدة في منطقة الفيلات المحاذية للمخيم وألحق الرصاص الطائش أضراراً بمستشفى صيدا الحكومي والمنازل المحيطة، وأدى إلى سقوط جريحين في الحسبة "سوق للخضار في مدينة صيدا" والفيلات.

فيما انعكست الأحداث شللاً تاماً على مرافق الحياة كافة في صيدا، حيث أقفلت المدارس والمعاهد والجامعات أبوابها تحسباً، وتأثرت الحركة سلباً في سوق المدينة التجاري.

في المقابل، نفت قيادة الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة أي هدنة في المخيم، لا سيما بعد رواج أخبار عن اتفاق على فرار بدر إلى جهة مجهولة.

وأعلن اللواء منير المقدح عضو قيادة حركة فتح في لبنان أن الاشتباكات لم تتوقف في حي الطيري داخل المخيم، مشيراً إلى أن هنالك عدداً من المبادرات من قبل أطراف فلسطينية وأخرى لبنانية.

وقال المقدح إن القوى المشتركة لن توقف العملية العسكرية إلا بعد فرض السيطرة و الأمن في "الطيري"، مؤكداً أن بلال بدر سيتم تسليمه للأجهزة الأمنية اللبنانية بعد إلقاء القبض عليه لتورطه في عدة جرائم.