لا يمكن لأحد أن يتجاهل أو يغض الطرف عن دور مؤسسات المجتمع كافة، الأهلية منها والخاصة، في دعم ومساندة الحراك الثقافي الذي تقوده أجهزة الدولة المختصة، سيما منها مهرجان "ربيع الثقافة" الذي بات يمثل عنواناً مهماً في أجندة ومناشط العمل الثقافي سواء بالبحرين أو بالعالم العربي.

وفي الحقيقة، لعبت مؤسسات القطاع الخاص في المملكة دوراً كبيراً في نجاح مسيرة هذا المهرجان على مدار اثني عشر عاماً منذ انطلاقته الأولى، وذلك من خلال ما قدمته هذه المؤسسات من دعم كبير ورعاية مستمرة كان لها أكبر الأثر في تواصل عطاء المهرجان ليشكل تظاهرة ثقافية وفنية تستقطب مختلف فئات المجتمع البحريني من المواطنين والمقيمين والسياح.

وأضاف الدعم والرعاية المقدمة من القطاع الخاص إلى جانب الشراكة القائمة بين الجهات الرسمية والأهلية في تنظيم المهرجان، الكثير لسمعة البحرين الثقافية، وهو ما حدا بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في أن تضيف المهرجان على قائمتها في وقت قياسي باعتباره فعالية دولية سنوية وذلك في العام 2007.



ويحظى مهرجان ربيع الثقافة هذا العام برعاية ذهبية من كل من بنك البحرين الوطني، وشركة هواوي، ومجموعة "جي إف إتش" المالية، إلى جانب الرعاية الفضية المقدمة من شركة مطار البحرين، وشركة ألمنيوم البحرين "ألبا"، وبنك البحرين والكويت، وشركة "دي إتش إل"، والسوق الحرة البحرين، والدعم المقدم من قبل معهد البحرين للدراسات المصرفية والمالية، وشركة أنفستيت، والهيئة الوطنية للنفط والغاز، وشركة البحرين للملاحة والتجارة الدولية.

وفي حين يجمع الرعاة على أن السبب الأول وراء التزامهم بدعم "الربيع" هو المسؤولية المجتمعية، وممارسة دورهم في مؤازرة الجهود الوطنية للترويج للمملكة، إلا أن لكل منهم أسبابه الأخرى كذلك.

وشملت أهداف الشركات الداعمة أيضاً دعم مبادرات التنمية في البحرين، وتعزيز مكانة المملكة سياحياً لجذب الزوار بما يعود بالنفع على اقتصادها، لغاية تشجيع الفنون والموسيقى والثقافة فيما يساهم في تعزيز قيم التسامح.

وفيما يتعلق بدعم ورعاية بنك البحرين الوطني للمهرجان أوضح جين كريستوف دوران الرئيس التنفيذي للبنك بأن مهرجان ربيع الثقافة أصبح إحدى أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، حيث تطور شكلاً ومحتوى، كما إن ما يلقاه المهرجان من دعم من قبل البنك يأتي ضمن سعيه الدائم نحو دعم المبادرات والمشاريع التي تساهم بشكل إيجابي في التنمية في المملكة، حيث يعد المهرجان واحداً من هذه المنصات التي اخترناها لإظهار التزامنا بالتنمية في المملكة. وسيواصل البنك دوره في دعم المبادرات الرئيسة التي وضعت البحرين على الخارطة الإقليمية والعالمية، مبيناً أن النجاح اللافت الذي حققه المهرجان على مدى السنوات الماضية لا يترك أي شك في أن دورة المهرجان في 2017 ستحقق نجاحاً كبيراً.

وعبر باول فينغنان الرئيس التنفيذي لشركة هواوي البحرين عن اعتزازه بدعم مهرجان ربيع الثقافة باعتباره فعالية ثقافية مهمة، حيث يتواكب ذلك مع ما تقدمه الشركة من دعم لجهود الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030 في تطوير قطاع تكنولوجيا معلومات الاتصال، لافتاً إلى أن الشركة ترى بأن دعمها للمبادرات المحلية في المجتمع الذي تزاول فيه أعمالها يصب مع أهدافها لتحقيق الترابط الأمثل بين الأفراد وتبادل الأفكار.

وأشار هشام الريس الرئيس التنفيذي لمجموعة جي إف إتش المالية إلى أن دعم المجموعة للمهرجان يأتي من منطلق دورها الرائد تجاه دعم المبادرات التي تقوم بها هيئة البحرين للثقافة والآثار، والتي تهدف إلى ترويج مملكة البحرين كمنارة للثقافة والحضارات القديمة، وإبراز تراثها الغني الذي يجسد الماضي العريق للمملكة. وكشف عن حرص المجموعة دوما على دعم ورعاية هذه المبادرات التي تساهم في تعزيز مكانة البحرين كمقصد سياحي هام على خريطة السياحة العالمية.

وأكد أن المبادرات ومنها المهرجان تنعكس بشكل إيجابي على أصولنا ومشاريعنا العقارية بالمملكة والتي تلبي كافة متطلبات زوار المملكة من منطقة الخليج وخارجها، مبيناً بأنه في الوقت الذي تسعى فيه المجموعة لاجتذاب المستثمرين من دول المنطقة وخارجها للاستثمار في أنشطتها والتي تشمل الخدمات المالية والتطوير العقاري والبنية التحتية، فإنها تتطلع إلى المشاركة في دعم هذا النوع من الفعاليات وكافة الفعاليات الأخرى الناجحة التي تعزز اقتصاد المملكة وتعكس وجهها الحضاري على مستوى العالم.

من جانبه، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة ألبا الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة بأن مهرجان ربيع الثقافة أصبح على مدى سنوات من أهم الفعاليات التي تفخر باستضافتها البحرين باعتباره مهرجاناً للإبداع والمواهب على اختلاف أشكالها وألوانها وثقافاتها.

وأشار إلى اعتزاز البحرين بتنظيم هذا الحدث السنوي الذي يستضيف نخبة من المبدعين والفنانين من جميع أنحاء العالم، ويساهم في تعزيز الجانب الثقافي والحضاري لمملكة البحرين، مما له عظيم الأثر على المجتمع البحريني، مؤكداً أن التزام الشركة لا يقتصر على تعزيز ربحيتها وحسب، بل إنها حريصة على تعزيز ارتباطها بأفراد المجتمع من خلال الفعاليات الثقافية والاجتماعية البارزة، كمهرجان ربيع الثقافة، ويشكل دعم الشركة لهذا المهرجان انعكاساً لحرصها على تشجيع الأنشطة الثقافية والفنية بجميع أشكالها في مملكة البحرين.

بدوره أكد نور سليمان الرئيس التنفيذي لشركة "دي اتش إل" إكسبريس مينا بأنه ومن أجل بناء مستقبل متقدم لا يحتاج المجتمع فقط إلى خلق منظومة تعليم جيدة ومتوازنة وإنما لا بد من تشجيع الفنون والموسيقى والثقافة فيما يساهم في تعزيز قيم التسامح والقبول والمساواة رغم الاختلاف، ولأجل ذلك تعتز الشركة بدعم المشاريع والبرامج في مختلف أنحاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط على أمل المساهمة في تحقيق مستقبل أفضل للجيل القادم، ويأتي ضمن ذلك مهرجان ربيع الثقافة الذي حقق مسيرة ناجحة وسجلاً متميزاً في تقديم العروض الفنية والثقافية ذات المستوى العالمي والتي يرى أنها تحقق تجربة فنية مهمة تفخر الشركة برعايتها.

وأعرب رياض ساتر الرئيس التنفيذي لبنك البحرين والكويت عن سعادته بدعم البنك لمهرجان ربيع الثقافة للعام 2017، والذي يلعب دورا محوريا بتشجيع السياحة واستقطاب الاستثمار السياحي للمملكة، كما يعد محوراً لإنعاش وتنمية الاقتصاد المحلي.

وأكد على أن الأهم هو تجسيد مكانة البحرين في المحافل الخارجية فيما يحتويه ربيع الثقافة من اختلاف وتنوع الفنون والثقافات والحضارات من بقاع العالم، مقدماً شكره لمجلس التنمية الاقتصادية وهيئة البحرين للثقافة والآثار على جهودهم التنموية والتطويرية لاقتصاد مملكة البحرين.

وعبر بسام الوردي مدير عام السوق الحرة البحرين عن بالغ اعتزازه بتعزيز العلاقة مع مهرجان ربيع الثقافة وخصوصاً أن السوق الحرة تشارك المهرجان في التزامه القوي تجاه المجتمع البحريني، وباعتبارها شركة بحرينية فإنها ترى في المهرجان فرصة استثنائية للترويج للثقافة البحرينية وهو أمر مهم للغاية.

من جانبه عبر الرئيس التنفيذي لشركة مطار البحرين محمد البنفلاح عن اعتزازه بدعم ورعاية مهرجان ربيع الثقافة الذي أضحى فعالية مهمة ضمن الفعاليات الوطنية في المملكة لسنوات عديدة إلى جانب سباق جائزة البحرين الكبرى "الفورمولا1" برعاية طيران الخليج الذين سيتيحان للجميع من مواطنين ومقيمين وزوار الاطلاع على عناصر الجذب السياحي في المملكة خلال موسم الربيع، كما إن مهرجان ربيع الثقافة يقدم العديد من الفعاليات العائلية إلى جانب تسليطه الضوء على الثقافة البحرينية والإرث الحضاري للمملكة وذلك في توازن فريد يجعل منه فعالية مميزة.

وأكد أن دعم الشركة للمهرجان يتواكب مع أهداف مجلس التنمية الاقتصادية التي تسعى إلى ترويج القطاع السياحي الذي يعتبر من بين أهم القطاعات الاقتصادية لما يحققه المهرجان من مزايا تنافسية في المملكة ويساهم في خلق وظائف ويسهم في النمو الاقتصادي.

وأشار إلى أن الدور الذي يقوم به مطار البحرين الدولي لا يتوقف عند توفير بنية تحتية متميزة وخدمات تنافسية بل يقوم بدور رئيس في استقطاب أعداد غفيرة من الزوار إلى المملكة والتسويق للبحرين كوجهة سياحية، وفي الوقت الذي تجتذب فيه فعاليات مثل مهرجان ربيع الثقافة العديد من المواطنين والمقيمين والسياح العالميين فإنه يرى بأن دعم هذه الفعالية يتماشى بامتياز مع هدف الشركة.