أكد نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي أن الأحداث الأخيرة التي تعيشها الأمة العربية والإسلامية أثبتت قدرة التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي على تحريك الواقع تحريكاً لا نظير له على مر التاريخ، داعياً المؤسسات التربوية والتعليمية والمثقفين والمختصين للتوجه نحو استخدام أحدث وسائل التواصل الاجتماعي في مناهج التعليم وطرق التدريس.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الشبابي العربي السابع "التعليم والإبداع والاستثمار: نحو رؤية عربية مشتركة"، والذي يقام 11-12 الجاري برعاية ومشاركة الأمير الحسن بن طلال رئيس مجلس أمناء وراعي منتدى الفكر العربي، على هامش الاجتماع السنوي الـ26 للهيئة العمومية لأعضاء المنتدى في العاصمة الأردنية، عمان.

وأوضح أن الاستثمار في المورد البشري اليافع بات من واجبات السياسات العامة التنموية للدول العربية، مع التركيز على تنشئة ورعاية المواهب والإبداع في مجال التربية والتعليم بشكل عصري.


وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاتها، التي يرتادها ويقودها الشباب بكل كفاءة وتمكن، قادرة على "تشكيل الأنماط والسلوكيات وتكوين الأفكار وتنشئة العقليات، مما جعلها إحدى أقوى أسلحة العدو الذي عبث من خلالها بقيم الشباب ومعتقداتهم، ضارباً بعرض الحائط كل تلك الجهود التربوية والتعليمية التي عكفت دولنا على غرسها وترسيخها على مر السنين في المدارس والمعاهد والجامعات".

وأوضح أن السؤال حول جدوى جهود التربية التعليم في المجتمعات العربية وطرقها ومناهجها التقليدية المعتمدة على التلقين والتنظير الخطي، بات حتمياً، معبراً عن ضرورة دراسة الرسائل وتقنيات الاتصال العصرية وما فيها من خصائص التغذية العكسية والانغماس السلوكي الإبداعي، وأقلمتها مع أهداف الأمة في غرس قيم الوطنية والولاء والاعتزاز بالعروبة والدين، في معادلة يكون فيها الشباب فاعلاً بعمق معرفته وإبداعه الواسع، مع ما تقدمه الدول من أسس تربوية واجتماعية.

وأضاف في كلمته بأن الإقصائية التي يعاني منها الشباب العربي اليوم هي نتاج لانعدام الثقة فيه كعنصر تنموي ناشط في المجتمع، وهدر طاقاته المعرفية والبدنية، مما ترك المجال للمتشددين باختطافهم وتفتيت ولاءاتهم، متسائلاً "لماذا لا يكون لدينا وزراء ومستشارون وقياديون شباب؟".

ونوه إلى أهمية أن يعاد النظر في طرق التعليم، وأن يتم زراعة الأمل في نفوس الشباب، وتوظيف طاقاتهم توظيفاً حقيقياً من أجل التغيير نحو الأفضل، معلقاً بأن "الشباب أكثر اطلاعاً بمستقبلهم وأعرف بمصيرهم وأكثر غيرة لحفظ أمن أوطانهم واستقرارها.

يذكر بأن صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال الهاشمي رئيس مجلس أمناء وراعي منتدى الفكر العربي، أصدر في أبريل 2016 قراراً بتعيين د.الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الأمناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي عضواً بمجلس أمناء منتدى الفكر العربي.

والمنتدى منظمة عربية فكرية غير حكومية مقرها العاصمة الأردنية عمان، تأسس عام 1981 في أعقاب مؤتمر القمة العربية الـ11، ويتألف من 25 عضواً من نخب المفكرين وقادة الرأي وصناع القرار وخبراء سياسيين ووزراء عرب سابقين، ويسعى إلى بحث الحالة الراهنة في الوطن العربي وتشخيصها، وإلى استشراف مستقبله، وصياغة الحلول العملية والخيارات الممكنة، وتوفير منبر حر للحوار المفضي إلى بلورة فكر عربي معاصر نحو قضايا الوحدة والتنمية والأمن القومي والتحرر والتقدم.