(رويترز)

احتشد مسيحيون مصريون الجمعة في الكنائس في أنحاء البلاد لحضور صلوات الجمعة العظيمة بحسب الديانة المسيحية، رغم انفجارين استهدفا كنيستين في محافظتي الغربية والإسكندرية قي أحد السعف وأوقعا 45 قتيلا.


وقال القس غبريال إبراهيم راعي كنيسة السيدة العذراء والملاك غبريال في قرية سندنهور بمحافظة القليوبية المجاورة للقاهرة "الإرهاب لن يثنينا عن صلواتنا والمشاركة في بناء بلدنا. اصطحبت أولادي ليشاركوا في طقوس الكنيسة في الجمعة العظيمة."


وبدأت صلوات الجمعة العظيمة في الثامنة صباحا وانتهت في السادسة مساء بالتوقيت المحلي.

وشددت السلطات في القاهرة والمحافظات الأخرى إجراءات الأمن خلال الصلوات وشملت إغلاق الشوارع المؤدية إلى الكنائس وإقامة بوابات للكشف عن المتفجرات وتم تفتيش المصلين قبل السماح لهم بالدخول.

وقالت شاهدة عيان في مدينة ملوي في محافظة المنيا بجنوب مصر إن بوابات الكشف عن المتفجرات وضعت على مسافة تزيد على عشرة أمتار من أبواب الكنيسة التي شهدت فيها الصلوات وإن الشرطة نسقت عمليات التفتيش مع أمن الكنيسة.

وأضافت أن الإجراءات شملت منع وصول الدراجات أو العربات اليدوية التي تحمل الأطفال إلى قرب الكنيسة.

وقال شهود في المحافظات المختلفة إن كبار رجال الأمن أشرفوا على إجراءات التأمين.

وفجر انتحاري نفسه في كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية صباح الأحد ثم فجر انتحاري آخر نفسه أمام الكاتدرائية المرقسية يمدينة الإسكندرية بعد ساعات عندما فشل في محاولة دخولها.

وأسفر الانفجاران أيضا عن إصابة 126 شخصا. ومن بين القتلى سبعة من الشرطة. وكان البابا تواضروس الثاني بطريرك الأقباط الأرثوذكس يقود الصلوات في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية التي تطل على البحر المتوسط.

وفي نفس اليوم أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.

وقال زكي بولس (54 عاما) الذي حضر الصلوات في الكنيسة المرقسية بمطرانية ملوي ومعه ابنه الطالب الجامعي "جئنا لنصلي جمعة الآلام ونحن نتألم لكن غير خائفين. لن يرهبنا أي حادث إرهابي عن الذهاب لكنائسنا والصلاة فيها أو الاحتفال بأعيادنا."

وأضاف "بالعكس هذا يزيدنا جرأة ويكسبنا روح الاستشهاد. نحن لا نخاف ممن يقتل الجسد."

وأعلن تنظيم داعش الذي يتبعه مسلحون ينشطون في محافظة شمال سيناء مسؤوليته عن التفجيرين. وكرر التنظيم تهديدات أطلقها نهاية العام الماضي ضد المسيحيين عندما أعلن أن انتحاريا تابعا له فجر نفسه في الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية بالقاهرة وقتل 29 أغلبهم نساء وأصاب عشرات آخرين.

وتصف الحكومة أتباع داعش وجماعات أخرى أقل نشاطا بأنهم "أعداء الوطن" وتقول إنهم يريدون هدم الدولة. ويشدد المسؤولون ورجال الدين المسلمون والمسيحيون على أن المصريين سيبقون نسيجا واحدا رغم هجمات المتشددين.

وقال أسامة الأزهري مستشار الرئيس المصري للشؤون الدينية في خطبة الجمعة اليوم في مسجد حمزة بن عبد المطلب بمدينة السويس شرقي القاهرة "من يريد أن يؤذي مصر سيصطدم بكلام الله وقدرته في أن تظل هذه البلاد آمنة مطمئنة إلي ما شاء الله وأن المسلمين والمسيحيين على قلب رجل واحد لرفعة هذه الأمة" المصرية.