"الجحش".. "البرغوث".. "أبو فروة" ليست أسماء تشكيل عصابي ألقت الشرطة القبض عليه مؤخرا، بل هي معاني ألقاب تستخدمها وسائل الإعلام الناطقة بالإسبانية للإشارة لعدد من نجوم كرة القدم المنتمين لأمريكا اللاتينية، وأغلبهم من الأرجنتين.
أشهر لاعبي كرة القدم الأرجنتينية على الإطلاق والذي يعد أسطورتها الحية، النجم المعتزل دييجو أرماندو مارادونا على سبيل المثال يُعرف في الصحافة بإسم (El Pelusa) وهي الكلمة التي تعني "غزير الفراء" أو مجازا "أبو فروة"، حيث أُطلق هذا اللقب على المدرب السابق لمنتخب التانجو، نظرا لأنه منذ الصغر كان يفضل تربية شعره الكثيف والمجعد.
يحتل المركز الثاني بعده في القائمة مواطنه ونجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي المعروف ب(La Pulga) والتي تعني "البرغوث"، وقد ارتبط هذا المسمى تحريريا في الصحافة العربية بأنه "يلدغ" منافسيه بالأهداف، ولكن الحقيقة أن السر وراء هذا الاسم هو القامة القصيرة للاعب وصغر حجمه ، فمن المعروف أنه كان يعاني من قصور في النمو واضطر لتناول عقاقير هرمونية لمواجهة الأمر.
يأتي بعد ذلك مهاجم نابولي الإيطالي جونزالو هيجواين والمعروف ب(El Pipita) وهي الكلمة التي تعني حرفيا "الأنبوبة الصغيرة"، حيث أن اللاعب اكتسب اسم الشهرة هذا من والده حينما كان مدافعا في ريفر بليت قبل قدومه إلى أوروبا، حيث كانت الصحافة تطلق عليه لقب (El Pipa) أو "الأنبوبة"، وذلك بسبب طول أنفه، لتنتقل "لعنة" هذا اللقب من الأب إلى الابن، لكن مع إضافة مقطع التصغير (Ita).

السر وراء لقب (El Cholo) الخاص بالمدير الفني لأتلتيكو مدريد الإسباني، دييجو سيميوني يحمل هو الآخر قصة طريفة، حيث أن هذه الكلمة الدارجة المستخدمة في الأرجنتين تستخدم لتوصيف المنتمين لعصابات الشوارع أو ال"بلطجية"، حيث أطلق هذا اللقب على النجم الأرجنتيني حينما كان لاعبا نظرا لخشونته وطابعه القتالي المعروف عنه والذي نقله لرجاله في ال"روخيبلانكوس"، الذين يقدمون واحدا من أجمل مواسمهم.
لكن الكلمة داخل الأرجنتين فحسب تعني أيضا "الهجين" ، في إشارة إلى تنوع أصول سيميوني بين السكان الأصليين للقارة، والمهاجرين الأوروبيين.
وبنفس الطريقة التي لا تدري جماهير برشلونة الإسباني لماذا جاء الأرجنتيني خيراردو "تاتا" مارتينو لتدريب فريقها، لا يدرك الأخير لماذا حصل على لقب (El Tata) وفقا لما يؤكده بنفسه حيث قال لدى تقديمه مدربا جديدا للنادي الكتالوني "الحقيقة أنني لا أعرف السر وراء اللقب، الجميع يقوله لي منذ الصغر، ولكن ربما تكون البداية حينما كنا أطفالا نلعب وقال لي أحدهم مرر لي الكرة يا تاتا، وبعدها أصبح الجميع ينادونني بهذا اللقب".
ومن ضمن اللاعبين الأرجنتينيين الذين يحملون ألقابا غريبة للغاية، نجم ريفر بليت المعتزل آرييل أورتيجا الذي كان يحمل لقب (El Burrito) والتي تعني "الجحش"، حيث أن السر وراء هذا اللقب هو قول المعلقين المحليين عنه أنه يبدو كما لو كان "يعدو ويرفس" في نفس الوقت.
ينضم إلى هذه القائمة الأرجنتيني أنخل دي ماريا لاعب ريال مدريد الإسباني والمعروف باسم (El Fideo) والتي تعني "الشعرية"، حيث اكتسب اللاعب هذا اللقب لسببين الأول هو نحافته مثل قطع الشعرية قبل الطهي ، والثاني هو قدرته على المرواغة والمرور بين المنافسين، كما تلتوي قطع هذا الطعام عقب طهيها.
ويحمل لقب (El Jardinero) الخاص بلاعب إنتر ميلانو الإيطالي السابق، الأرجنتيني خوليو كروز قصة كفاح، حيث أن الكلمة تعني "البستاني"، وهي الوظيفة التي كان يعمل بها في نادي بانفيلد قبل بدء مسيرته الكروية، ففي أحد الأيام طلب المدير الفني للفريق أوسكار لوبيز أن يلعب مباراة ودية معه لتعويض غياب لاعب، إلا أنه فوجئ بمهاراته المتعددة فقرر التعاقد معه، ليتألق ويبدأ بعد ذلك رحلة احتراف أوروبية.
بعيدا عن الصحافة الأرجنتينية وابتكارها لهذه المسميات التي تظل عالقة باللاعب حتى بعد احترافه في أوروبا، توجد هذه الظاهرة أيضا لدى الصحافة الأوروجوائية.
وعلى سبيل المثال فإن لاعب أتلتيكو مدريد، الأوروجوائي كريستيان رودريجز معروف باسم (Cebolla) وهي الكلمة التي تعني "بصلة"، حيث اكتسب هذا الاسم حينما كان لاعبا في صفوف بينيارول قبل الاحتراف الأوروبي، والسبب وراءه هو أن وسائل الإعلام كانت تعتبر مهاراته قادرة على "إبكاء" المنافسين تماما مثلما يفعل البصل.
لويس سواريز هو الآخر يحمل عدة ألقاب منذ الصغر وأبرزها (El salta) أو ال"نطاط"، وذلك لأنه كان يتميز بمهارة كبيرة في الألعاب الهوائية، قبل أن يصبح لاعبا متكامل المهارات في الوقت الحالي، والأمر لم يغب عن نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، إدينسون كافاني الملقب ب(El Matador) أو مصارع الثيران، بسبب مهارته في مرواغة الدفاعات الصلبة وتسجيل الأهداف.
ولم تغب هذه الظاهرة عن البرازيل، إلا أن الصحافة هذه المرة لم يكن لها يد في الأمر، حيث أن كاكا لا يدعى هكذا في الأساس بل أن اسمه الحقيقي هو ريكاردو إيزيكسون دوس سانتوس ليتي، والسر وراء هذا اللقب هو أن أخيه الصغير لم يكن يقدر على نطق إسم ريكاردو وكان يدعوه كاكا، فظل معتزا بهذا الأمر الذي بات يعرف به على الصعيد العالمي.