يقول محامي جمعية وعد إن «الجمعية تضم جميع الطوائف وتتخذ العمل السياسي السلمي منهجاً وحيداً».

إن جئت للحق فليس هناك عضو من جمعية وعد ارتكب عملاً إرهابياً، لم يفجروا لم يقتلوا لم يحملوا سلاحاً. أتريد أن تعرف أكثر عن أدبيات جمعية وعد؟

«ولما كانت الوظيفة الأمنية إحدى وظائفها الأساسية، فمن حقها أيضاً التدخل لوقف كل ما يخل بالأمن العام، وتكريس مبدأ «الأمن للجميع»، وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان»، هذه العبارة جاءت في وثيقة جمعية وعد، أتصدق ذلك؟ إن ذلك النص جاء ضمن وثيقتها التي أصدرتها في مايو من العام الماضي وأقرت بها وعد حق الدولة في التدخل لوقف ما يخل بالأمن العام.

ليس هذا فحسب، كل ما تصرح وتقول وتكتب وتبين وتقر به جمعية وعد بل تدين به، كل أشكال العنف شفاهة وكتابة، أين الخلل إذاً؟ أليس ذلك كله دليلاً على أن الجمعية تنهج العمل السلمي نهجاً وحيداً؟

الخلل أن كل هذا الحبر يذوب ولا يصبح له قيمة حين يمجد الإرهابي ويعظم فعله من قبل أعضاء من جمعية وعد، كل ذلك الخطاب يمحى ويختفي ولا معنى له، حين يؤبن أعضاء من وعد ميتاً قتل أثناء صدامه مع رجال الأمن الذين أقرت لهم وعد بحق التدخل، كل تلك الأدبيات تذوب حين يقال في تأبين من مات وهو يحمل السلاح ضد الدولة، «إنكم أنتم الذين ترسمون طريق النصر» هكذا إذاً؟ هذا هو طريق النصر الذي تراه وعد، حمل السلاح وقتل رجال الأمن؟

كل ذلك الحبر لا وجود له ولا معنى له، وأصبحت وعد بذلك السلوك تنهج نهجاً ثانياً غير ما تصرح به، وأصبحت بذلك الفعل شريكاً فاعلاً ومؤثراً ومحرضاً وممجداً للإرهاب فعلاً لا قولاً، وخالفت بذلك نظامها الأساسي ووثيقتها قبل أن تخالف القانون والدستور.

ولو جلب محامي الدفاع أطناناً من الأوراق والتسجيلات التي تؤكد على العمل السلمي والنهج السلمي، وجلب مقابله محامي الدفاع العام صورة وشريطاً مصوراً للقبلة التي يطبعها من كان رئيساً لجمعية وعد على رأس من مات وهو مدان بحمل السلاح وبقتل رجال الأمن وبتخزين متفجرات، أو جلب صورة للكلمة التي ألقاها تحت يافطة كتب عليها «شهداؤنا كل أمجادنا» و«ماضون في طريقكم حتى بزوغ فجر الكرامة» فإن على فريق محامي وعد أن يبلوا تلك الأطنان من الورق ويشربوا ماءها خاصة أن حاشية من جمعية وعد كانت مصاحبة لرئيسها الشرفي في كل زياراته مؤيدة ومتفقة مع تصرفاته وأقواله دون أن تنكر أياً منها.

هنا مربط الفرس الذي نطالب محامي الدفاع العام أن يدحض به كل ما جاء في مذكرات الدفاع التي تتحدث عن حرية التعبير وحرية المعتقد دفاعاً عن حقنا العام كمجتمع، والتي يستند إليها محامو وعد مروجين بأن طلب الإغلاق إنما هو مقيد «لحرية وحق» دستوري، وكأن «تمجيد» الإرهاب حرية و«تعظيم» أعمال القتل حقاً تعبيرياً؟ هنا نريد أن نسترسل مذكرة المحامي العام في تفنيد تلك الأكاذيب التي يروجها فريق الدفاع ويستخدمونها أمام السفارات والمنظمات الدولية، مغيبين هتكهم للحقوق وللحريات العامة حين يجعلون من حمل السلاح طريقاً ومن قتل رجال الأمن مجداً ومن تخزين المتفجرات نهجاً يحتذى ويستحق أن يقبل على الرأس فاعله.

أي حق هذا وأي حرية تلك وأي درس أنقله لأبناء البحرين من الفتيان ومن الشباب إذا كان القتلة والمجرمون والإرهابيون هم من يرسمون الطريق لأبناء البحرين وفقاً لأعضاء وعد؟

أي حق تعبيري هذا الذي يجب أن يترك دون محاسبة وهو تعبير يقود إلى الدمار والخراب والموت وإزهاق الأرواح؟

صور لأعضاء وعد وهم يؤبنون الإرهابيين ويجعلون منهم قدوة كافية أن تطير كل أطنان الورق الذي أدانوا به الإرهاب.

أما القول بأن الدعوة لغلق الجمعية لأنها تحارب الفساد، فذلك من المضحكات المبكيات، فلو أن جهدكم اقتصر على محاربة الفساد فعلاً لوجدتم كل البحرين تقف وراءكم فما أحوجنا لعمل سياسي جاد يركز على ما يهمنا ويجمعنا ولا يفرقنا، ولا أكثر من محاربة الفساد جامعاً لنا، إنما البحرينيون يقفون مع السلطة في قرار الغلق لأن الجمعية نسيت أهدافها واعتقدت أن تمجيد وتعظيم الإرهاب لا يزيد عن «مناكفة» للسلطات وتلك والله درجة من درجات النزق والمراهقة السياسية لم أرَ مثلها في حياتي.

هؤلاء الذين تعتقدون أنكم تناكفون السلطة بتمجيدهم وتعظيم أفعالهم قتلوا رجال الأمن حرقاً وتفجيراً ويتموا أطفالهم ورملوا نساءهم، عاثوا في البلد إرهاباً وروعوا الناس وفزع المجتمع بسببهم، وأنت تأتي تقبل القاتل على رأسه وتسميهم شهداء، لقد ناصبت شعب البحرين العداء بفعلك هذا، وعزلت نفسك ومن معك عنهم وعن مصالحهم وعن أسباب أمنهم واستقرارهم، ثم تستغرب لم يريدون غلق الجمعية؟ أو تدافع عنها بقولك إن أعضاءها من جميع الطوائف؟ ما الذي يفيدني تعدد طوائف جمعيتك إذا كانت الجمعية تقف عائقاً أمام الأمن الذي هو حق للجميع؟

ماذا أفعل بنصوصك وأنت تخرقها وتدوس مبادئها؟ أين السلمية في تمجيد الإرهاب؟ أي دولة مدنية تلك التي تدعي أنك نصير لها وأنت تقف مع من قسمها إلى معسكرين يزيدي وحسيني؟ ما لكم كيف تحكمون؟

أكثر ما لفت انتباهي التركيز على كلمة «وحيداً» في عبارة «تتخذ جمعية وعد العمل السياسي السلمي منهجاً وحيداً» وكأن الذي كتب العبارة، يعرف أن المجتمع البحريني يعرف أن للجمعية وجهين ومنهجين وليس نهجاً وحيداً كما يدعون ولا يتفق هذا النهج مع ذاك!!!