الشعب السوري لم يطالب بالحرية ضد الاستبداد والديكتاتورية والدولة البوليسية المتغطرسة من خلال نظام الأسد الوحشي للخروج من الظلمات إلى النور إلا بدعم أوروبي لتحقيق الأمن والاستقرار وعلى الطريقة الأوروبية والغربية والتي كانت حبراً على ورق في بداية الأمر، ولكن الأدهى من ذلك تم تفعيل الأجندة المخفية من وراء ذلك، وهي خلق الفوضى والدمار كما فعلوها في العراق وليبيا وأفغانستان والسودان.. نعم هذه هي أوروبا الدولة التي تخطط وتحتضن كبار الإرهابيين عندها من جميع الدول وأي دولة تخالفها أطلقت عنان الإرهابيين من تلك الدولة عليها.

بعد الوعود التي تلقاها الشعب السوري من تلك الدول، كانت نتيجتها مليون شهيد و5 ملايين من منشأة مدنية ومساجد ومستشفيات وبيوت دمرت وأكثر من 10 ملايين مهاجر، وآلاف القصر والنساء تعرضوا للاغتصاب وضياع ملايين الأطفال، وعدم حصولهم على أبسط حقوقهم من الصحة والتعليم والعيش في خوف ورعب، والأشد من ذلك الضربات الكيماوية الوحشية التي أتت عليهم وأزهقت آلاف الأرواح من الشيوخ والأطفال والنساء من خلال طائرات سورية وروسية تجوب السماء من غير ردع أو حساب. نجد الآن الأوروبيين وهم يمسحون أيديهم من إنجازات الأسد المجرم كأن شيئاً لم يحدث بعد أن حقق لهم الأسد جزءاً من تلك الأجندة المخفية، تاركين سوريا للوحوش أمثال الحرس الثوري الإيراني المجوسي الصفوي وميليشيات الحشد الشيعي الشعبي وميليشيات حزب «اللات» والميليشيات الإيرانية «الداعش الإيراني» يمرحون ويقتلون ويدمرون ما يريدون مما أنجزه الشعب السوري السني الذي يشكل 93% من الشعب السوري حتى يبقى الأسد العلوي وباقي الطوائف الأخرى.

والآن وبعد ما تم إنجازه يبيع الأوروبيون سوريا على الدب الروسي لمصالح وتنازلات أخرى حسب أجندتهم المخفية. وتفتخر روسيا أنها حصلت على سوريا بدون قطرة دم روسي، فأخذت الأرض واستعملت الميليشيات الحاقدة على الإسلام كفلاحين فنزعوا الثمار السنية وزرعوا ثماراً شيعية بشرط أن يبقى الأسد في السلطة ويدعم أهداف إيران، كما حصل في العراق ولبنان، ومحاولاتهم اليائسة في اليمن.

وبعد غرق الدب الروسي في المستنقع السوري.. نجد أن البوصلة الآن تتجه إلى تركيا، وهي أكبر دولة ديمقراطية في العالم، والتي يقف خلفها رئيسها الطاهر أردوغان الذي يذكرنا دائماً بالانقلاب العسكري بدعم أوروبي غربي، حين وقف الشعب في وجه الدبابات على عكس بشار الوحش الذي وضع الدبابات في وجه الشعب عند انتفاضته السلمية، والتي كانت أطهر وأنظف انتفاضه في العالم. استطاع الطاهر أردوغان الحفاظ على تركيا كما حافظ صدام على العراق. ولو كان حدث في تركيا ما حدث في العراق لكانت الدماء إلى الركب وكانت الأجندات المخفية برزت على السطح والكل أخذ نصيبه.

التعديل الدستوري كان ثاني وآخر صفعة على وجه الدول الحاقدة على تركيا، وها هي الآن تتكاتف مرة أخرى بتجييش القنوات السمعية والبصرية والصحف المحلية لرد ماء الوجه بعد تخطيطهم لإسقاط الطاهر أردوغان «والله ستر وأنعم».. من كان مع الله، كان الله معه والنصر للطاهر أردوغان والشعب التركي العظيم.