إبراهيم الرقيمي

لا يعتمد القبول في جامعة البحرين على المعدل التراكمي للطالب في المرحله الثانوية فحسب بل على اجتياز امتحان القبول والمقابلة الشخصية، كما يحكم التسجيل في التخصص توفر المقاعد الذي يكون من نصيب صاحب أعلى الدرجات.

وتلعب المرحلة الثانوية دوراً مهماً في رسم الطريق أمام الطالب في الحياة الجامعية، فعندما ينهي الصف الأول الثانوي من توحيد المسارات يتم تخييره بين خمسة تخصصات، علمي "كيمياء وأحياء" أو علمي "رياضيات فيزياء" أو أدبي "علوم إنسانية" أو أدبي "لغات" أو التخصص التجاري ويحق للطالب اختيار أي تخصص فيما يتجه أغلب الطلاب للتخصص الأسهل .


ورغم أن اختيار التخصص أمر مصيري للطالب يحدد مستقبله، إلا أنه لا يجد توجيهاً من وزارة التربية والتعليم لاختيار التخصص الأنسب وهو ما قد يجر الطالب لاختيار تخصصات جامعية لا فرص عمل لها بالسوق.

وتعاني الكثير من الدول وجود خريجين جامعيين لتخصصات لا فرص عمل لها بسوق العمل ما دفع بعض الدول للبحث عن حلول لهذه المشكلة للحد من ازدياد معدل البطالة.

المملكه العربيه السعودية، استطاعت من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص وضع حلول لهذه المشكلة، ومن ذلك برنامج الخريجين الذي أطلقه البنك السعودي للتسليف والادخار ويستهدف حاملي الشهادات الجامعية الذين من المقرر أن يدخلوا سلك التدريس وحاملي الدبلومات الصحية ويتيح لهم الانخراط في سوق العمل الحر، وتأسيس مشروعات صغيرة تتوافق مع خبراتهم، وتخصصاتهم العلمية. وقد نجح البرنامج في جذب الكثير من الخريجيين.

وبعيداً، عن الدول العربية تعد تجربتا ألمانيا واليابان من أكثر التجارب الناجحة في تعزيز الترابط بين التعليم وفرص العمل.

ففي ألمانيا تحاول المدارس توجيه الطلاب إلى التمهن بعد تصنيفهم وفقاً لإنجازاتهم المدرسية إذ يختار الطالب في أولى مراحل الدراسة الثانوية المهنية التي يرغب فيها ليحول إلى صاحب العمل المرشح من قبل مكتب التشغيل الفيدرالي ويتلقى الطالب ساعات من التدريب خارج الدوام المدرسي وفي غالب الحالات ينتهي مصير الطالب بالعمل لدى الجهة التي وفرت لها فرصة التدريب.

أما اليابان فتوجه الطالب للعمل من خلال توفير فرص عمل لطلاب المدارس رغم أن الطلاب في اليابان لا يملكون خبرة عملية كافية.

وتشترك التجربة الألمانية واليابانية في النظامين على زيادة قابلية تشغيل الطلاب وتقليص وقت البحث عن عمل إلا أنهما يقيدان طالبي العمل بوظائف محددة، الأمر الذي يحدد حركيتهم الوظيفية ومستقبلهم الوظيفي.