حوراء يونس ومروة علي:

لم يخطر ببال أسماء يوماً حين، أدرج اسمها في كشوف الطلبة المبتعثين من وزارة التربية والتعليم للدراسة في الخارج أنها ستضم يوماً لقوائم العاطلين عن العمل بعد سنوات الجد والاجتهاد والاغتراب.

تبدأ أسماء في حكايتها مع دراسة اللغة العبرية بجامعة عين شمس بالقاهرة فتقول: "حين حصلت على بعثة دراسية لم يكن تخصص اللغة العبرية مدرجاً ضمن رغباتي إلا أني قبلت به على أمل أن أجد فرصه عمل مسقبلاً في ترجمة أخبار الصحف والإذاعات العبرية، وقلت في نفسي "من تعلم لغة قوم أمن مكرهم" وقيل لي وقتها أن هذا التخصص له مستقبل جيد وشعرت حينها بأنه تخصص نادر وشيق".


واصطدمت أسماء بالواقع بعد التخرج فلم تجد مستقبلاً أمامها ولم تتمكن من الحصول على أي فرصة عمل رغم محاولتها المستمرة وانتهى بها المطاف للقبول بالواقع والبحث عن أية وظيفة إلا أنها لم تحظى بفرصة عمل حتى الآن.

لم تختلف قصة ليلى كثيراً عن سابقتها فالنتجة جمعتهم في قوائم العاطلين عن العمل.

ليلى التي تخرجت من جامعة البحرين في 2008 ظنت أنها حين حصلت على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع أنها ستجد مقعد الوظيفة الحكومية ينتظرها إلا أنها وزملاءها من خريجي هذا التخصص انصدموا بالواقع فلم يجدوا ما سمعوه من وعود براقة عند افتتاح هذا التخصص في الجامعة، وتقول ليلي: "كانت فرصة حصولي على وظيفة في المؤسسات الحكومية في تخصصي شبه مستحيلة فوزارة التربية والتعليم لم تمنح الإناث فرصة التوظيف في تخصص علم الاجتماع سوى مرة واحدة فقط في 2008 بعدها فتح الباب لتوظيف الذكور فقط، وأغلق بعدها أمام الجميع".

رجاء إحدى خريجات دفعتي تخصص الفيزياء الطبية الذي أغلقته جامعة البحرين تحكي عن معاناة خريجي هذا التخصص وتقول: "تخرج من تخصص الفيزياء الطبية دفعتين فقط الأولى في 2008 والثانية دفعتي في 2009 وأغلق التخصص بعدها".

وتتطرق رجاء لمعانتها وزملائها في البحث عن عمل معلقة على ذلك بالقول "صدمنا بالرفض القاطع من وزارتي الصحة والتربية والتعليم لاستلام أوراقنا وقدمت أوراقي في ديوان الخدمة المدنية وأرسلنا عدة خطابات لعدد من الجهات نوضح فيها المعاناة التي واجهها خريجو الدفعتين".

وتضيف"رغم الفرصة التي أتاحها لنا المجلس الأعلى للمرأة لتقديم امتحان نظري في مستشفى الملك حمد الجامعي إلا أننا لم نجد فرصة عمل، فقد أصبحت المستشفيات ترفضنا مبررين ذلك بأننا لم نتلق التدريب الكافي، وأصبحنا مطالبين بحمل درجة الماجستير لنحصل على فرصة عمل".

وتتساءل رجاء عن الذنب الذي اقترفته وزملاءها حين تخصصت في هذا التخصص وانتهى بنا الحال لنحمل شهادة لايعترف بها أحد وتقول: "لا يوجد في وزارة الصحة مسمى وظيفي يحمل اسم فيزيائي طبي، ما اضطر بعض زملائي للعمل في أي وظيفة بحثاً عن لقمة العيش".