سلط مقال بمجلة "الإيكونومست" البريطانية الضوء على انتخابات الرئاسة الفرنسية وتأثيرها على العلاقات الفرنسية الألمانية، متوقعا أن يؤثر التصويت الفرنسي على مكانة ألمانيا في أوروبا أكثر من انتخاباتها المقبلة. وأشارت المجلة إلى أن العلاقات بين البلدين ظلت باردة منذ العام 2012، ولم يكن هناك تقارب بين زعيمي الدولتين، مع اتساع الفجوة بين فرنسا المتعثرة والاقتصاد المزدهر في جميع أنحاء الراين. ومع ذلك يرتبط البلدان ببعضهما بشكل كبير، ومن مظاهر هذا الارتباط حاجة برلين إلى باريس للحفاظ على تماسك منطقة اليورو، والتعامل مع الأسباب الجذرية لأزمة اللاجئين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وجعل أوروبا أكثر اكتفاء ذاتيا في مجال الدفاع، بل هناك حديث عن مشاركة ألمانيا في الردع النووي الفرنسي إذا تخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، كما أن باريس بحاجة إلى ألمانيا للتحرك نحو المزيد من التكامل في منطقة اليورو. وأشارت المجلة إلى أبرز 4 مرشحين في الانتخابات الفرنسية، وما سيعنيه ذلك لألمانيا، بحسب رأي أحد الخبراء من معهد السياسة العامة العالمي في برلين. ومن هؤلاء مرشحة الجبهة الوطنية عن اليمين المتطرف مارين لوبان التي في حال تقدمها في الانتخابات سيكون لها تأثير كارثي على ألمانيا يمكن أن يؤدي إلى اضطراب اقتصادي وانهيار محتمل للعملة، وأزمة جديدة بالاتحاد الأوروبي، وسياسة روسية ضعيفة، وأوروبا أقل قوة، ولكن المزيد من المسؤولية. وسيناريو الكابوس الثاني هو جان لوك ميلينشون "من اليسار المتطرف المناهض للاتحاد الأوروبي" الذي بالرغم من عدوانيته الأقل مقارنة بلوبان، قد لا يكون شريكا سهلا حال تقدمه بالانتخابات. وهناك أيضا مرشح اليمين التقليدي فرانسوا فيون الذي يبعد -من نواح كثيرة- عن كونه مثاليا لألمانيا نظرا لفضيحة فساد سابقة أثرت على رصيده الانتخابي. فهو يريد إنهاء العقوبات على روسيا، في حين تريد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إبقاءها، وهو يريد زيادة القيود على اللاجئين وهي لا تريد ذلك. وإذا كان هناك نتيجة يرجوها برلمان برلين السياسي فستكون فوز مرشح "حركة السير إلى الأمام" إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا وهو الذي يريد إصلاح الاقتصاد الفرنسي ليكون موافقا لألمانيا، كما أنه امتدح سياسة ميركل بشأن اللاجئين ويتفق معها بشأن روسيا. لكنه يريد التوصل إلى "صفقة جديدة" مع برلين من أجل استثمار قدرات الأمن الفرنسية وتقاسم الأعباء داخل منطقة اليورو. وختمت المجلة بأن ألمانيا ستواجه مأزقا كبيرا إذا فاز ماكرون وحصل على أغلبية تشريعية قابلة للتطبيق. ويتمثل هذا المأزق في مدى السير مع أي صفقة جديدة من هذا القبيل.