أكد التربويون المشاركون بالمؤتمر الدولي "دور المعلم في كفاءة التعليم"، أن تعزيز التدريب النوعي للمعلمين واستمراريته من شأنهما المساهمة الفاعلة في مواجهة مشكلة الفاقد التعليمي على أن يشمل ذلك كافة الجوانب المتعلقة بتطوير أداء المعلم، بما في ذلك إثراء المضامين المعرفية، وتجديد طرق واستراتيجيات التدريس، وتفعيل استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في عمليات التعليم والتعلم.

وكان المؤتمر الذي احتضنته البحرين على مدى ثلاثة أيام، ونظمه المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وبدعم من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، قد شهد مناقشة العديد من الموضوعات التربوية، ضمن محورين رئيسين، وهما: الفاقد التعليمي، وأداء المعلم، بمشاركة خبراء وباحثين تربويين من منظمة اليونسكو، وعدد من دول العالم، إضافةً إلى أكثر من 300 قيادي واختصاصي تربوي ومعلم من الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج.

وأوضحت الدكتورة مانتسيتسا ماروبي مديرة مكتب التربية الدولي التابع لليونسكو في جنيف في ورقة العمل قدمتها أن المعلم قد يصبح أحد مصادر الهدر في التعليم إذا لم يمتلك الكفاءة اللازمة لمساعدة الطلبة على التعلم، من خلال انخفاض مستوى مخرجات التعليم، وارتفاع معدلات التسرب، بما يؤثر بشكل كبير على تنمية الدول في شتى المجالات، مؤكدةً ضرورة تبني المدخل المنظومي في تناول قضية الكفاءة التعليمية، الذي يهتم بالعوامل الأخرى المؤثرة على أداء المعلم، مثل دور القيادة التعليمية، وبيئة التعلم، والبيئة التنظيمية والإدارية التي يعمل بها المعلم.



من جانبه، قدم ريناتو أوبرتي الاختصاصي الأول للبرامج في مكتب التربية الدولي التابع لليونسكو عرضاً حول الفرص المتاحة للتعليم الجامع في إطار تحقيق الهدف الرابع في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مؤكداً ضرورة إعادة التفكير في أدوار المعلمين، وكفايات إعدادهم، من أجل زيادة إسهامهم في تحقيق الإصلاحات التربوية المنشودة.

كما ناقش المؤتمر في بقية الورش التدريبية وأوراق العمل العديد من الموضوعات الهامة، ومنها واقع الفاقد التعليمي في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، والمداخل المتبعة في علاج هذا الفاقد، وآليات دراسته بشقيه الكمي والكيفي، وتبيان دور التنمية المهنية للمعلمين وتقويمهم المستمر في مواجهته، فضلاً عن استعراض أحدث الاستراتيجيات المتبعة في عملية إعداد المعلمين الأكفاء.