كانت فضائية «روتانا خليجية» قد أجرت أخيراً مقابلة ثرية مع عضو مجلس الشورى ضياء الموسوي الذي قال رداً على سؤال لمقدمة البرنامج المتألقة نادين البدير عن المخرج من كل هذه المشكلات التي تعيشها مملكة البحرين منذ عدة سنوات «إنه يكون بوضع أيدينا جميعاً بيد جلالة الملك». قال ذلك لإيمانه بما يقول وبما هو مقتنع به، والمثير أن الكثيرين يشاركونه هذه القناعة لكنهم لا يمتلكون الجرأة ليقولوا ذلك، وإلا فإن الواقع يؤكد أنه لا حل يمكن أن يأتي سوى عبر هذا الفعل وهذا الطريق. الحل هو بوضع أيدينا جميعاً بيد صاحب الجلالة الملك الذي يقود السفينة وبإمكانه أن يوصلها بمن فيها إلى شاطئ الأمان.

في السياق نفسه، قال رئيس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن آل عصفور بمناسبة صدور الأمر الملكي السامي بتشكيل لجنة شرعية لمراجعة مشروع قانون الأسرة «نضع أيدينا في يد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى من أجل التسريع بإعداد مدونة شرعية لأحكام الأحوال الشخصية»، واهتم بالإشارة إلى أن صاحب الجلالة حريص على منع كل لبس قد يحدث وكل ما قد يسهم في زيادة الشرخ الذي تسبب فيه ذلك البعض الذي لم يحسب لعواقب فعلته، حيث أعقب قوله ذاك بالقول «... بضمانات شرعية وآلية شرعية توافقية مع قراءة الخصوصية المذهبية التي تشكل هاجسا هاماً لأتباع كل مذهب من المذاهب الإسلامية»، وهو ما يؤكد أن صاحب الجلالة حريص على عدم فرض التوجهات والمصادقة على القوانين قبل أن تحظى بالقبول وتتوفر المشاركة التي تتيح اتخاذ القرار بيسر وسهولة حيث القرار بهذه الطريقة يكون صادراً عن الجميع.

ولأن صاحب الجلالة الملك المفدى يوفر المثال تلو المثال على عدم الانحياز لفئة دون أخرى، فجلالته مسؤول عن الجميع من دون استثناء، لذا سقطت كل الادعاءات والشائعات التي تقول بعكس ذلك والتي ظل ذلك البعض يروج لها على مدى السنوات الست الماضيات في الخارج ويحاول تسويقها وبيعها على المنظمات الحقوقية وغير الحقوقية وعلى العالم عبر الفضائيات «السوسة» وكل ما يمتلكه من وسائل إعلام تقليدية وحديثة، فالعالم وإن تقوده العواطف في بعض الأحايين إلا أنه في نهاية المطاف يراجع نفسه وينظر إلى الأمور بموضوعية، والموضوعية جعلته يقر بأن مملكة البحرين، قيادة وحكومة، لا تفعل إلا ما يصب في مصلحة شعبها ويرتقي به.

لو أن الجميع قرروا وضع أياديهم في يد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى منذ أن أنشب ذلك البعض أظفاره في جسد هذا الوطن لما حصلت كل تلك التطورات التي تضرر منها كثيرون ممن لا علاقة لهم بما يجري ولا يؤمنون بالشعارات السالبة التي تم رفعها، ولو أن من اختاروا السكون طوال تلك الفترة رغم قدرتهم على أن يكونوا إيجابيين دعوا إلى أن يضع الجميع أياديهم في يد صاحب الجلالة لما تأخرت النهاية التي لا بد من الوصول إليها، ولو أن كل من يمكن وصفهم بالعقلاء والحكماء اختاروا هذا الطريق منذ البداية لوفروا على الوطن الكثير من الآلام.

اليوم يؤكد الواقع على أنه لا حل للمشكلة التي أوقع ذلك البعض الوطن فيها بتهوره وبعدم تقديره للأمور بشكل صحيح وبفشله في قراءة الساحة المحلية والإقليمية والدولية سوى هذا الحل، والأكيد هو أن باب صاحب الجلالة -كما هو دائماً- مفتوح، وجلالته لا يرد كل حامل لكلمة سواء ولا يتردد عن الاستماع إلى كل من يسعى إلى خير هذا الوطن، فيد جلالته ممدودة دائماً، وستظل في انتظار كل الأيادي لتوضع في يده حتى يتجاوز الوطن محنته ويتدارك نتائج ذلك التصرف السالب.