القاهرة - (أ ف ب): داخل كنيسة في القاهرة أدماها في ديسمبر الماضي اعتداء لتنظيم الدولة "داعش"، صلى البابا فرنسيس إلى جوار بابا الأقباط الأرثوذكس تواضروس الثاني على وقع ترانيم تنشد بانتظام. وفي 11 ديسمبر الماضي، شهدت كنيسة القديسين بطرس وبولس المحاذية لمقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، مأساة كبيرة بعدما فجر انتحاري نفسه داخلها أثناء إقامة قداس، ما أسفر عن مقتل 29 من المصلين. وبعد 5 أشهر، أعيد ترميم الكنيسة بالكامل وأنقذت اللوحات الجدارية التي تصور مشاهد من الإنجيل. ولاستقبال رأس الكنيسة الكاثوليكية، الأرجنتيني خورخي ماريو بيرغوليو، الذي يقوم بزيارته الأولى إلى مصر، زين مدخل الكنيسة بالزهور البيضاء. وعلى منصة وضعت أسفل القبو الرئيسي المزين بلوحة تصور المسيح على خلفية مذهبة، جلس فرنسيس بزيه الأبيض إلى جوار تواضروس الثاني الذي كان يرتدي عباءته التقليدية السوداء المزينة بخيوط ذهبية. وبعد انشاد الترانيم باللغة القبطية، رنم كورال كاثوليكي أناشيد باللغة العربية. وخلال استقباله "الأخ الحبيب" البابا فرنسيس، قال تواضروس الثاني "نشكرك يا رب، يا من تعطينا هذه المحبة وتباركنا". وأضاف "نصلي لك يا رب من أجل الشهداء الذين انتقلوا في كنيتسك وفي كل الكنائس، انتقلوا وقدموا دماءهم تذكارا لاسمك القدوس".

وتأتي زيارة الحبر الأعظم إلى مصر بعد نحو 3 أسابيع من اعتداءين نفذهما انتحاريان ضد كنيستين شمال مصر. وأوقع الهجومان اللذان تبناهما تنظيم الدولة 45 قتيلا. وأعقبت الصلاة المسكونية لحظات خشوع أمام جدار داخل الكنيسة تحول إلى محراب. وعلى هذا السور بقعة دم يغطيها الآن لوح زجاجي شفاف، وإلى جوارها صور صغيرة لضحايا اعتداء ديسمبر. ووقف البابا فرنسيس ممسكا بيد البابا تواضروس يصليان في صمت، وقد خفضا رأسيهما أمام صور الضحايا، فيما كان مسؤولون دينيون حولهم يضعون زهورا بيضاء أمام المحراب نفسه.