يستمر تصاعد التوتر بين كوريا الشمالية من جهة، والولايات المتحدة والقوى الغربية من جهة أخرى، بسبب البرنامج النووي المثير للجدل لبيونغيانغ وتجاربها الصاروخية المتحدية للعقوبات الدولية.

وفي أحدث تصعيد من الجانب الكوري، تحدت بيونغيانغ واشنطن بتجربة صاروخية جديدة حيث أطلقت صاروخا بالستيا صباح السبت، لكن الجيش الأمريكي أكد أن الصاروخ لم يغادر الأراضي الكورية ولم يشكل تهديدا لأميركا الشمالية.

وفي وقت سابق الجمعة، عقد مجلس الأمن اجتماعا بعد أسابيع من تحذيرات الإدارة الأمريكية من أنها لن تتساهل بعد الآن مع إطلاق كوريا الشمالية صواريخ وإجراء تجارب نووية.


ودعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مجلس الأمن الدولي المنعقد برئاسته في جلسة طارئة لبحث ملف كوريا الشمالية إلى حملة ضغوط غير مسبوقة لالزام بيونغ يانغ على تعديل مسارها ووقف برنامجيها البالستي والنووي.

وقال تيلرسون إن "عدم التحرك الآن إزاء أهم المسائل الأمنية في العالم قد يأتي بعواقب كارثية"، مؤكدا أن "استمرار الوضع الراهن ليس خيارا مقبولا".

وفي وقت سابق قال الوزير الأميركي إن الصين "أبلغت الولايات المتحدة أنها حذرت بيونغيانغ من أنها قد تفرض عقوبات عليها إذا أجرت تجربة نووية أخرى".

وقال تيلرسون على قناة "فوكس نيوز" إن تقارير المخابرات الأمريكية تشير إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون "ليس مجنونا"، مشيرة إلى أنه ربما يكون طرفا يمكن التفاوض معه.

وأضاف: "في الحقيقة أبلغنا الصينيون أنهم أخبروا النظام أنه في حالة إجراء مزيد من الاختبارات النووية فإن الصين سوف تفرض عقوبات"، دون أن يحدد ما العقوبات التي يشير إليها.

وتشير تصريحات تيلرسون إلى أن جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي عقد قمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ في وقت سابق من الشهر الجاري، ربما تكون قد تمخضت عن أقوى تهديد صيني حتى الآن باتخاذ إجراء ضد جارتها وحليفتها كوريا الشمالية.

لكن تلويح بكين بفرض عقوبات على بيونغيانغ، جاء مصحوبا بتحذير من أي تحرك عسكري لحل أزمة كوريا الشمالية.وحذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اجتماع لمجلس الأمن، الجمعة، من مغبة التحرك العسكري للرد على تهديد برنامج كوريا الشمالية الصاروخي والنووي.

وقال وانغ إن "استخدام القوة لا يحل الخلافات ولن يؤدي إلا إلى كوارث أكبر".

وفي السياق ذاته، قالت رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي، الجمعة، إن التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية تمثل تهديدا للسلام والأمن في العالم، وإن بريطانيا ستعمل مع شركائها الدوليين لمواصلة الضغوط على بيونغيانغ.