دعا قلب الدين حكمتيار أحد أبرز أمراء الحرب في أفغانستان حركة طالبان إلى وقف القتال وبدء المفاوضات في أول خطاب علني يلقيه منذ توقيعه اتفاق سلام من الحكومة. وقال حكمتيار لحشد من مؤيديه وسياسيين أفغان في إقليم لغمان شرق العاصمة كابول "أدعوكم للانضمام لقافلة السلام ووقف تلك الحرب غير المقدسة التي لا جدوى منها ولا معنى لها، أريد أفغانستان إسلامية وحرة وفخورة ومستقلة". وفي فبراير الماضي وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على إسقاط عقوبات مفروضة على حكمتيار مما مهد الطريق لعودته إلى أفغانستان. وطلبت الحكومة الأفغانية الخطوة في إطار اتفاق سلام مع حكمتيار وجماعته المتشددة الحزب الإسلامي في سبتمبر. ورحب الرئيس أشرف عبد الغني بعودة حكمتيار العلنية وقال إن أمير الحرب السابق سيتعاون مع الحكومة. وقال مكتب الرئيس في بيان "عودة زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار ستكون لها آثارا مهمة على السلام والاستقرار والرخاء والتنمية في كل الجوانب". وتعرض الاتفاق لانتقادات من بعض الأفغان ومن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بسبب العفو الذي منحه لحكمتيار والعديد من مقاتليه. وقالت باتريشيا جوزمان وهي باحثة في مؤسسة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية "هيومن رايتس ووتش" عن الاتفاق إن عودة حكمتيار "سوف تضيف إلى ثقافة الإفلات من العقاب" ووصفتها بأنها "إهانة" لضحايا الانتهاكات. وكان حكمتيار شخصية جدلية خلال التمرد ضد السوفيت في الثمانينيات والحرب الأهلية في التسعينيات واتهم بأنه أمر مقاتليه بقصف كابول مما أدى لسقوط العديد من الضحايا إضافة لانتهاكات أخرى. ولا يلعب الحزب الإسلامي الذي يتزعمه حكمتيار دورا كبيرا في الصراع الحالي في أفغانستان الذي تضطلع فيه طالبان بدور قيادي في قتال الحكومة المدعومة من الغرب. وصنفت الولايات المتحدة التي تقود حملة عسكرية دولية في أفغانستان على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية حكمتيار على أنه "إرهابي عالمي" خلال اختبائه لنحو 15 عاما.