سلسبيل وليد

أقام مجموعة من الأهل والأصدقاء والفنانيين وجمعية البحرين للفنون والفن المعاصر وهيئات ومؤسسات فنية وإبداعية اجتماعية، حفل تأبين للفنان الراحل راشد العريفي، رجل الإنسانية والإبداع والوفاء الذي عرف بشهرته في مجاله الفني وجولاته الإبداعية والفنية، مؤكدين أنه الراحل ترك بصمات حية بأعماله الفنية.

وقال مبارك بن دينه في كلمته بالنيابة عن العائلة: "نلتقي اليوم في حب المغفور له بإذن الله راشد بن حسين بن يوسف العريفي وفاء لمسيرته العطرة التي كرسها في خدمة أهله وبلده حتى ترك في ذاكرة كل شخص فينا كل الحب والعطاء".



وأضاف "نلتقي اليوم لنفخر بعطاء الفنان الراحل وما قدمه في حياته وليس من أجل الحزن على الراحل..عاش العريفي من أجل الفرح والتفاؤل ولم يكن للحزن مكانا في حياته وإذا كان ترك في حياته فناً خالداً فإن الحب الذي زرعه في قلوبنا ومحبة الناس له تبقى الأهم، فكلنا راحلون ولا يترك الإنسان إلا ذكراه التي عمل عليها طوال حياته لتكون باقية في قلوب الناس".

وقال بن دينه "راشد العريفي لم يرحل عنا وإنما هو باق فينا ومعنا، نعتز بعطائه وفكره ومحبته للجميع، وترك بصمات حية بأعماله الفنية الخالدة، وما هذا التجمع إلا عرفان ووفاء له.

فيما قال صديق الراحل إبراهيم بشمي في كلمته: "إنه شعور صعب أن تؤبن صديقاً عشت معه أجمل اللحظات، ولو كنا نعلم برحيله لسجلنا وأرشفنا كل مادار بيننا، كنا نطلق عليه بيكاسو وحقيقة عندما كنا نسافر نجد في كل مدينة متحفاً وأعمالاً وكتباً ومبيعات لبيكاسو".

وقال "نحتاج أيضاً أن يكون لدينا مؤسسة راشد العريفي الفنية والثقافية كما أسس رحمه الله أول معرض خاص به، وأول مدرسة فنية فنحن نحتاج إقامة مؤسسة خاصة به وهذا المطلب ضروري أمام عائلتيه الصغيرة والكبيرة.

وأضاف بشمي "لنخلق من هذه المؤسسة جواً ثقافياً وفنياً وجيلاً جديداً له أهدافه، ونبدأ بنشر القوة الناعمة القادرة على اكتساب أماكن كثيرة ليست في البحرين وإنما في العالم أجمع، ونتمنى أن نحتفل العام القادم بتأسيس هذه المؤسسة".

وقال الفنان عبدالكريم العريض من جمعية الفن المعاصر: "اجتمعنا لتأبين شخص عزيز علينا ساهم في وضع الأسس والحركة الفنية في البحرين وكان لا بد لي أن أمر على بداية مشاركته لتكتمل الصورة حول هذه الشخصية التي فقدناها..تجربته متواكبة مع ميلاد جمعية الفن المعاصر التي أسسها مع نخبة من الفنانيين التشكيليين ولقيت تشجيعاً من مسؤولين في الدولة".

وتابع: "كان من حصيلة ذلك سعي حثيث من الفنانيين لتلمس إمكانياتهم ووعيهم الفني عبر معارض عديدة شخصية وجماعية ودراسات نقدية ومناقشة القضايا الثقافية التي تخص الفنان العربي، وكيفية الاستفادة من مصادر الحضارة التشكيلية والعبقريات التي شكلت تراث هذه الأمة عبر العصور وتبادل الآراء حول التيارات المعاصرة في الفنون العالمية".

ومن جمعية البحرين للفنون التشكيلية، ألقى الفنان علي المحميد كلمته في حق الراحل موضحاً أن كل ما قيل في حق الراحل قليل فهو فنان قدير عاصر الحركة التشكيلية منذ بداية العمل في الفن التشكيلي وتربطني معه علاقة أهل وصداقة ومحبة وأخوة وأحفادي من العريفي.

وأضاف "أن الراحل راشد العريفي أخ عزيز وصديق وشهادتي فيه مجروحة..اجتماعنا هذا ماهو إلا ولاء ومحبة للفنان الراحل وكل شخص سيشاهد لوحة له سيترحم عليه وهذا ما نتمناه وما نريده، فرحمة الله على فقيد الفن".

وقال ممثل عن جمعية تاريخ وآثار البحرين "لا أقول في تأبينه إنما في مشهد الوفاء في إحياء ذكراه التي جمعت أقرباء وزملاء ومحبين له باعتباره ابن البحرين وثروة وهو شخصية في حياتنا لها حضور مميز في الذاكرة الوطنية".

وأضاف "عندما نتذكر الفقيد تتوارد في الذكريات مشاهد وأحداث عزيزة علينا نحن جميعاً، والحنيين إليه في الوقت ذاته لمن استقرت لهم بالقلب محبة ومن وجهة نظري الشخصية فإن الفنان يعد واحداً من تلك الشخصيات المعروفة وسط الفن فهو فنان بحريني أصيل لا يمكن أن تذكر المحرق دون ورود اسمه في ذكرياته وهو مبدع في التشكيل أيضاً فلا يمكن أن نذكر حركة الفن دون أن يكون لريشته وأنامله المبدعة ذكر".

ولأصدقاء الراحل كلمة قال فيها د.عبدالله يتيم: "غاب عن عالم الثقافة والفن في البحرين علم بارز من أعلامنا وبغيابه تكون حركة الثقافة والفنون قد فقدت قطباً مهماً من أقطاب ومؤسسي أسرة هواة الفن، تلك الحركة الفنية التي شكلت في خمسينيات القرن العشرين واحدة من الركائز الفنية لمسيرة الحداثة والتنوير في البحرين المعاصرة.

وأضاف "انضم راشد العريفي لأسرة هواة الفن مع أقطاب آخرين قادماً من المحرق في حركة ستلعب دوراً طليعياً بصفتها البوتقة الفنية التي خرج من معطفها العديد من الأسماء البحرينية التي سيكون لها دور بعد ذلك في عالم الفنون التشكيلية والموسيقى والغناء والمسرح".

وتابع يتيم "كان راشد العريفي معلمي في حياتي المدرسية فقد كان أيضاً أستاذي في الحياة، وقد لا أكون وحيداً في ذلك، إذ أن هناك آخرين من أصدقاء الطفولة والمدرسة ومراحل العمر اللاحقة ممن التحقوا مثلي بمدرسة هذا الفنان النبيل".

ولصحيفة "الوطن" السبق في نشر إنفوجرافيك عن الراحل راشد العريفي تضمن أهم الأوسمة والجوائز التي حصل عليها، بالإضافة إلى أهم مؤلفاته، حيث امتد مشواره الفني 50 عاماً أسس خلالها متحف راشد العريفي عام 1994 وهو أول فنان بحريني يسجل له في السجل التجاري معرضاً خاصاً به، وأسس الراحل جمعية البحرين لفن المعاصر عام 1971، وله معرض في مجمع البحرين التجاري باسم معرض العريفي.

واشترك الراحل راشد العريفي في جميع معارض أسرة هواة الفن منذ 13 ديسمبر 1963، واشترك في معرض كرايزر مع فناني العرب سنة 1966، واشترك في الكويت مع مجموعة من فناني أسرة هواة الفن سنة 1977، واشترك في معرض دول الشرق الأوسط 1971، وهو من مؤسسي متحف التراث الشعبي وجامع مادته.

ويعتبر الفنان الراحل أول فنان بحريني يحصل على ترخيص بتأسيس جاليري خاص سنة 1975، وأول فنان بحريني يقيم معرضاً خاصاً به في نادي العروبة، وأول فنان بحريني يحصل على الجائزة الأولى في أول معرض تقيمه الدولة سنة 1972، واشترك في جميع المعارض التي تقيمها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وأقام معرضاً خاصاً به في معرض البانوش سنة 1975 بفندق الخليج، كما اشترك في مسابقات في فرنسا عن البوستر سنة 1797، واشترك في جميع معارض وزارة شؤون مجلس الوزراء والإعلام الداخلية والخارجية، وهو عضو اتحاد الفنانيين العالميين.

والراحل راشد العريفي هو أول فنان يعمل تماثيل ميدانية في البحرين، وأول فنان بحريني يشارك في معرض مسابقة الأمير شارل في مدينة مونت كارلو الدولية، وشارك في مؤتمر التخطيط الشامل التابع للجامعة العربية للثقافة والفنون في الكويت 1983، وهو أول فنان بحريني تعرض أعماله الفنية في معرض خاص به بدعوة من المملكة العربية السعودية في 23 أكتوبر 1975 واشترك في معرض سنغافورة اليابان مع دول مجلس التعاون، وشارك في مؤتمر اتحاد الفنانيين العرب ببغداد سنة 1984، وأول فنان بحريني تعرض أعماله الفنية في معرض خاص به بمتحف دبي في فبراير 1978 بالإمارات العربية المتحدة، وكذلك أول فنان بحريني تعرض أعماله الفنية في معرض خاص به بدولة الكويت في 7 فبراير 1976، واشترك في معرض دول مجلس التعاون في الكويت 1984، وحصل على وسام المؤرخين العرب 1987.

وشارك الفنان الراحل في ندوات المنظمة العربية للثقافة والفنون بدولة الكويت، وشارك في مركز التراث الشعبي الخليجي بدولة قطر للألعاب الشعبية، وشارك في ندوة سلطنة عمان، واشترك في مؤتمر البحرين عبر التاريخ.

كما حصل على الشارة الذهبية للرواد من جمعية البحرين للفن المعاصر، وهو عضو اتحاد الفنانيين العرب، واشترك بمعرض صدام الدولي ببغداد ونال جائزة دلمون من وزراء شؤون مجلس الوزراء والإعلام، وشارك في كل من مؤتمر الواسطي ومهرجان بغداد العالمي للفن التشكيلي، ومهرجان بغداد العالمي، ومعرض اتحاد الفنانيين العرب للمغرب.

وأقامت جمعية البحرين للفن المعاصر معرضاً خاصاً به ولأعماله المنتجة في مرسم الجمعية بفندق الشيراتون بمناسبة العيد الوطني، واشترك في معرض بمناسبة مطلع القرن الخامس عشر الهجري، واشترك في معرض البنالي العالمي في فرنسا بدعوة خاصة من الفنانيين الأوروبيين، واشترك في المعرض العالمي للحرية والإبداع بفرنسا 1990.

كما اشترك في المعرض الفني في فرانكفورت في ألمانيا سنة 1992، واشترك في معرض الإبداع في القاهرة بدعوة خاصة بثلاثة أعمال، كما أن له متحفاً خاصاً يحمل أسلوبه الفني الديلموني في المحرق، وهو عضو اتحاد الفن والتبادل الثقافي والعالمي، حصل على جائزة الدولة التشجيعية 1989، وجائزة الرواد الخليجيين 1994، كما رأس جمعية البحرين للفن المعاصر، وهو عضو اللجنة الوطنية للمتاحف 1997.

وفي العمل الاجتماعي فإن الراحل راشد العريفي عضو في جمعية الهلال الأحمر 1970، وعضو في جمعية التاريخ والآثار 1973، ومدير نادي البحرين 1973، كما كان مدير تحرير مجلة الدليل السياحي في 1978، ورشح الفنان راشد العريفي في 1999 كشخصية في عالم الفن والإبداع.