ما شاء الله، في كره البحرين والكيد لها وتشويه صورتها يجتهدون ويبذلون الجهود، ويستغلون «حرية الصحافة» لإعداد تقارير مطولة وأخبار يتصدرون بها إعلامهم الأصفر الذي كان داعماً «قلباً وقالباً» للانقلاب على بلادنا.

بشأن الاستعراض الشامل لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، لن تجد في ذلك الإعلام الذي وقف من يقوده على منصة الدوار وقال لرموز التحريض والانقلاب ومن أساء لرموز الحكم في البحرين، قال لمشيمع وعبدالوهاب وعلي سلمان بأنهم «على رأسه»، لن تجد ذكراً للمغالطات التي وضعتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان في تقريرها الخاص بالبحرين، لن تجد انتقاداً واحداً لوضع هذه المغالطات في التقرير النهائي ونسبها لوكالات أخرى، ثم قيام المفوضية بسحبها وتصحيحها حتى لا يتم افتضاح أسلوبها المسيس تجاه البحرين، ومن هذه الوكالات المعنية بحقوق الإنسان «اليونسكو» والمكتب الإنمائي بالبحرين.

لن تجد حرفاً واحداً من إعلاميي الدوار الذين «بكت» صحيفتهم في مانشيتها حينما طبقت البحرين القانون وأنهت حالة الفوضى في الدوار، حينما قال مانشيتهم يومها إن القوات البحرينية «اقتحمت» الدوار، في حين أن الحقيقة تقول إن أجهزة حفظ النظام طبقت القانون وأعادت النظام للحياة العامة وأخرجت من «اقتحموا» الدوار واحتلوه ومارسوا منه عمليات التحريض ومخططات الانقلاب على الدولة.

بل ستجدون في تلك الصحيفة استعراضاً طويلاً وبالتفاصيل للأسئلة التي ستوجه للبحرين، وكلها معنية بادعاءات التعذيب وحرية التعبير وحقوق الإنسان، وهي الملفات التي انحصرت فيها «البكائيات» من قبل الانقلابيين في مساع لتشويه صورة بلادنا، رغم أنهم هم -الانقلابيون- من حاولوا سرقة بلادنا، ومارسوا الإرهاب واستهداف أمن البلاد وسلامة رجال الشرطة وقتلوا منهم عدداً من شهداء الواجب وأصابوا العشرات منهم جراء عمليات الإرهاب، ستجدون تفصيلاً وسرداً طويلاً لكل دولة وجهت أسئلة للبحرين سعياً للحصول على إجابات، كل دولة سألت، وكم عدد الأسئلة وتفصيل الأسئلة، ومن ضمن السطور تجدون دس السم في العسل، وكأنك تقرأ تقريراً صادراً في إعلام إيراني لسان حاله يقول «البحرين ولاية تابعة لإيران»، أو تقاريرَ في إعلام غربي دأب على استهداف بلادنا.

ستجد السرد الطويل، والإبراز المثير لمواضيعَ كهذه، فيها من «تقصد» تشويه صورة البحرين، ونقول «تقصد» لأنك حينما تقارن حجم ما نشر من مواضيع فيها «ضرب» للبحرين بشكل مباشر أو بأسلوب «الضرب تحت الحزام»، أي بطرق «اللف والدوران»، وتأتي لتقارنها بما نشر بشكل إيجابي، أو لنقل أقلها عادل وحيادي عن البحرين، فإنك سترى النسبة المهولة، وكأن هذا الإعلام نذر نفسه وسخر جهوده للتقليل من إنجازات البحرين على مختلف الأصعدة، ويستميت هو ومن يحسب عليه في «النيل» من المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.

يكفي فقط أن تسأل شعب البحرين، أي إعلام يمثل المخلصين الوطنيين الذين تجمعوا في الفاتح ورفعوا صور القيادة، ودافعوا عن بلادهم، وأقسموا بالولاء لملكهم، ورفضوا القبول بتدخل الأجنبي فيهم، وأي إعلام يمثل من ذهب للدوار ويتحدث باسمهم ويدافع عنهم، ويقلب الحقائق ويزورها، وينشر الفبركات والصور المزيفة، ومن يعمل فيه ذهب هناك ليري صور تسقيط القادة والدعوة للانقلاب على البلد، فقبل بذلك ولم يحرك ساكنا، بل مضى ليعمل لأجل تحسين صورة المحرضين والانقلابيين؟! فقط حين تعرف أي إعلام يقف مع الدولة والوطنيين المخلصين لها، ومن يقف مع الإرهابيين، تستوعب لماذا هذه الاستماتة في استهداف البحرين.

ليتكم، أقلها لتخفوا هذا الأسلوب المفضوح في استهداف البحرين، ليتكم، بقدر ما تنشرون ما يسيء للبحرين، وكأنكم ترقصون طرباً له، ليتكم نشرتم ولو من باب محاولة «خداع» الآخرين بأن فيكم وطنية وغيرة على البحرين مثلهم، ليتكم نشرتم البيان الذي يشير لانتقائية المفوضية، أو أقلها موقف البحرين الرسمي مما تقوم به المفوضية.

لكن طبعاً، لا يتم نشر ولا حتى إبراز أي شيء ينتصر للبحرين ويبين موقفها الرسمي، لكن أي إساءة لها، يجتهدون لتطوير البيانات الرسمية، ويكتبون التقارير ويزيدون عليها، لأنها بالنسبة إليهم «حفلة زار» تستدعي الرقص طرباً.