كسر جماح البافاري وخلط أوراق البوندسيلغا، كانا الهدفين الأساسيين اللذين سطرهما لنفسه فريق فولفسبورغ لكرة القدم قبل ثلاث سنوات. وإلى غاية الصيف الماضي لم يكن يجادل أحد حول قدرة فولفسبورغ على مواصلة أحلامه المحلية قبل القارية، ما دفع القيصر فرانس بيكنباور إلى تحذير البايرن من فولفسبورغ ومن «المشاكل الكبيرة» التي يمكنه أن يسببها الفريق الأخضر.

ويقول جورغير بروغين مراسل شبكة سكاي لـ Extra Sport: قبل أعوام بدت طموحات فولفسبورغ كبيرة، لكنها سرعان ما تهاوت بفعل شراسة المنافسة وتراجع مستوى الفريق، فكان هناك إجماع داخل أوساط الدوري أن فولفسبورغ، الفائز ببطولة الدوري عام 2009 وبطولة كأس ألمانيا ووصيف بطل الدوري آنذاك في طريقه ليصبح تهديداً حقيقياً للعملاق بايرن ميونيخ، الإمبراطور المكتسح، على الأقل في ذلك التاريخ. وكان هذا أيضاً الوعد الذي قطعه النادي على نفسه وشجعه بقوة المسؤولون في الشركة الأم، شركة فولكسفاغن العملاقة للسيارات المالك الوحيد للنادي والتي تمده سنوياً بـ 100 مليون يورو كل هذا بدا اليوم شيئاً من الماضي البعيد. فـ»الذئاب» (لقب لاعبي فولفسبورغ) تحولت إلى «قطط» وديعة، لم تجد اليوم حتى مكاناً في المراكز الخمس الأولى من الترتيب العام، بل انزلق إلى المركز 15 بفارق مركز واحد عن مراكز الهبوط، ما يعني أن الفريق الآن لم يعد ينافس على القمة وإنما من أجل البقاء في دوري الأضواء.



فضيحة الانبعاثات

أما الصحافي في «كيكر الألمانية» بيتر لابس فأكد أن أزمة الشركة الأم فولكسفاغن كان لها تأثير على الفريق. النتائج المخيبة تزامنت مع تداعيات أزمة الانبعاثات التي تواجهها الشركة وكلفتها عشرات المليارات. وفي ظل هذه الأوضاع بدت نبرة التصريحات الصادرة عن مدراء فولكسفاغن مختلفة تماماً عما كما كانت عليه قبل نحو عام حين وعدوا بألا شيء سيتغير بالنسبة للنادي رغم فضيحة الانبعاثات. وأضاف أن العقود الضخمة التي أبرمت في السابق مع نجوم كبار على غرار لويس غوستافو وكيفين دي بروين (مان سيتي) ويوليان دراكسلر (باريس سان جيرمان) وأندريه شورله (دورتموند) وماريو غوميز، كانت معقولة طالما حققت نتائج على الملاعب، لكن في أوقات الأزمة لا يمكن دفع الملايين والفرص محدودة.

هناك مخططات جاهزة لتقليص ميزانية النادي بمعدل 30%، أي بحدود 70 مليون يورو، ولم يعرف إلى غاية اللحظة الموعد الذي تدخل فيه هذه المخططات حير التنفيذ. مع التخلي في الوقت ذاته عن طموحات مقارعة الكبار على العشب الأخضر.

الجيل الجديد

بينما قال ماركوس كوبينات ويعمل ضمن الجهاز التدريبي بالنادي إن الضغط المالي المفروض على عملاق صناعة السيارات الألماني قد يترجم «بدعوة أكبر لبرنامج تقشفي»..

وأضاف أن فريق «الذئاب» سيراهن الآن فصاعداً على الجيل الصاعد، وتحديداً على خريجي أكاديمية النادي التي أنشأت حديثاً. وأشار إلى أنه وبعقلية يونكر وإبداعات ماريو غوميز وزملائه يقدر فولفسبورغ على الحفاظ على التاريخ وحفظ ماء الوجه. فولفسبورغ في طريقه إلى وراثة ما حدث لبريمن سنوات من التألق تلاها سقوط حر أغلب اللاعبين قضوا أكثر من 5 سنوات بالنادي، بينما لا تطعم الإدارة الفريق بعناصر أكثر حيوية. الحظ في كرة القدم عامل مهم وموجود أحياناً يقف بجانبك وأحياناً لا يكون بجانبك.