عواصم - (وكالات): تراجعت وتيرة العنف بشكل واضح أمس في عدد من المناطق السورية منذ بدء تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا وإيران وتركيا من اجل احلال هدنة دائمة.

وبدأ تنفيذ الخطة بعد يومين من توقيع روسيا وايران، حليفتي الرئيس السوري بشار الأسد وتركيا التي تدعم المعارضة، اتفاقا يقضي بإقامة أربع مناطق "لتخفيف التصعيد" في سوريا.

وفشلت سلسلة اتفاقات للهدنة او لوقف الاعمال القتالية خلال 6 سنوات من النزاع الذي اودى باكثر من 320 الف شخص في سوريا وشرد ملايين من سكانها.



الا ان الخطة تبدو مبشرة كونها تتضمن اشراف قوات الدول الضامنة على هذه المناطق.

وبدأ تطبيق الاتفاق امس الاول لكن المذكرة لن تدخل فعليا حيز التنفيذ الا بحلول 4 يونيو عندما تنهي الدول الضامنة رسم حدود المناطق الاربع وذلك لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد.

ولا يوضح الاتفاق إن كانت المعارك ستتوقف بشكل فوري، كما لم يعلن النظام والفصائل المقاتلة اذا كانا سيوقفان القتال.

وبعد ساعات من بدء التطبيق، اندلعت معارك عدة وشن قصف متقطع لكن اقل كثافة من المعتاد.

وتحدث مصدر عسكري سوري عن انتهاكات للاتفاق ومثله عضو في وفد الفصائل المعارضة الذي يشارك في مفاوضات استانا بكازاخستان.

وأعربت الهيئة العليا للمفاوضات، المكون الرئيس للمعارضة السورية، عن "قلقها من غموض" هذا الاتفاق الذي قالت انه "تم إبرامه في منأى عن الشعب السوري، مع ما شابه من غياب للضمانات وآليات الامتثال".

وينص الاتفاق أيضا على تحسين الوضع الإنساني وتأمين "الظروف للمضي قدما في العملية السياسية"، لإنهاء الحرب.

وعلى طول حدود "مناطق تخفيف التصعيد"، سيتم انشاء "مناطق أمنية" تتضمن حواجز ومناطق مراقبة تتولى تأمينها قوات من الدول الضامنة. ويمكن ان يتم "نشر اطراف اخرى في حال الضرورة".

كما سيتم في هذه المناطق وقف اعمال العنف بين الاطراف المتنازعة "الحكومة السورية والمجموعات المعارضة المسلحة" واستخدام اي نوع من السلاح بما في ذلك الطيران.

وتؤكد المذكرة عمل الدول الضامنة على فصل فصائل معارضة عن "المجموعات الارهابية" التي تحددها بجبهة فتح الشام "جبهة النصرة سابقا" وتنظيم الدولة "داعش".

ولطالما شكل فصل الفصائل المقاتلة عن متطرفي "فتح الشام" عقبة لدى تنفيذ اتفاقات وقف اطلاق النار في سوريا، كونهم شكلوا تحالفات في عدد من المناطق، في حين لا توجد اي علاقة بين "داعش" والفصائل المقاتلة التي تحاربه بشدة.

ويشمل الاتفاق محافظة ادلب التي يسيطر عليها تحالف فصائل اسلامية ومتشددة بينها جبهة فتح الشام وأجزاء من محافظات اللاذقية غربا وحماه وسطا وحلب شمالا.

كما يضم أجزاء في ريف حمص الشمالي بالاضافة الى أجزاء من جنوب سوريا، في محافظتي درعا والقنيطرة.

وسيتم انشاء منطقة امنية في الغوطة الشرقية، التي تعد معقل الفصائل المعارضة وخصوصا "جيش الاسلام" قرب دمشق حيث لا تزال الفصائل المعارضة تسيطر على المدن الاساسية ومنها دوما وعربين وحرستا.

وقال الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الاركان العامة الروسية ان هذه المناطق يعيش فيها 2.67 مليون مدني و41500 مقاتل.