ما أكثر الأبواق التي تنعق بالنشاز وهي تستهدف البحرين.

ليس سفير الجزار الأسد في لبنان أولها ولا آخرها، لكن عليه أن يعرف أننا شعب مخلص لا نقبل بالتطاول على بلادنا وقيادتنا، بالتالي إن كان من رد على خادم بشار الأسد الذي هو بدوره خادم لخامنئي إيران، فهو شبيه بقولنا الدائم للإيراني عبداللهيان، بأن «اخرس»، وبدلاً من أن تتحدث عن البحرين، قل للعالم ماذا تفعلون من أهوال في الشعب السوري الأعزل.

قمة «الهرطقة» و«السفاهة» حينما يتحدث منتهكو حقوق الإنسان، ومتصدرو القوائم الدولية في هذا الشأن، إيران وأذيالها «حزب الله» وسوريا وعملاؤهم بائعو الولاء في البحرين عن الحريات وحقوق الإنسان، حديثكم هذا إنما هو حديث «العاهرة التي تدعي الشرف».

في البحرين نحترم «فقط» من يحترم «سيادة» بلادنا، ولا يتجرأ على الدخول في تفاصيل حياتنا، ودستورنا وقوانينا، وقبل كل ذلك لا ينصب نفسه وصياً على بلد ذي قيادة عادلة وحكومة رصينة، في الوقت الذي تعاني بلاده هو من الويلات الكثير.

بالتالي حينما تتحدث إيران عن البحرين، فهي إنما تمارس «أرذل» أنواع «العهر السياسي»، أنتم أخبروا العالم عن مجموع القتلى الأبرياء الذين قتلتموهم باسم الثورة الخمينية وعذبتموهم وشنقتم منهم معارضين ومفكرين على أعمدة الإنارة، أخبروا العالم عن ملايين الإيرانيين المهجرين خارج بلادهم هرباً من ظلم من «نصب» نفسه وصياً لله في الأرض، بعدها تعالوا تكلموا عن الآخرين الذين يتقدمونكم عشرات السنوات الضوئية في العدالة المجتمعية وصون حقوق الإنسان.

حتى الغرب الذي ركب بعضه موجة التغرير وصدق فبركات وأكاذيب المجموعات الانقلابية في البحرين، عليكم أولاً أن تستوعبوا معنى السيادة، وتقرنوها بما يقوله غالبية أهل البحرين من مواطنين مخلصين، قبل أن تمنحوا أنفسكم الصلاحية بالخوض في أمورنا، سواء أكانت مفوضية سامية أوقعت نفسها في الحرج، وبينت للعالم كيف أن «مصداقيتها مضروبة» حينما اعتمدت في تقاريرها على كلام انقلابيين ومحرضين وإرهابيين، أو غيرها من كيانات.

من بيته من زجاج لا يرمي بيوت الآخرين بالطوب، هذا مثل علمونا إياه منذ صغرنا، وعلى الجهات التي دأبت على مهاجمة البحرين أن تستوعب معناه، إذ كثير من تلك الجهات حينما تنظر في أحوالهم الداخلية، هم لا يقبلون بتدخل أحد في شؤونهم، بالتالي البحرين أيضاً لا تقبل بأن يأتي أحد ليتفلسف في شؤوننا الداخلية.

من تجده يتحدث عن حقوق الإنسان وحرية التعبير وهو يعني بصريح العبارة أن «تطلق» البحرين يد الإرهابيين والمحرضين ليفعلوا ما يريدون، تلك الدول لا تتحاور ولا تتهادن مع المشتبه بعلاقتهم بالإرهاب، فما بالكم بالإرهابيين الذين لا حقوق لهم ولا استثناءات ولا استئنافات أمام القانون الذي يطبق؟!

أمريكا نفسها تقولها بصريح العبارة «لا نتحاور مع إرهابيين»، ورأينا كيف تتعامل قوات الأمن حتى مع المظاهرات السلمية، فقط لو تجاوز أفراد من المتجمهرين الموقع المحدد للفعالية، وكذلك الحال في بريطانيا وبقية الدول، وطبعاً، عن إيران، فأنت تحلم بأن تترك مظاهرة تندد بالنظام تسرح وتمرح، بل الويل والثبور لأفرادها حتى لو كانوا سلميين للنخاع.

سيادة البحرين قبل أي شيء، وحتى وسائل الإعلام الأجنبية التي تتباكى على اتخاذ البحرين لإجراءات قانونية وتنظيمية هي من حقوقها، عليها قبل التباكي أن ترى سجل من يمثلها داخل البحرين ممن تعتمد عليهم في إرسال الأخبار والصور، عليها أن ترى مدى «الانحياز» الصريح والواضح في ما ينقلونه، وكيف أن الخطاب الذي يرسل يطابق تماماً ما يصدر عن الجمعيات المحرضة والانقلابية، وكيف يتم فيه تهميش التصريحات الرسمية البحرينية، وفي أغلب الأحيان يتم إغفالها.

من يريدنا أن نحترمه وأن نتعامل معه بطريقة احترافية، عليه أن يطبق هذه المعايير على نفسه أولاً، والأهم ألا ينسى أن مملكة البحرين كيان له سيادة وله دستور وأنظمة وقوانين، من يتجاوزها ولا يعترف بها يتم التعامل معه بالقانون، لا أن تقوم الدولة بـ «الطبطبة» عليه، فقط لأن منظمة ما نددت، أو لأن وكالة ما طلبت، أو لأن دولة ما تركت شؤونها الداخلية وأخذت «تنظر» و«تتفلسف» في شؤوننا.