الداعون إلى تنفيذ «توصيات» مجلس حقوق الإنسان والداعون إلى الحوار «بالطيب» مع مجموعة الانقلاب والخيانة والداعون إلى خطاب التهدئة، والمتباكون على «تراجع» المكتسبات من حقوق وحريات، نرد عليهم ولا نبتدع خطاباً ولا نبدأ جدلاً من أنفسنا بل نرد على قول، أي أن ما نقوله رد على قولهم، فإن هم سكتوا سكتنا، وإن هم تكلموا فنملك حق الرد عليهم، وهو حق لن نتنازل عنه أبداً، وإن هم عادوا عدنا.

نرد على الداعين إلى تنفيذ جميع التوصيات الـ175 لمجلس حقوق الإنسان ومنها إعادة فتح جمعية الوفاق وغيرها من الجمعيات السياسية التي أغلقت أو في طريقها للغلق، ولو كان الأمر بيدهم لطبعت الصحيفة كلها برقم 175 لشدة فرحهم بالرقم، ولمن يصف محاكمة من يجاهر بمخالفة القانون باعتباره رمزاً لا يسري القانون عليه جريمة، نقول إن تلك التوصيات التي تصور الأحكام القانونية التي صدرت بحق الجمعيات السياسية أو تلك التي صدرت بحق من خان العهد وعاث في الحقوق والحريات فساداً ونزقاً أو تلك المحاكمات السارية فإن أحكامهم تعد مخففة ولا تعادل الجرم الذي ارتكبوه، ولكننا شعب نحترم القضاء وكلمته فقبلناها واكتفينا بها.

الأحكام التي صدرت بحق المسؤولين عن التحريض في الجرائم التي وقعت عام 2011 بدوارها بمنصاتها بمنابرها حكم لا يتسق مع تلك الجرائم، ومع ذلك تأتي التوصية بإلغائه؟!!!

إن كنتم تذكرون فقد كنا نقف صفاً واحداً مع العديد ممن صدرت بحقهم تلك الأحكام عام 2002 مطالبين معهم بتوسيع نطاق الحريات، واعترضنا مع القائمين على الجمعيات السياسية والصحف على قوانين الحقوق والحريات نريد أكثر منها، كقانون المطبوعات الذي شكل حينها سمو رئيس الوزراء لجنة كانت تضمني مع رئيس تحرير الوسط لإعادة النظر في القانون، واعترضنا على قانون التجمعات السياسية وكانت رغبتنا بتوسيع النطاق للعاملين بالشأن العام وعلى رأسها الشأن السياسي ظناً منا أننا سنتعامل مع «رجال» يحترمون كلمتهم ويقدرون معنى المكتسبات التي نالها الشعب البحريني بالإصلاحات السياسية، لكننا اكتشفنا أننا أمام مجموعة مراهقة سياسياً والأدهى أنها ضربت بسيادة الدولة عرض الحائط! «فشرعنت» الخيانة واعتبرتها حقاً وحرية! بل ووظفت مساحة الحرية التي كنا نطالب بتوسيعها لأجندة غير مشروعة فاتصلت بالسفارات والمنظمات غير الشرعية وسيرت أكثر من 700 مسيرة في السنة حتى اشتكى الناس من مضايقاتهم، وعرفت نفسها للسفير الإيراني بقولها «خادمكم المطيع» وحورت وفبركت الخبر والصورة وتلاعبت بالعناوين طوال مدة إصدارها وإلى الآن، فكان عبثاً بالحريات وإساءة استغلال لها بشكل مخجل ومخزٍ ولا يتفق مع شرف العمل وخالية من سمات «الرجولة». يومها دافعنا عن المبادئ باعتبار أن من سيتمتع بتلك الحقوق أشخاص ناضجون يحترمون القانون بضوابطه، لكننا فوجئنا بأجندة تظهر يوماً بعد يوم حتى وصلنا إلى عام 2011 وإذ بالأقنعة تسقط وتعلن تلك المجموعة أجندة الخيانة للشعب البحريني وتصرح علناً أنها تريد إسقاط النظام!! ما هكذا اتفقنا ولا على هذا تعاهدنا ولا تلك أسس قامت عليها شراكتنا في العقد الاجتماعي الذي أقسمتم باحترامه، فهل هذه الجريمة يكون حكمها غلق الجمعيات فقط؟ وبعد أن تسببتم بالدمار الذي كنا شاهداً عليه والمدعم بالأرقام وبالوثائق وبالصوت والصورة وبالمعايشة وتسببتم بشرخ في النسيج الاجتماعي البحريني بدرجة لم يسبق له أن وصل إلى هذا الحد، كان المفروض أن تحاكموا ضمن تلك الظروف المشددة، إنما جاء الحكم بإغلاق الجمعيات فقط، ألا يعد هذا الحكم مخففاً؟ لكننا صبرنا واحتسبنا ونؤكد على احترامنا لقضائنا.

إما الداعون إلى الحوار معهم أو الداعون إلى خطاب التهدئة، أو إلغاء المحاكمات متذرعين بأن المرحلة حرجة تتطلب التكاتف والمرحلة صعبة تتطلب التهدئة و.. و فإنهم يدعوننا للسكوت عمن هرب من أحكام القضاء من تلك المجموعة التي مازالت تعمل ليل نهار دون توقف، يدعوننا للسكوت عن فلولهم التي مازالت تعمل في الخارج مدعومة بدعوات التهدئة حيالهم في الداخل، يدعوننا أن نضع القانون تحت حذائنا كما وضعوه هم ونسن بدعة أن الرموز لا يحاكمون ولكل منا رمزه!! دعوات «التهدئة» تحلم بسكوتنا كي تعمل ماكنة الخيانة بهدوء دون إزعاج، فمازالت تلك المجموعة تتصل بالسفارات وبالمنظمات وتكذب وتزور وتفبرك وتبالغ، وتدعمها داخل البحرين صحيفتهم ورجال دين وقلة ممن أطلقوا على أنفسهم صفة «ناشطين» جميعهم مازالوا يعملون بكل أريحية داخل البحرين ويطالبوننا بتركهم دون مضايقة، يطالبوننا بالسكوت وإلا كان خطابنا طائفياً!!! يا سلام دعوا الخائن يخون وطنه ومن يتصدى له سنسميه طائفياً؟

إن كنتم تسعون إلى التهدئة وجبر الخواطر ووحدة الصف ولم الشمل فدونكم مجموعة الانقلاب دونكم مجموعة الكذب والتزوير داخل وخارج البحرين، وجهوا خطابكم لهم ادعوهم للسكوت ادعوهم للتوقف عما يقومون به داخل وخارج البحرين، فقد تسببوا بدمار شامل لكم قبل أن يجرموا بحق وطنهم، أساؤوا لكم عزلوكم وأقصوكم وأضروا بمصالحكم لأجيال قادمة ومازالوا مستمرين، لأنكم تتسترون عليهم ولا تواجهونهم، إن كانت لكم دعوة للخير فأعلنوا انتصاركم للدولة وتبرؤوا منهم ومن أقوالهم وأفعالهم، وستجدون حينها قلوب الجميع مفتوحة للم الشمل، فلتتوقف الحاضنة الاجتماعية عن فتح حضنها وسنتوقف نحن عن فضحها ومواجهتها والرد على دعاواها... وإن عدتم عدنا.