«جنة كرة القدم»..عبارة شهيرة أطلقها النجم الأسطوري دييغو مارادونا على الدوري الإيطالي عندما كان لاعباً لفريق نابولي، وحينها كان الكالتشيو يتفوق على أقوى الدوريات في القارة العجوز، بيد أن»جنة الكرة» فرطت بموقعها على رأس الهرم العالمي وتحديداً منذ فضيحة «الكالتشيو بولي» التي وقعت في بدايات الألفية الجديدة وساهمت بتهشيم الكيان الإيطالي وزعزعة كل أركانه!!.

الكرة الإيطالية شهدت تراجعاً كبيراً وباتت تتخلف كثيراً عن الدوريات الأخرى مثل الدوريين الإنجليزي والإسباني، وحدثت فيها الكثير من المتقلبات حتى بات الكالتشيو اليوم بعيداً عن الإثارة التي كان يمتاز بها وذلك نتيجة غياب المنافسة، فأصبح الأمر فيه محسوماً حتى من قبل أن يبدأ، وما هيمنة يوفنتوس على لقب الكالتشيو لست سنوات متتالية إلا برهان على ذلك!!.

عشاق الدوري الإيطالي يمنون النفس بأن يعود الكالتشيو لسابق عهده عندما كان يحسم مع صافرة الجولة الأخيرة.. ولن يتحقق ذلك إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، فيوفنتوس مازال يفرض هيمنته المطلقة ولا يجد من يستطيع مجاراته حتى الأمتار الأخيرة، وذلك لأسبابٍ عدة أبرزها يعود لتراجع مستوى أقوى المنافسين لليوفي وهم الميلان والإنتر لمعانتهما الاقتصادية، فضلاً عن الاستراتيجية الجديدة التي انتهجتها إدارة يوفنتوس.



والمستنسخة من سياسة بايرن ميونيخ الشهيرة، بإضعاف بقية الخصوم عن طريق التعاقد مع أبرز النجوم من الأندية المنافسة على اللقب، مثلما حدث في صفقتي هيغوايين وبيانتش عندما قدما من نابولي وروما على الترتيب.

ومع افتقار كلاً من نابولي وروما - المنافسين الثابتين لليوفي في السنوات الأخيرة - لشخصية البطل، فلن تكسر هيمنة السيدة العجوز على لقب الكالتشيو إلا بعودة الميلان والإنتر للواجهة من جديد، والتي من المفترض أن لا تحتاج للوقت الكثير بعد أن تم استملاك الناديين من قبل ملّاك صينيين جدد، حيث سيسعون لبناء مشروع «ترميم» النادين عن طريق وضع استراتيجيات طويلة الأمد معززة بميزانيات ضخمة لإنجاحه.