بقلم | أحمد عطا

شاهد الكل ريال مدريد وهو يلقن جاره أتلتيكو مدريد درساً قاسياً ويسحقه بثلاثة أهداف دون مقابل في مباراة جدد فيها كريستيانو رونالدو موعده مع الهاتريك في شباك الغريم بعد هاتريك آخر له هذا الموسم في قلب فسينتي كالديرون في مباراة الدور الأول من الليجا.

لكن دعوني أشرح فكرة معينة تبرز حنكة زين الدين زيدان وتعاظم قدراته كمدرب بشكل عام، فما يميز زيدان بشكل عام أنه رجل مرن لا يتوقف عند مدرسة تدريبية معينة، فلم يتقيد بمدرسة معينة بل ذهب لأكثر مجاذيب كرة القدم كمارسيلو بييلسا لينهل من معرفته ولم يجد حرجاً في زيارة بيب جوارديولا أثناء فترته مع بايرن ميونيخ ليستمع إليه على أن يكون هو شخصيته المستقلة التي يتضح كونها نتاجاً مزيجاً من الكثير من الأفكار التدريبية.



لا يمكنني وصف زيدان بالمدرب الأسطوري لكنه على الأقل أمتلك من الحنكة ما كفل له ضرب أتلتيكو مدريد بشكل ذكي، فالمدرب الفرنسي كان يدرك جيداً أن الأتليتي قوي على الأطراف ولن يدع له الكثير من المجال ليضرب كارباخال ومارسيلو بقوة كعادته، لذلك لعب بطريقة 4/4/2 الماسة ليكون إيسكو هو حجر الزاوية كصانع ألعاب رقم 10 ليلعب بين الخطوط ويضرب الأتليتي في مقتل من العمق على العكس من المتوقع.

ومع إدراك الأتليتي لخطورة إيسكو بدأوا في محاولة تضييق الخناق عليه لينتقل زيدان للخطة الأصلية من جديد ويصبح إيسكو محطة إعادة إرسال الكرات إلى الأطراف من جديد لضرب الأتليتي.. فكرة تبدو بسيطة لكن قوتها في عدم توقعها.

لكن كيف سيدخل زيدان مواجهة الكالديرون؟ بالنظر للفارق المريح لريال مدريد فإن الفريق ليس بحاجة سوى لطريقة الصدمة وخطف الأهداف. الأتليتي سيكون عليه مهمة عصية في ضرب الريال بثلاثة أهداف ومن هنا يمكن الاستغناء عن إيسكو! ربما يكون أسينسيو أو فاسكيز وقتها هو الرجل الذي تبدأ منه الهجمات المرتدة، فالريال في هذه المباراة لن يكون بحاجة للاعب محنك في الاستحواذ بالكرة كإيسكو، وإنما للاعب أكثر سرعة بالكرة والانطلاق بها لذلك ربما سيحين وقتها دور أسينسيو أو فاسكيز.. لننتظر ونرى، فإن الساعات القادمة ستجيب عن هذه الأسئلة.