لندن – (وكالات): اعتبرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن فوز إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا هو خبر جيد ليس لفرنسا وحسب، وإنما أيضاً لأوروبا، فهو سيضع حداً لنهاية التيار الشعبوي الذي بدأ يكتسح العالم الغربي عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأيضاً وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الولايات المتحدة الأمريكية.

نحن نعيش في عصر الغضب، هكذا وصفته "الغارديان"، وهي تتحدث عما تعانيه الديمقراطيات الغربية، "فكثير من الناس يعبّرون عن غضبهم على النظام الذي لم يعد يقدّم لهم مستقبلاً، فهناك اليوم قرابة 3 ملايين عاطل عن العمل، و9 ملايين من الفقراء، كما أن النظام المدرسي لم يعد يقدّم تكافؤاً في الفرص، وفرنسا التي كانت سابقاً توصف بأنها بلد التنوير لم تعد كذلك، ونفوذها أخذ في التضاؤل حول العالم".

وصول ماري لوبان إلى انتخابات الجولة الثانية الحاسمة في فرنسا يعدّ هو أيضاً جزءاً من هذه الشعوبية، التي ولدت في ظل غياب أي إصلاحات حقيقية منذ 20 عاماً.



تصويت أكثر من ثلث الناخبين الفرنسيين لصالح لوبان يوضّح أيضاً جاذبية التطرّف السياسي، فلم يُسجَّل سابقاً أن ظهر تيار يميني متطرّف بهذه القوة الشعبية.

وتبيّن الصحيفة أن "فرنسا تحتاج إلى رجل جديد من ذوي الخبرة، هذا صحيح، إلا أن وصول ماكرون أيضاً إلى الرئاسة يمثّل انتصاراً للشباب لا يمين ولا يسار، وبات اليوم ماكرون يمثل تياراً جديداً، وأصبح قوة سياسية رائدة في المجتمع".

نجح ماكرون في إقناع الشعب الفرنسي في الدفاع عن مزايا العولمة والعلمانية، وقبول فرنسا بنصيبها من الهجرة، وأيضاً نجح ماكرون في إقناع الناس بضرورة تحرير إمكانيات البلاد، وخلق حوافز أفضل بكثير للعمل، وتحرير الأسواق، وخفض الضرائب، وإعطاء مزيد من الاستقلالية للأساتذة ومديري المدارس.

نجح ماكرون في إنهاء حالة الانقسام بين اليمين واليسار، وقدّم نموذجاً يجمع بين الاثنين، كما أنه أسهم في تباطؤ نمو الحركة الشعوبية، وتقديم نموذج للإصلاح مبنيّ على فهم واضح للعالم الجديد.

إن نجاح ماكرون في تحقيق نتائج ملموسة خلال السنوات الخمس المقبلة سيمكّنه من الفوز بانتخابات الرئاسة عام 2022.

إن العالم اليوم يراقب ماكرون، فإذا ما نجح في الانتصار على الشعوبية وتقليل نسبة البطالة فإنه يمكن أن يتحوّل إلى مصدر إلهام حول العالم، كما تقول "الغارديان".