صنعاء – (الجزيرة نت): أحال إضراب لعمال النظافة شوارع العاصمة اليمنية صنعاء إلى مكب كبير للنفايات ما جعل مظهرها يبدو مثيرا للاشمئزاز والغثيان.

واضطر سكان صنعاء إزاء تراكم القمامة في كل الشوارع والأزقة إلى إحراق بعضها ما زاد من مخاطر انتشار الأوبئة والأمراض على نطاق واسع.

ويعتقد المواطن فؤاد العزي أن انتشار القمامة وتردي الخدمات يدل على فشل كبير لسلطة الانقلاب في صنعاء، يضاف لفشلهم في صرف رواتب الموظفين من مدنيين وعسكريين بأجهزة ومؤسسات الدولة.



ويؤكد أنه بات يخشى السير بالشوارع بسبب تفشي الكوليرا والأمراض الناتجة عن الروائح الكريهة التي تنبعث من أكوام القمامة، قائلا إنه يفضل البقاء في البيت على الخروج.

ويعتقد العزي أن الوضع العام بات كارثيا، فلا توجد رواتب ولا مصادر دخل، في وقت يعاني فيه اليمنيون من ثلاثي الشر الحرب والمرض والفقر، وفق قوله.

وتحدث مراقبون عن إضراب عمال النظافة لعشرة أيام ورضوخ الحوثيين لصرف رواتبهم بعد انتشار القمامة بشكل مقزز بشوارع العاصمة بعد موجة غضب عارمة واستياء في أوساط المواطنين، وربطوا بينه وبين تصاعد الخلاف السياسي مع حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح شريكهم في الانقلاب.

وتبادلت وسائل إعلام الحوثيين والمخلوع الاتهامات حول مسؤولية كل طرف عن كارثة انتشار القمامة وإضراب عمال النظافة، واعتبر كثيرون أزمة القمامة معركة سياسية بين الحليفين بصنعاء.

وكان لافتا اتخاذ الموالين لصالح من انتشار القمامة منصة لتصفية الحسابات مع حلفائهم الحوثيين، وتحميلهم مسؤولية تردي خدمات النظافة بل توريط اليمن بالحرب واستدعاء الخارج للتدخل العسكري.

وساق إعلام حزب المؤتمر الشعبي التهم مباشرة إلى وزير المالية بحكومة الانقلاب، الحوثي صالح شعبان الذي امتنع عن صرف مستحقات عمال النظافة.

ولوحظت بشكل لافت حملة التشهير والردح والقدح ضد الحوثيين التي شنها إعلام ونشطاء حزب المؤتمر الشعبي، حيث قال رئيس تحرير يومية "اليمن اليوم" عبد الله الحضرمي إن "القمامة التي تملأ الشوارع مرتبطة بالقمامة التي تدير البلد" في إشارة لسلطة الانقلاب.

ونشرت الصحيفة نفسها كاريكاتيرا معبرا عن الحالة الراهنة، في وقت اعتبرت فيه صحيفة "الميثاق" أن "صنعاء تغرق في كومة فساد".

ولم تكن المرة الأولى التي تتكدس فيها القمامة بالشوارع بشكل كارثي في صنعاء، بل تكررت مرات عدة منذ سيطرة مليشيا الحوثيين على العاصمة التي بات سكانها يعانون من بطش المليشيا وانقطاع الرواتب منذ سبعة شهور، وتوقف خدمات الكهرباء والمياه لأكثر من عامين، وتردي خدمات الصحة والرعاية الطبية.

وكان مدير عام مشروع النظافة بأمانة العاصمة المهندس جمال جحيش قد حذر من كارثة بيئية وصحية ستضر بالعاصمة وقاطنيها في حال استمر إضراب عمال النظافة.

وطالب جحيش في تصريحات صحافية بسرعة صرف مرتبات عمال النظافة البالغ عددهم 3200 موظف وعامل، ومستحقات الأجور الإضافية لثلاثة أشهر.

من جانبه أفاد أمين محمد جمعان القائم بأعمال أمين العاصمة صنعاء بأن إضراب عمال النظافة سببه عدم دفع رواتبهم للشهر الثالث على التوالي لعدم تجاوب وزارة المالية والبنك المركزي.

وكان النائب العام بصنعاء الموالي للحوثيين عبد العزيز البغدادي قد أمر بفتح تحقيق مع الجهات المختصة بالمسؤولية الجنائية عن تبعات وأضرار تراكم مخالفات القمامة بالشوارع وما يترتب عليها من عواقب وخيمة.