خلال جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، تم التطرق إلى موضوع في بالغ الأهمية والمتمثل في أهمية تنمية الإيرادات غير النفطية للمملكة.

حدوث ذلك الأمر يتطلب تطوير وتنمية أبرز القطاعات الاقتصادية كالصناعة والتجارة والسياحة والخدمات اللوجستية وقطاع النقل والمواصلات وقطاع تقنية المعلومات والاتصالات وغيرها لخدمة الاقتصاد المحلي وتعزيز إيرادات الدولة خاصة في ظل انخفاض أسعار النفط والذي أثر كثيراً على دول الخليج العربي.

سنغافورة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 5.5 مليون شخص كانت بلداً منخفض الدخل ومحدود الإمكانيات والموارد وضعيفاً في البنية التحتية والاستثمارات أصبحت في يومنا هذا واحدة من أغنى بلدان آسيا ومن أكثر دول العالم تطوراً، ويعود ذلك في جانب كبير منه إلى أنها تتميز بأعلى مراكز الخدمات اللوجستية أداءً في المنطقة، حيث تمكنت تلك الدولة الصغيرة من امتلاك أكبر ميناء للحاويات العابرة في العالم، وترتبط بأكثر من 600 ميناء في العالم، واختير ميناء تشانجي السنغافوري مؤخراً كأفضل ميناء في العالم.

السياحة في تلك الجزيرة الصغيرة حققت كذلك مراتب متقدمة عالمياً، فوفقاً لتصنيف عالمي حديث صادر عن شركة «ماستر كارد» التي تصدر بطاقات الائتمان ويتم استخدامها على نطاق واسع في عمليات شراء تذاكر السفر فقد احتلت سنغافورة المرتبة السادسة في إحصائية شملت 132 مدينة حول العالم من حيث أعداد الزوار الذين يقصدونها من مختلف أنحاء العالم سنوياً بمعدل 12.11 مليون شخص بعد كل من بانكوك ولندن وباريس ودبي ونيويورك، في حين احتلت الخطوط الجوية السنغافورية المرتبة الثالثة عالمياً خلال العام الماضي 2016 بحسب شركة «سكاي تراكس» المتخصصة في تصنيف خطوط الطيران، إذ حافظت الشركة على مرتبتها ما بين المركزين الثاني والثالث خلال الخمس سنوات الماضية. وبحسب تصنيفات العام الماضي 2016 في مؤشر الابتكار العالمي الصادر عن جامعة كورنيل والمعهد الأوروبي لإدارة الأعمال «الإنسياد» والمنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» فقد احتلت سنغافورة المرتبة السادسة كأكثر الاقتصادات ابتكاراً في العالم بعد كل من سويسرا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وفنلندا، ومن جانب آخر، فان قطاعات التعليم والاتصالات والصناعة بسنغافورة أبهرت الجميع بتطورها الهائل وحصولها على مراتب متقدمة عالمياً.

هذه الأرقام والإحصاءات، فضلاً عن خطتها الاقتصادية المثالية جعلت سنغافورة في مقدمة الدول المتطورة ليس على المستوى الآسيوي فحسب بل عالمياً، وبالتالي فإن الاقتداء بها من شأنه أن يحقق لإيرادات البحرين النتائج المنتظرة مستقبلاً.

* مسج إعلامي:

استضافة البحرين مؤخراً لكونغرس الفيفا 2017 حدث استثنائي وبارز عزز من مكانة المملكة على خارطة الرياضة العالمية خاصة بعد استضافة المملكة الشهر الماضي وبنجاح باهر لسباقات «الفورمولا 1»، هذه الفعاليات المتنوعة المتتالية في حد ذاتها تسويق وترويج لمملكة البحرين وتدعم العديد من القطاعات الاقتصادية كالفنادق والمطاعم والنقل والمواصلات، لذا نأمل من الدولة استقطاب المزيد من الفعاليات الرياضية الضخمة لتقام على أرض البحرين خاصة وأن نجاحها مضمون في ظل توفر كوادر بحرينية مؤهلة وعلى قدر عال من الاحترافية والكفاءة قادرة على نجاح أي حدث عالمي.