زهراء الشيخ

أكد أولياء أمور وطلبة أن المناهج التعليمية باتت صعبة وطويلة ونظرية غالباً، ويتم تغييرها بشكل مفاجئ دون تدرج مما يشكل صدمة للطالب وولي أمره وأحياناً للمعلم نفسه، في حين أكدت وزارة التربية والتعليم أنها تعمل على تطوير العملية التعليمية نحو الأفضل.

وفي استطلاع أجرته "الوطن" على طلبة كلية الآداب بجامعة البحرين لمعرفة مستوى الطلبة في المعلومات العامة والتخصيصة، أكدوا أن مسيرة التعليم مازالت تراوح مكانها، عازين سبب ذلك إلى المناهج التي يتم تدريسها، إذ تشكل بعضها عبئاً على الطالب لأنه غير مستعد فكرياً للمعلومات النوعية الموجودة فيها وتعد أكبر منه.


وفيما ذكر أولياء أمور وطلاب وجود هوة بين المنهج والطالب يمكن تقليصها عن طريق المعلم باعتباره وسيطاً، إذا كان مؤهلاً علمياً ونفسياً لبيئة العمل ويستطيع استخدام طرق تسهل على الطالب، أشار معلمون إلى أن طرق التعليم التقليدية أحد أسباب التراجع، لكنها طرق مفروضة عليهم.

وأكد أولياء أمور أن الطرق التقليدية لم تعد تفي بحاجات طلاب اليوم، فيما أكد طلاب أن بعض المعلمين ليسوا أكثر من ملقنين لا يساعدون الطلاب على استخدام العقل وتطوير مهارات التفكير والإبداع، وأكبر همهم إنهاء المقرر الدراسي، لكنّ المعلمين أكدوا أن طرق التعليم التقليدية أحد أسباب التراجع، لكنها طرق مفروضة عليهم.

وأشار أولياء الأمور إلى أهمية أن يعي المعلم المسؤولية الكبيرة الملقاة عليه فطلاب اليوم ليسوا كطلاب أمس، حيث تغير الزمن وتغيرت المتطلبات والمعطيات، وما كان يعد أسلوباً ممتازاً للتعامل أو الشرح، ربما لا يشكل شيئاً اليوم.

وأجابت الغالبية بشكل صحيح فيما يتعلق بالأسئلة التخصصية، بينما تدنى المستوى المرتبط بالعموميات، وفي المنظور العام تعد النتائج جيدة، أما في الخاص أو الأكثر تفصيلاً، يتبين قصور في الثقافة العامة. ولا تمثل النتائج مشكلة فعلية لمخرجات العديد من التخصصات، بينما تمثل لطلبة الإعلام، بحكم ما يتطلبه التخصص من إلمام بالثقافة العامة.

وأكد المعلمون أنه يجب على الطلاب الإقبال على المواد العلمية من أجل المعرفة وليس التحصيل فقط، فالاهتمام بالتحصيل فقط أحد أهم المشاكل التي تحول دون تقدم العملية التعليمية.

ولفتوا إلى أن الطلاب - وبغض النظر عن كل المؤثرات المحيطة بهم - تبدأ مشكلتهم بعدم إدراكهم أهمية التعليم، وضعف رغبتهم بالتحصيل العلمي، وقلة الدافعية وغياب الأهداف، إذ بات من الضروري العمل على تهيئة الطلاب نفسياً وفكرياً لتقلي العلم.

وقالوا: "من هنا تحتاج العملية التعليمية إلى دراسات وأبحاث علمية متخصصة، لكل عواملها وأطرافها على حده، ومعرفة العلاقة بينهم، والعمل على وضع سياسات وأساليب وقوانين تعليمية تتناسب مع ما يحتاجة المجتمع والطلاب.

وأكدوا أنه من المهم وضع خطط قصيرة وطويلة الأمد واختبار نتائجها، والقيام بدراسات دورية تكشف نقاط الضعف والقوة في العملية التعليمية، حتى يتم تطويرها.

وتعد الواجبات المنزلية واحدة من أقدم أساليب التدريس ولا جدل حول أهميتها، لكن استخدام الواجبات والتقارير والمشاريع، بشكل كبير يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث أكد الطلاب وأولياء الأمور أنها ترهق الطالب وتأخذ جل وقته، وتحرمه من ممارسة أنشطة الحياة الأخرى، مما يؤثر على علاقته في الدراسة، مؤكدين أن بعض الواجبات لا تتناسب وعمر الطالب، فيقوم الوالدان بعملها.

وقال الطلاب إن بعض المواد تحتاج إلى الفهم وتكون الحاجة فيها للمعلم أكبر من حاجتهم إليه في المواد المعتمدة على الحفظ أكثر، حيث إن بعض المعلمين غير قادرين على إيصال المعلومات، والبعض يقدم ما يفوق حاجة الطالب فيشكل تشويشاً له.