بيروت - (أ ف ب): يوشك النظام السوري على بسط سيطرته على كل أحياء دمشق بعد 6 سنوات من النزاع الدامي الذي ألحق دماراً كبيراً بالمناطق الواقعة على اطراف العاصمة وتسبب بحركة نزوح كبيرة. ومنيت الفصائل المعارضة في الايام الاخيرة بعد إجلاء مقاتليها من أحياء برزة والقابون وتشرين التي شهدت أولى التحركات الاحتجاجية ضد النظام في عام 2011 وأصبحت منذ عام 2012 أبرز معاقلها في دمشق، بخسارة ميدانية كبرى تضاف الى سلسلة إخفاقات ميدانية. واعلن مصدر عسكري سوري وفق ما نقل الاعلام الرسمي ان "وحدات من قواتنا المسلحة تعيد الأمن والأمان إلى منطقة القابون ومحيطها" تزامنا مع اخراج الدفعة الثانية والاخيرة من المدنيين والمقاتلين من الحي باتجاه ادلب شمال غرب البلاد. ونقل التلفزيون عن محافظ دمشق بشر الصبان ان "منطقة القابون اصبحت خالية تماما من الارهابيين" غداة الاعلان عن خروج اكثر من 2200 شخص بين مدني ومقاتل الاحد. ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "مع سيطرته على هذه الاحياء الثلاثة، بات النظام يسيطر تقريباً على العاصمة باكملها. لم يبق للفصائل في شرق دمشق الا جزء من حي جوبر المدمر بمعظمه". وفي جنوب العاصمة، تتواجد الفصائل المعارضة في حي التضامن ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يسيطر تنظيم الدولة "داعش" على أجزاء منه. ويقول الباحث الفرنسي المتخصص في الجغرافيا السورية فابريس بالانش "استعاد النظام حلب وهو في طريقه للسيطرة على دمشق بشكل كامل، ما يعني ان الفصائل المعارضة لم تعد بديلاً سياسياً او عسكرياً" عن النظام الذين "لم يعد مهدداً على الاطلاق وليس بحاجة الى تقديم اي تنازلات". ولطالما شكلت السيطرة على كامل دمشق مسألة حيوية بالنسبة الى سلطة الرئيس السوري بشار الاسد.