علي العيناتي

لطالما عُرف فريق يوفنتوس الإيطالي بأنه منبع لاكتشاف النجوم عبر تاريخه، إذ قدم لعالم المستديرة العديد من الأساطير الذين مازالت أسماؤهم محفوظةً بالذاكرة، من باولو روسي وبلاتيني، مروراً بباجيو وديل بيرو، وصولاً لزيدان وبوفون، فلا عجب أن يستمر فريق السيدة العجوز باكتشاف المواهب الجديدة، حيث لن يكون بوغبا وديبالا آخر تلك الأسماء!!. سياسة جميع الإدارات السابقة التي تعاقبت على مسك زمام أمور النادي، كانت تعتمد بالمقام الأول على السعي خلف اكتشاف النجوم الواعدة والبعيدة عن الأنظار والتعاقد معها بأقل التكاليف وقد حققوا النجاح في إتمام العديد من الصفقات المثيرة للإعجاب كحالة بوغبا الذي تعاقد معه النادي بالمجان ثم باعه مجدداً لمانشستر يونايتد مقابل 106 ملايين يورو، بيد أن الادارة الحالية ليوفنتوس اتبعت العديد من السياسات الجديدة على عقلية النادي منذ أن تولت مهمتها في عام 2010، ولعل أهمها سياسة التعاقد مع النجوم «السوبر» عن طريق دفع المبالغ القياسية إسوةً بالأندية الأخرى كريال مدريد وبرشلونة، وتتمثل هذه السياسة في غونزالو هيغوايين الذي تم التعاقد معه من نابولي بمقابل 90 مليون يورو ليصبح اللاعب الأغلى في تاريخ النادي!!.

لكن تبقى السياسة الأخرى بالتعاقد مع العديد من النجوم المتقدمين بالعمر والذين تراجعت مستوياتهم مع أنديتهم، التجربة الأكثر إثراءً في تميز الإدارة التي يقودها انيلي وماروتا وبارتيشي، فهذه السياسة فيها الكثير من المجازفة وتحتاج لشجاعة كبيرة، حيث من الصعب أن تتم المراهنة على لاعبين وقد وضعتهم أنديتهم ضمن قائمة «المنتهية صلاحيتهم»، ومن ثم يتم إعادة اكتشاف نجوميتهم من جديد وكأنهم في أوج العطاء، فهذه السياسة تحتاج لنظرةٍ ثاقبة جداً!!.



اندريا بيرلو، كارلوس تيفيز واندريا بارزالي.. أمثلة كافية لبيان مدى نجاح سياسة استقدام النجوم «المنتهية صلاحيتهم»، حيث أبدعوا أيما إبداع وقادوا السيدة العجوز بنجاح للسيطرة على الالقاب المحلية والوصول لأول نهائي في دوري الأبطال منذ زمن بعيد، وفي هذا الموسم، أكد كل من داني الفيس وسامي خضيره أيضاً مدى نجاح هذه السياسة من خلال تأثيرهما الكبير.. مما جعل الأندية التي فرطّت بهذه النجوم بكل سهولة أن تعض أصابع الندم على رحيلهم المجاني!!.