حسن عبدالنبي

دعا الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة نائب رئيس الوزراء، إلى ضرورة تكثيف الجهود لاستكشاف مزيد من فرص التعاون الاقتصادي بين مملكة البحرين وجمهورة مصر الشقيقة، وزيادة معدلات التبادل التجاري بينهما، فضلاً عن التعريف بما تتيحه التشريعات والقوانين في كلا البلدين من تسهيلات لأصحاب الأعمال في مختلف مستوياتها على نحو يمكنهم من مزاولة أنشطتهم بكل راحة واطمئنان.

وأناب صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة، نائب رئيس مجلس الوزراء، لافتتاح المعرض البحريني المصري المشترك الأول الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة البحرين بالتعاون مع اتحاد الصناعات المصرية في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات.



وأعرب الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة عن جزيل شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، على تفضل سموه برعاية هذا المعرض الذي يعكس ما يوليه سموه من حرص على تعزيز وتنمية العلاقات الأخوية التي تجمع مملكة البحرين بجمهورية مصر العربية، وذلك في إطار اهتمام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على استثمار القواسم المشتركة والروابط التاريخية المتجذرة التي تجمع البلدين وشعبيهما الشقيقين.

وقال "إنه من حسن الطالع أن ينعقد هذا المعرض بعد أيام قليلة من الزيارة الإيجابية والناجحة التي أجراها الرئيس المصري إلى مملكة البحرين الأسبوع الماضي، والتي جرى خلالها التأكيد على ما تشهده العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين من تطور ملحوظ، والتطلع الدائم نحو مواصلة التعاون الثنائي بما يخدم المصالح المشتركة".

كما حيَّا جهود غرفة تجارة وصناعة البحرين على جهودها المرتكزة على تفعيل مجالس الأعمال المشتركة، ومنها مجلس الأعمال البحريني المصري المشترك، لتحقيق تطلعات ورؤى القيادتين الحكيمتين في كلا البلدين في الجانب التجاري والاستثماري، مرحباً بوزير السياحة المصري، محمد يحيى راشد، وكبار المسؤولين والعارضين المشاركين في هذا المعرض من جمهورية مصر العربية في بلدهم الثاني البحرين.

ويشتمل المعرض البحريني المصري المشترك الأول الذي يمتد حتى يوم الخميس 18 مايو، على العديد من قطاعات الأعمال الاقتصادية والاستثمارية منها القطاع الصناعي، والمالي والاستثماري، والصيدلي والطبي، والسياحة التقليدية والعلاجية، والقطاع العقاري والهندسي، والنسيج والسجاد والأثاث، وصناعة الأغذية، والمجوهرات، وغيرها من القطاعات التجارية. كما سيضم المعرض جناحاً للحرفيين وآخر للرسامين من البلدين.

في حين، أعرب رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، خالد المؤيد، عن خالص اعتزاز وتقدير الغرفة واتحاد الصناعات المصرية بالرعاية الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، لفعاليات المعرض البحريني المصري المشترك الأول، كما توجه بالشكر إلى نائب رئيس مجلس الوزراء، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، لتفضله بافتتاح المعرض، مما يعكس اهتمام الحكومة بدعم فعاليات القطاع الخاص واهتمام القيادة بتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين.

وأشاد المؤيد بمشاركة وزير السياحة المصري، راشد يحيى، الذي يشارك في فعاليات المعرض المشترك، وسيعقد لقاءات ثنائية مع نظرائه البحرينيين، كما رحب بمشاركة كبريات الشركات البحرينية والعديد من الوزارات والشركات والمؤسسات الاقتصادية الكبرى والهيئات والجمعيات المهنية والمدنية ذات العلاقة في أجنحة المعرض الذي يستقطب كبار المسؤولين في المملكة وأصحاب الأعمال وممثلي كبريات الشركات من الجانبين، ويتعدى ذلك ليشمل المهتمين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة.

وتابع المؤيد "الجانبان البحريني والمصري بمجلس الأعمال المشترك ويستثمران العلاقة المتميزة بين قيادتي البلدين الشقيقين والرؤية والإرادة المشتركة بينهما والعلاقات الوطيدة بين شعبي البحرين ومصر في النهوض بجميع مجالات الأعمال في البلدين وتطوير وتنمية معدلات التجارة البينية بينهما بما يرتقي بتطلع الجانبين".

فيما ذكرت عضو مجلس الإدارة رئيس الجانب البحريني بمجلس الأعمال البحريني المصري المشترك بالغرفة، أفنان الزياني، خلال افتتاح المعرض، أن هناك الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة بين الجانبين مع كثرة المزايا في كلا البلدين.

وأوضحت أن البحرين تعتبر بوابة الخليج ومنصة انطلاق للسوق الأمريكي بفضل اتفاقية التجارة الحرة، إضافة إلى سهولة الاستثمار في المملكة والمزايا الجاذبة لرؤوس الأموال سواء عن طريق التملك الكامل دون الحاجة إلى شريك ومعاملة الشركات المؤسسة بالمملكة كشركة بحرينية.

كما بينت أن مصر لديها العديد من المزايا الاستثمارية، خاصة وأنها أبرمت اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي والدول الأفريقية، مؤكدةً أن مصر تعتبر بوابة أفريقيا وشريكاً واعداً في مجال تعزيز الأمن الغذائي في البحرين، خصوصاً وأن المنتجات الغذائية العربية معفية من الجمارك منذ العام 2005 مما زاد من تنافسية المنتجات المصرية.

وأشارت إلى وجود فرص استثمارية، وذلك من خلال إقامة شراكة استراتيجية بين القطاعين الحكومي والخاص في كلا البلدين، والاستفادة من الثروات الموجودة في مصر من موارد طبيعية وكوادر بشرية وطاقة، داعية إلى التكامل للاستفادة من الكوادر المصرية المتعلمة والحرفيين الماهرين من خلال إقامة شراكات بين شركات التوظيف العالية المهنية من الجانبين.

في حين، أعرب رئيس الجانب المصري في مجلس الأعمال المشترك ورئيس اتحاد الصناعات المصرية، محمد السويدي، عن خالص شكره وامتنانه لرعاية واستقبال القيادة الحكيمة للوفد المصري وبحسن الضيافة وحفاوة الاستقبال، مشيراً إلى أن هذه الزيارة مهمة وتأتي بهدف بحث العديد من الفرص الاستثمارية بين البلدين الشقيقين، وشرح كافة المزايا الموجودة في كلا الاقتصادين.

وأشار إلى أن الحكومة المصرية أجرت العديد من التغييرات الجذرية في الأنظمة الاستثمارية، كما أصدرت تشريعات جديدة في سوق الاستثمار تتيح للمستثمر جواً استثمارياً آمناً دون تعقيدات للمستثمرين، مما يساهم في جذب المزيد من الاستثمارات.

ودعا السويدي، المستثمرين والصناعيين البحرينيين لتأسيس شراكات أو شركات في مصر للاستفادة من اتفاقية الكوميسا لدخول السوق الأفريقية والإعفاءات الجمركية من خلال اتفاقية جمهورية مصر العربية مع الاتحاد الأوروبي.

وأشاد الجانب المصري بالتسهيلات العديدة التي تقدمها مملكة البحرين للمستثمرين وسهولة تأسيس الشركات من خلال بوابة السجلات الإلكترونية، مستبشرين خيراً بإقامة مشاريع مشتركة نوعية في المستقبل المنظور، كما أعرب عن أمله في بلورة أفكار أكثر لكي ترى النور قريباً، مؤكداً أن لدى مصر إرادة تامة لتطوير التشريعات المحفزة، وتسريع وتيرة جذب الاستثمارات الأجنبية، وتيسير إجراءات تأسيس الشركات الجديدة والحصول بيسر على التراخيص.

فيما قالت سفيرة جمهورية مصر العربية بمملكة البحرين سهى الفار، إن المعرض يبرز عملية التكامل القائمة بين مصر والبحرين، ويأتي كبداية وانطلاقة جيدة لتأسيس شراكة اقتصادية أكبر بين البلدين موجهة شكرها إلىرئيس الوزراء على رعايته المعرض، فرعايته تعبر عن اهتمام وحرص قيادة البحرين بتنمية العلاقات الاقتصادية مع مصر.

وتابعت: "أتمنى أن تتكرر مثل هذه المعارض والملتقيات، لأنها تروج إلى فرص كبيرة وواعدة للتعاون بين البلدين في كل القطاعات، في مجال التكنولوجيا، الطب، الدواء، ومجالات الصناعات اليدوية والصناعات الصغيرة والمتوسطة، كلها مجالات جديرة أن هتم بها، خصوصاً وأنها تتمتع بدعم الحكومتين، والتعاون في هذه المجالات تعطي انطلاقة قوية لاقتصاد البحرين واقتصاد مصر".

رئيس مكتب "اليونيدو" التابع للأمم المتحدة في البحرين هاشم حسين: قال "إنه تم تطبيق النموذج البحريني في مصر بالتعاون مع غرف التجارة في مصرف وجهاز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمصر.

وتابع: "في السنوات الماضية عملنا مع جهاز المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمصر، وعلمنا على تدريب مصريين لتطبيق النموذج البحريني، في كل المحافظات المصرية وخرجنا رواد أعمال، كماوعملنا استراتيجية، لكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع مؤسسات التعليم والجامعات، واتحاد الغرف المصرية والجهاز، مصر دولة كبيرة".

وأضاف: "نعمل على خلق آلية للاستثمارات والتجارية بين رواد الأعمال البحرينيين والمصريين، ولذلك في هذا المعرض هناك جناح لرواد الأعمال البحرينيين، وجناح لرواد الأعمال المصريين، فالفكرة لما يكون هناك معارض، يكون لرواد الأعمال البحرينيين دور، المهم في هذه الموضوع هو خلق آلية للاستثمار بين رواد الأعمال الشباب البحرينيين والمصريين، آلية ستستمر، والمعرض بدايتها".

وتابع حسين: "نحن نخّرج رواد أعمال من البحرين، ورواد أعمال من مصر، والشيء المميز في النموذج البحريني، كيف نخلق فرص استثمار جديدة، فنحن نطبق النموذج في 50 دولة، عملنا يركز كيف نفتح أسواق لرواد الأعمال البحرينيين وكيف نجذب استثمارات للبحرينيين في مشاريعهم، هذه آلية جديدة نعمل عليها، هذه رؤية نقوم بتطبيقها في البحرين، كما سنعقد لقاءات ثنائية بين رواد الأعمال البحرينيين والمصريين".