حذيفة ابراهيم:

قال الملحق العسكري في سفارة المملكة المتحدة لدى البحرين مقدم بحري اندرو برايس إن البحرين عانت بسبب جماعات متطرفة لم تستهدف فقط رجال الأمن بل المدنيين، مشدداً على أهمية ان تعمل بلاده مع دول الخليج لتطوير خبراتها في مجال مكافحة العبوات الناسفة.

وأشار،على هامش انعقاد مؤتمر تعزيز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا في مجال مكافحة العبوات الناسفة الذي بدأ اعماله أمس في المنامة بمشاركة خبراء من الجانب البريطاني ودول الخليج إلى أن منطقة الشرق الأوسط لا تواجه التحدي الأمني بمفردها لاسيما بعد استهداف عدداً من الدول الأوروبية مما يؤكد أن التحدي الأمني بات تحدياً عالمياً يجب التعامل معه عبر تطوير الخبرات.


وحول عقد المؤتمر في البحرين قال برايس"بلا شك إن إحدى أهم الملفات التي تم مناقشتها خلال القمة الخليجي- البريطانية التي عقدت في البحرين في ديسمبر الماضي بحضور رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي كان الملف الأمني في دول الخليج، نتطلع إلى أن تعقد قمة أخرى في لندن هذا العام، لذلك تم الاتفاق على عقد هذا المؤتمر في البحرين".

وحول ما اذا كان هناك تطلع لعقد المزيد من التدريبات المشتركة بين دول الخليج وبريطانيا في مجال مكافحة العبوات الناسفة قال المقدم برايس" بالطبع لقد تم عقد العديد من التدريبات المشتركة بيننا وبين الجانب البحريني في مجال مكافحة العبوات الناسفة، وكما تعلمون لدينا مركز تسهيلات بحرية وهناك سبعة سفن وهناك المزيد من القوات العسكرية البريطانية الموفدة الى البحرين، وهذا يأتي في سياق تعزيز العلاقات بكافة مجالاتها بين البحرين وبريطانيا والتي تمتد الى 200 سنه".

وحول تقيمه للتحدي الأمني بالنسبة للبحرين لاسيما استهداف رجال الأمن بعبوات ناسفة قال المقدم برايس" لا اعتقد ان التحدي الامني فقط في منطقة الشرق الاوسط، يمكن النظر الى ما شهدته بعض الدول الاوروبية وهذا يعني امام تحدي عالمي يجب العمل بشكل مشترك لمواجهته، كما ليس بالضرورة ان يكون هناك تخطيط لاستهدف منشأت محددة، فقد يمكن وضع عبوات ناسفة في شارع عام واستهداف المدنيين، بالنسبة للبحرين كان هناك وضع صعب مع جماعات متطرفة، وهذه الجماعات لم تكن تستهدف الشرطة فحسب،، بل أيضاً تستهدف المدنيين، وكم من الناس الذين أصيبوا نتيجة هذه العبوات الناسفة، ما نريده هو أن نتعلم من البحرينيين وبقية الخليجيين وأن يتعلموا منا كي نستطيع أن نطور خبراتنا في هذا المجال معاً، لدينا خبرات بالتعامل مع العبوات الناسفة في العراق وأفغانستان، ونستطيع أن نتعلم من بعضنا البعض، وقد تمكنا في هذا المؤتمر من جمع عدد كبير من الخبراء المشاركين من دول خليجية".

من جانبه قال الملحق العسكري في سفارة بريطانيا لدى العاصمة العراقية بغداد العميد جاريث كوليت أن من الصعب الحد من المواد المستخدمة في صناعة العبوات الناسفة بشكل مطلق لكن ما يجب التركيز عليه هو انتقال تقنيات توظيف هذه المواد في صناعة العبوات.

وأشار العميد كوليت في تصريحات للصحافيين إلى أن أسوأ التحديات المتعلقة بمكافحة العبوات الناسفة هو توفر تقنيات تصنيعها وانتشار أيدلوجيات تدعو لاستخدامها لقتل الناس مثل ما يعرف بـ تنظيم "داعش".

وفي سؤال حول المؤتمر قال العميد كوليت" هذا المؤتمر يركز على العبوات الناسفة وتحديداً ما هو يستخدم من قبل جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وما نركز عليه هو كيف يمكن إعداد القوات الأمنية المختصة للتعامل مع هذه العبوات الناسفة واكتشافها وتفكيكها والتقنيات التي يتم التعامل من خلالها مع هذه العبوات وكيف يمكن حماية المدنيين من خطرها القاتل، وكذلك التتبع الاستخباراتي لطرق تصنيعها واستخدام شبكات الانترنت لهذه الأهداف، وبالتالي المسألة لا تتعلق فقط بالأشخاص الذين يقومون بزرع هذه العبوات او تفجيرها بل المصنعين لها والمبتكرين لطرق تصنيعها واستخدامها وكذلك تمويلها".

وفي سؤال حول لماذا البحرين تحديداً يتم تناول موضوع يتعلق بالعبوات الناسفة قال العميد كوليت" البحرين من الدول المهتمة بشكل خاص بموضوع العبوات الناسفة، وقد أتيت من بغداد من أجل هذا المؤتمر بحكم خبرتي بالتعامل مع العبوات الناسفة منذ 25 عاماً، وقد كان هناك مطلب بحريني أن تكون استضافة هذا المؤتمر في المنامة بحضور وفود خبراء خليجيين، ما نريده هو أن نعمل معاً لنطور خبراتنا في هذا المجال".

وفي سؤال حول أسوأ التحديات المتعلقة بمكافحة العبوات الناسفة قال العميد كوليت" أعتقد أن أسوأ هذه التحديات هو توفر التكنولوجيا المصنعة لها، والتحدي الآخر هو التنظيمات المتطرفة مثل تنظيم "داعش " التي تنشر أيدولوجيات تشكل بيئة حيوية لاستخدام العبوات الناسفة واستهداف المدنيين، لذلك أعتقد أن التكنولوجيا والأيدلوجيات المتطرفة هم اسوء التحديات".

وفي ردٍ على سؤال ما إذا كان هناك خطر حقيقي حيال العبوات الناسفة في منطقة الخليج تحديداً قال العميد كوليت" المسألة تتعلق بالتقنيات المرتبطة بها وكذلك وجود مغذٍ لاستخدامها عبر الأيدلوجيات المتطرفة، وبالتالي أي بلد تواجه تهديداً من هذه التنظيمات يجب أن تكون على استعداد للتعامل هذا التحدي، مثال على ذلك بلادي بريطانيا لم تكن مستعدة للتعاطي مع تحديات الأوضاع في أفغانستان كما هو الحال بالنسبة للعراق، لكن التحدي الذي جاء من العراق والوضع السوري بات يفرض معطى جديداً لاسيما في ظل ظهور تنظيمات إرهابية".

وحول التدريبات المشتركة قال العميد كوليت" بالطبع نرغب بالتدريبات المشتركة، ونحن على اتم الاستعداد للتعاون مع دول الخليج في هذا المجال".

وفي رده على سؤال حول ما كان المواد المصنعة لها دائماً هناك صعوبة للوصول إليها أم أن هناك مواد قد تستخدم في التصنيع هي أصلاً متوفرة لدينا قال العميد كوليت" هذا أحد أهم التحديات، هناك بعض المواد المستخدمة في تصنيع العبوات الناسفة هي متوفرة في حياتنا بشكل طبيعي، مثال لا تستطيعين أن تمنعي بعض الأسمدة أو السكر وهي قد تدخل في صناعة المتفجرات،لذلك أي شيء يمكن أن يستخدموه في صناعة المتفجرات، وهذا ما تفعله التنظيمات الإرهابية وبالتالي لا نستطيع أن نحد من توفر المواد التي قد يستخدمها الإرهابيون في تصنيع العبوات الناسفة، لكن هناك مواد قد تدخل في التصنيع يمكن مراقبتها وهذا بالطبع يحتاج لجهد استخباراتي.