لأتباع «الحشد الشعبي» و«حزب الله» وعوائل الإرهابيين في البحرين، الذين تبنوا مشروع تأسيس الدولة الإيرانية الإرهابية في البحرين واليوم هم ممتعضون من تقلب وتلون بعض أعضاء «الوفاق» وممارستهم لخط العودة وتلميحاتهم بالحوار، بعد فشل مشروعهم الذين تسرعوا في وهم اقتراب نيل قطافه، ترى هل سمعتم يوماً بالجاسوس المزدوج؟

في علم المخابرات هناك تصنيفات عدة لعملاء المخابرات من بينها العميل المزدوج وهو العميل الذي يكون مع وطنه وفي نفس الوقت هو جاسوس ضد وطنه! إن مهنة الجاسوسية التي تعتبر تاريخياً ثاني أقدم مهنة بعد الدعارة والتي قوامها يقوم على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الخام من الأعداء والأصدقاء في أوقات الحرب والسلم والعمل مع مراعاة فهم الوضع العسكري والاقتصادي والسياسي للدولة المراد التجسس عليها وبمناسبة هذا الكلام ألا يذكركم هذا بصنيع أعضاء «الوفاق» معكم؟ ألا يذكركم بكلام المرزوق وهو يدعوكم للتعاون معاً لحل المشكلة الاقتصادية؟ ألا يومض في ذاكرتكم صنيعهم داخل مجلس النواب وهم يجمعون المعلومات ويعدون التقارير ضد الدولة وينشرونها بالخارج وبنفس الوقت يحاولون تمكين أنفسهم في مناصب وزارية وحكومية ويطوون ملفاتكم ويهملون مطالبكم من مجلس النواب مقابل محاصصاتهم السياسية؟

هل لاح في أفق ذاكرتكم تصريحاتهم وبياناتهم وهم «يجذبون الجذبة ويصدقونها» عندما كانوا بالباطن يشجعونكم على إرسال أبنائكم إلى معسكرات العراق وسوريا للتدريب مع جماعات إرهابية متطرفة تتبنى مشروع «ولاية الفقيه» وتتحرك بأوامر من إيران الإرهابية ومن ثم العودة لممارسة الإرهاب العلني في البحرين وعند كل تفجير وعملية استشهاد لرجل أمن أو مواطن يتبرؤون منكم ويدعون أنهم ينبذون العنف والإرهاب والتطرف؟

دعونا أيضاً نذكركم بموقفهم مع الإرهابي عيسى قاسم عندما أمرهم في عام 2004 من خلال فتوى بتحريم تقاعد مجلس النواب حينما قال «التقاعد تكريس للطبقية الفاحشة ومقايضة خسيسة ومسايرته منافية للتوجه الرسالي الواعي والحس الإسلامي الحي ومسقطة لسمعة الدين ومضعفة للواقع الديني على الأرض حاضراً ومستقبلاً، وهذا ظلم فاحش كبير»، هل تتذكرون بعد تلك الفتوى كيف قام بعض أعضاء مجلس النواب من المحسوبين على «الموالين للدولة كما تسمونهم» بطرح موضوع تقاعد النواب بشكل اختياري منعاً لإحراج «ربعكم» الوفاقيين؟

دعونا نخبركم وقد كنا وقتها نتابع الموضوع من خلال أروقة مجلس النواب وكان بعض أعضاء مجلس النواب من بينهم النائب السابق جاسم السعيدي يتصل علينا كصحافة ويطلب منا فضح ما يحدث خلف الكواليس من قبل الوفاقيين الذين كانوا يحاولون التفاوض مع الكتل النيابية لتمرير مشروع تقاعد النواب بشكل إلزامي لا اختياري بعد أن تداول مجلس النواب في جلسته أنه يجب على كل من يود من النواب أن يحصل على راتب تقاعدي بعد انتهاء خدمته أن يسجل اسمه، والكل يدرك يومها ماذا حصل بعد تلك الجلسة، وكيف وقف أحدهم الذي كان يملأ جلسات مجلس النواب بالصراخ المصطنع ويهوى الدندنة على لحن المظلومية على باب مكاتب أعضاء الكتل النيابية يترجاهم ألا يصوتوا على جعل التقاعد اختيارياً لكونه إن مرر اختيارياً فسوف تكون فضيحتهم كبيرة في شارعهم كما أنهم لن يتمكنوا من أخذه «مجاهرة» بعد فتوى عيسى قاسم، لذا فإن خيار جعله إلزامياً خير «ترقيعة» لمضي المسألة وجعله مسمار جحا في أن التقاعد فرض عليهم!

حاولوا أن تستعيدوا ذاكرتكم بعد تلك الجلسة والتسريبات التي تمت للصحافة عن مواقف أعضاء الوفاق من تحت الطاولة وبعيداً عن الأضواء وكيف أن الجلسة التي بعدها تم تمريره بشكل إلزامي مقابل تحالفات ومصالح في التصويت لتمرير مشاريع وقوانين الكتل النيابية الأخرى «اخدمني واخدمك!». وللحديث بقية.