كرة القدم البحرينية تستحق أكثر مما نفعله من مساعي واجتهادات لإعادة البريق لها، فبالإضافة لكونها اللعبة الشعبية الأولى عالمياً فهي بالنسبة لنا البوابة التي انطلقت منها رياضتنا البحرينية قبل ما يقارب الثمانية والتسعين عاماً وإن كنا لم نحقق طيلة هذه السنوات سوى ألقاب إقليمية لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة وهو ما لا يلامس طموحاتنا إطلاقاً !

مساعي النهوض بكرة القدم البحرينية ليست محصورة بين جدران الاتحاد البحريني لكرة القدم، إنما هي مفتوحة لكل من يجد في نفسه إمكانية طرح الحلول، وإن كانت مسؤولية الهيئات الرياضية الرسمية كالمجلس الأعلى للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية ووزارة شؤون الشباب والأندية الوطنية تأتي في المقام الأول لبحث الوسائل التي يمكن من خلالها أن تنهض كرة القدم البحرينية على الصعيد المحلي والخارجي لتواكب التطور الملحوظ الذي وصلت إليه هذه اللعبة.

لذلك فإن ندوة مجلس الدوي التي انعقدت مساء أمس السبت ما هي إلا تعبير صادق ورغبة شعبية جادة لإعادة كرة القدم البحرينية إلى المكانة التي تليق بها وبتاريخها الطويل، وهي مبادرة إيجابية سبقتها مبادرة مماثلة من نفس المجلس قبيل انطلاق منافسات الموسم الحالي..

ليس بالضرورة أن تتمخض مثل هذه الندوات عن قرارات قاطعة كما يعتقد البعض، إنما يكفي الخروج بمقترحات وتوصيات من شأنها أن تعين اتحاد اللعبة على وضع خارطة طريق للنهوض باللعبة، ولإيصال رسالة جادة إلى من يعنيهم أمر الرياضة البحرينية عامة وكرة القدم خاصة لكي يتحركوا دعماً لاتحاد اللعبة مادياً ومعنوياً ولوجستياً بحثاً عن أنجع الحلول وأسرعها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان !

حتى إعلامنا الرياضي أصبح اليوم مطالباً بتوجيه جل اهتمامه للمساهمة في النهوض بكرة القدم بدلاً من المبالغات والبهرجات الإعلامية المكشوفة لفعاليات موسمية أقرب إلى الترفيهية على حساب المسابقات الرسمية التي تصب مخرجاتها في خانة المنتخبات الوطنية !

لا بد أن نساهم جميعاً في انتشال كرة القدم البحرينية من معاناتها كل من موقع مسؤوليته ما دمنا جميعاً نتمتع بشرف الانتماء إلى هذا الوطن الغالي وما دامت كرة القدم البحرينية جزءاً لا يتجزأ من هذا الانتماء.