هذه هي «تغريدة» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور وصوله إلى المملكة العربية السعودية يوم أمس، والتي أكملها بقوله إنه يتطلع للاجتماعات التي ستجمعه مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ونصره.

بدوره الملك سلمان رد عبر «تويتر» بقوله: «نرحب بفخامة الرئيس الأمريكي في المملكة. ستعزز زيارتكم تعاوننا الاستراتيجي، وستحقق الأمن والاستقرار للمنطقة والعالم».

المتأمل في مشهد اللقاء التاريخي يوم أمس بين الملك سلمان والرئيس ترامب، والمصافحة التي تمت بينهما، يلاحظ الاهتمام الكبير الذي بدا على الرئيس الأمريكي، عيناه تركزت على الملك الخليجي القوي، مشهد يختصر كل الكلام، هذا لقاء عمالقة هدفه التعاون المشترك في مجالات عديدة.

شاهدنا الملك سلمان في حديثه وجلوسه مع ترامب، وحتى أصغر التفاصيل كانت محط اهتمام، شرب القهوة ومسك الفنجان والتلويح به، عملية شرحها بابتسامة ملكية وأريحية الملك سلمان لترامب الذي بدوره تعامل مبتسماً مع المعلومة وطبقها.

يوم أمس تركزت لقاءات ترامب على تعزيز التعاون مع السعودية ومنطقة الخليج العربي، وركزت على الجوانب الاقتصادية ودعم التجارة المتبادلة وزيادتها وتعزيزها بما يخدم صالح الجميع.

هناك اتفاقات اقتصادية وقعت، وكانت صحيفة «واشنطن تايمز» قد أشارت لصفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار أمريكي، في وقت يأمل فيه ترامب أن تسفر زيارته واجتماعاته التاريخية مع قادة الخليج والعرب والعالم الإسلامي عن «إعادة صياغة التحالف الدولي الجديد ضد الإرهاب»، وكيف أن الجهود بين الحلفاء والأصدقاء يفترض أن تنصب للدفاع عن شعوب هذه البلدان في مواجهة الإرهاب والتطرف والتشدد.

مازال البعض لم يستوعب المشهد الحاصل، مازالت بعض الجهات المغرضة لدولنا لا تصدق بأن الرئيس الأمريكي بدأ أول زياراته الخارجية من المملكة العربية السعودية، وأن أول القادة الذين سيجتمع بهم هم قادتنا الكرام، قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والذين سنترقب قمتهم اليوم والتي تتبعها قمة تجمعهم مع الرئيس الأمريكي.

المحنك وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إن هناك كثيرين يحاولون أن يوجدوا ثغرات بين سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في شأن الشراكة القوية الدائمة لمواجهة خطر التطرف العنيف، لكنهم لن يحققوا مآربهم، إذ إن موقف الرئيس ترامب والكونغرس الأمريكي منسجم بالكامل مع موقف السعودية، وهناك اتفاق حول العراق وإيران وسوريا واليمن، والمهم أن العلاقة تأخذ منحى تصاعدياً.

باراك أوباما حاول صناعة فراغ أمريكي في المنطقة، وبدأ ذلك بالانسحاب «المحسوب» من العراق يتركه لقمة سائغة لإيران، وبعدها أبرم الاتفاق النووي مع خامنئي، وأفرج التجميد عن مليارات الدولارات الإيرانية، وفوق ذلك «هز» أركان التحالف الأمريكي مع دول الخليج وعديد من الحلفاء.

الرئيس ترامب بين ظهرانينا الآن لتصليح ما أفسده سلفه، إدراكاً منه لقوة دول الخليج العربي مجتمعة، وأنه لا يمكن اليوم بأي حال من الأحوال أن تعادي دولاً هي ترى فيك صديقاً وحليفاً قوياً، طالما كان التحالف قائماً على النزاهة والصداقة الحقيقية ودعم المصالح المشتركة.

التركيز اليوم على قمة القادة الخليجيين مع ترامب، ومن ثم القادة العرب والمسلمين معه، إضافة لما سيقوله الرئيس الأمريكي عن الإسلام وبيانه كيفية التعامل مع الحركات المتطرفة التي تسعى لتشويه صورة الإسلام.

لدينا اليوم حليف قوي، هو بنفسه يعلن وبكل صراحة رغبته في التعاون والتحالف القوي مع الخليج العربي، هو بنفسه قرر أن يزورنا قبل الكل ويجتمع بقادتنا، وكلها مؤشرات تدعو للتفاؤل، وتثير القلق والتوجس لدى تلكم الأطراف التي كانت تريد البناء والاستفادة على ما «خربه» أوباما بسياسته «الغبية» مع دولنا.

فخامة الرئيس ترامب، الخليج العربي بقيادته وشعوبه ترحب بك، وتأمل أن تكون هذه بداية خير لتحالف صادق يخدم الجميع، ويحقق السلام ويعزز الأمن لمنطقتنا، ويقضي على الإرهاب وبؤره.