أغلب التقديرات تؤكد أن تعداد المسلمين في العالم يتراوح بين 1.62 مليار إلى 1.8 مليار مسلم، المهم في الموضوع أن من لبى دعوة المملكة العربية السعودية لحضور القمة الإسلامية الأمريكية هم قادة 55 دولة إسلامية، يبلغ تعداد سكان دولهم 1.5 مليار مسلم، نعم هذا هو ثقل المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي أنت تتحدث عن أكثر من 90% من العالم الإسلامي لبوا دعوة المملكة العربية السعودية، أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين، فأي سحاب ذلك الذي تريد إيران أن تناطحه؟!! للعلم تعداد سكان إيران وصل إلى 80 مليون نسمة، الشيعة منهم 60 مليون على أحسن تقدير، وتشير التقديرات إلى أن عدد الشيعة المنتشرين في العالم العربي وغير العربي لا يتجاوز 10% من العالم الإسلامي، وهم من تدعي إيران أنها تتحدث باسمهم، ورغم أن ذلك غير صحيح أبداً، إلا أنه حتى لو صح فإن ذلك لن يزيد عن 10% ومع ذلك تحلم إيران أن تقود «العالم الإسلامي» وتخضع العالم العربي قسراً لها!! بماذا فكر «المدمور» أوباما حين قال نريد أن نخلق توازناً في المنطقة، أو أن على السعودية أن تتفاهم مع إيران على مناطق النفوذ، أي توازن بين 90% مع 10%؟

إنما ما كانت إيران لتشطح بخيالها لولا أنها وجدت دعماً أمريكياً من تلك الإدارة التي استدرجها لذلك الفخ الذي أوقعت نفسها فيه، فظنت أن الدنيا قد دانت لها وأن قهر الشعوب العربية حلم سيتحقق بذلك الدعم الأمريكي بعد طول انتظار، فرمت بنفسها دون حسبان للعقبات، وجرت معها مجموعات صغيرة من العرب صدقت أن إيران ستقود العالم الإسلامي بحصانهم الطروادي، فوجدت إيران في تلك المجموعات الصغيرة في عالمنا العربي قرابين وأحذية لأقدام ملاليها، أقنعوهم أن إيران ممكن أن تطأ أرضنا العربية من خلال تواطئهم معها ومن خلال الدعم الأمريكي، فجروا ونصبوا المنصات وصاحوا «باقون حتى يسقط النظام» والنتيجة هي فساد للعلاقات الاجتماعية والسياسية بين الطوائف الشيعية في العالم العربي مع شركائهم في الأوطان، وشرخ كبير سيدفع ثمنه أجيال قادمة من أبناء الطائفة تتحدث عن الخيارات المتبقية المتاحة ومنها الهجرة!! الفساد في العلاقة بين الشيعة والسنة طال كل الدول العربية لا البحرين فقط، حتى لا تسارع تلك المجموعة وصحيفة «باقون حتى يسقط النظام» وتبذل جهدها في البحث عن الشماعات لتلقي عليها أوزارها، فتلقي على الإعلام البحريني وعلى الكتاب وعلى الجن الأزرق سبب فساد تلك العلاقة وتستثني نفسها وما جرته على أبناء طائفتها، وتستثني قادتهم الدينيين والسياسيين والإعلاميين مما جروهم إليه.

الفساد طال العلاقة بين الشيعة والسنة في العراق ولبنان وسوريا واليمن، لأن مجموعة «باقون حتى يسقط النظام» واحدة من البحرين لليمن في كل تلك الدول، هم ذاتهم جماعة الجلبي والحوثي وحزب الله في لبنان، جميعهم حملوا شعاراً واحداً «باقون حتى يسقط النظام» وجميعهم دعمتهم إيران والولايات المتحدة الأمريكية لإسقاط أنظمتهم، ونجحوا في العراق وفي لبنان، حتى جاء اليوم الذي انقلبت فيه الموازين، فباعهم الاثنان وتركوهم في مواجهة مصيرهم، باعوهم فبقوا وحدهم في مواجهة من خانوهم وانقلبوا عليهم، فأخرجوا قراطيس الاضطهاد والمظلومية والتهجير، وقد كانوا مواطنين تأتيهم أرزاقهم رغداً آمنين في أوطانهم بين إخوانهم.

من أفسد العلاقة بين الشيعي والسني في العراق ليس الإعلام البحريني ولا النظام السياسي البحريني، وكذلك من أفسد العلاقة بين السني والشيعي في لبنان وفي سوريا وفي اليمن وفي الكويت وفي السعودية لم يكن الإعلام البحريني ولا النظام السياسي البحريني، بل أفسدته مجموعة واحدة في جميع تلك الدول العربية هي التي أطاعت وليها الإيراني، وهي التي صدقت أن أمريكا ستنصرهم وجلست في السولدير في لبنان وجلست في دوار صنعاء في اليمن وجلست في دوار مجلس التعاون في البحرين وصرخت بأعلى صوتها وبنشوى لن ننساها أبداً تتغنى بالدعم الأمريكي وتقرأ لهم التحايا الأمريكية والرسائل الأمريكية وتسمع لصراخ «باقون حتى يسقط النظام» فتطرب آذانها فيزيدون النار حطباً وتنبههم بأن «الفرصة» المتاحة لهم لم تسنح لأجداد أجداهم، وكان المشروع موجوداً عند أجداد أجداهم، ضللهم الأمريكي «فيلتمان» فأمضى في جولته في دول الربيع العربي ثلاثة أيام لكنه جلس في البحرين خمسة أيام، فخرج مندوب الأمريكان البحريني ليقول لهم أنتم من صنع التاريخ أنتم من أجبرتم فيلتمان ليبقى عندكم خمسة أيام، لأنه سعيد بإنجازاتكم فيعلوا الصراخ «باقون حتى يسقط النظام»!!

لا أدري ما هو شعور زعماء تلك المجموعة «الدينية والسياسية والإعلامية» التي ضللت شبابها وأضلتهم، وضاعت وأضاعتهم وأفسدت العلاقة التاريخية التي جمعت سنة العرب وشيعتهم في أوطانهم، لا أدري ما هو شعورها وهي ترى الرئيس الأمريكي هابطاً من سلم الطائرة وليس مساعد وزير خارجيته، ليقول لهم (GAME OVER)؟!!