أوصى الملتقى الإعلامي الأول في ختام فعالياته الأحد ببناء استراتيجية إعلامية خليجية موحدة على المستوى العربي والدولي للتعامل مع الإرهاب إعلامياً وفكرياً.

واختتمت الجامعة الخليجية الأحد فعاليات الملتقى الإعلامي الأول والمعنون بـ "الإعلام وتحديات الخليج العربي" والذي أقيم تحت رعاية وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي في مبنى الجامعة الخليجية الرئيس وبمشاركة شخصيات أكاديمية وإعلامية وسياسية واقتصادية من كافة أنحاء الوطن العربي حيث استعرضوا أبرز التحديات الأمنية والاقتصادية لدول الخليج العربي في ظل التغيرات السياسية والإعلامية الدولية.


وانطلقت فعاليات الملتقى بحضور نائب راعي الحفل وكيل وزارة شؤون الإعلام عبد الرحمن بحر، د. منى الزياني رئيس مجلس أمناء الجامعة الخليجية، د.مهند المشهداني رئيس الجامعة الخليجية وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى البحرينيين وسفراء الدول العربية بمملكة البحرين بالإضافة إلى جمعٍ غفيرٍ من الإعلاميين والمهتمين بالإعلام.


وقال رئيس قسم الإعلام بالجامعة الخليجية الدكتور صابر حارص في كلمته التي ألقاها: "جاء هذا الملتقى الإعلامي استشعاراً من قسم الإعلام بالجامعة الخليجية لتوجيهات مجلس التعليم العالي بمملكة البحرين للمتغيرات على المستويين الأمني والاقتصادي والتي لا يمكن للقسم أن يتجاهلها، حيث جاء هذا الملتقى الذي يهدف إلى إرسال رسالة مفادها كيف يمكن للإعلام الخليجي أن يدعم التحديات الأمنية والاقتصادية ببلدان الخليج العربي".

وتابع حارص قائلاً: "إن الممارسات المهنية وغير المهنية للإعلام قد تسهم في هدم أو بناء الإقتصاد القومي في الوقت نفسه حيث يعلم الجميع إن الإعلام كان ومازال يُستخدم لتغذية الفكر المتطرف والتحريض على العنف والإرهاب، في الوقت الذي يستطيع أن يكون فيه الإعلام حلاً مثالياً لكل ذلك عند الالتزام بأخلاقياته ومهنيته".

وأضاف: "يوجد علاقة وثيقة ومترابطة بين الاقتصاد والأمن فكلما تدهور الأمن القومي للبلاد كلما تأثر الاقتصاد الوطني بالخليج العربي مما يدعو إلى إنفاق أموالٍ طائلة لمواجهة الأفكار المتطرفة والقضاء على أحداث العنف والإرهاب".

من جهته أكد رئيس الجامعة الخليجية الدكتور مهند المشهداني أن الملتقى يهدف إلى تعزيز دور البحث العلمي في الجامعة الخليجية من خلال مشاركة نخبة من الخبراء والمختصين مما يسهم في دفع عجلة البحث العلمي وتعزيز مكانة مملكة البحرين في هذا الجانب على مستوى العالم.

وأكد وكيل وزارة شؤون الإعلام عبد الرحمن بحر أهمية تعزيز الشراكة بين المؤسسات الإعلامية والتعليمية والثقافية الخليجية في ترسيخ الهوية العربية والإسلامية وتكريس قيم المواطنة والتسامح، وتعزيز مسيرة التعاون والانتقال نحو الاتحاد الخليجي كنواة فاعلة للوحدة العربية المنشودة، وخيار استراتيجي لتعزيز القدرات الخليجية والعربية على مواجهة التحديات كافة.

وأشار إلى حرص الوزارة على توطيد الشراكة مع الجامعات الوطنية في النهوض بالرسالة الإعلامية بما يواكب مسيرة المنجزات التنموية والحضارية المتواصلة خلال العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.

وبدأت الجلسة الأولى للملتقى بمحاضرة قيمة عن الإعلام والمجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والتي قدمها: د. مفيد شهاب وزير التعليم والبحث العلمي ووزير الشؤون البرلمانية السابق بجمهورية مصر العربية تلتها محاضرة أخرى استعرضت تجربة الخليج العربي في التصدي للإرهاب قدم ورقتها عايد المناع، ثم محاضرة أخرى عن الإعلام الجديد والإرهاب، المشكلة والحل للأستاذ الزائر بالجامعة الخليجية الدكتورة استقلال العازمي، وأخيراً محاضرة عن الإرهاب واقتصاديات الخليج العربي للدكتور عمر العبيدلي من مركز البحرين للدراسات الإستراتيجية والطاقة.

واستعرضت الجلسة الثانية الإعلام والتحدي الاقتصادي والتي أدارتها الإعلامية سهير المهندي، واشتملت محاضرة كيفية دعم الإعلام للاقتصاد الخليجي عموماً والبحريني خصوصاً للبروفيسور حبيب الله محمد الركستاني أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.

وبدأت بعدها محاضرة كيف تدعم المؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة الإعلام الخليجي خصوصاً في البحرين لرئيس جمعية الصحفيين مؤنس المردي، ثم دعوة للاستشراف وطرح المقترحات حول سبل الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، والملامح الرئيسة لمستقبل الاقتصاد الخليجي في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية.

وخلص المشاركون في الملتقى إلى عشر توصيات وهي:

بناء استراتيجية إعلامية خليجية موحدة على المستوى العربي والدولي للتعامل مع الإرهاب إعلامياً وفكرياً.

تأسيس مرصد إعلامي خليجي لتقييم أداء الإعلام الخليجي في معالجاته لأحداث الإرهاب وأفكار التطرف.

ضرورة استفادة الإعلام من الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب سواء على مستوى وزراء الداخلية أو مجالس الوزراء وأهمية إعادة النظر في تناول الإعلام لأحداث الإرهاب.

تأهيل الإعلاميين في الخليج العربي عبر برامج متخصصة في التعامل مع أحداث الارهاب وأساليب تغطياته الصحفية والاعلامية.

تقديم خطاب ديني يفند كل مزاعم وأفكار التطرف التي يتصور بعض الشباب إنها افكار جهادية.

العمل على مخاطبة الجمهور غير العربي في أوروبا وأمريكا وغيرها بخطاب إعلامي وديني يناسب عقليتهم وثقافتهم حيث سيبث هذا الخطاب على وسائل إعلام عربية دولية تتحدث باللغات الأجنبية.

توظيف الكفاءات الخليجية والعربية في الخارج لدعم الخطاب الديني المعتدل وخدمة السلام والاستقرار بالخليج العربي.

إنشاء مركز إعلامي متخصص في الاقتصاد الخليجي يستهدف خلق الاقتصاد المعرفي والإعلام المعرفي لتحقيق التنمية المستدامة وولادة المشاريع الانتاجي وتأهيل طلبة الإقتصاد والفنون الإعلامية المختلفة التي تؤهلهم للتعاطي مع الإعلام الاقتصادي.

تأهيل الإعلاميين بالنظم والسياسات الاقتصادية حتى يتمكنوا من المعالجات الاقتصادية بشكل مهني.

افتتاح أقسام جديدة للإعلام الاقتصادي يؤهل خريجيه لممارسة الكتابة والبحث الاقتصادي بشكل إعلامي وأسلوب مهني يمكنه من معالجة الازمات الاقتصادية وفترات التحول التي تمر بها منطقة الخليج خاصة والمنطقة العربية عامة.

وفي ختام أعمال الملتقى، قام وكيل وزارة شؤون الإعلام، بتكريم المتحدثين والمشاركين في الملتقى الإعلامي، ومن أبرزهم: د. مفيد شهاب وزير التعليم والبحث العلمي ووزير الشؤون البرلمانية السابق بجمهورية مصر العربية، د.حبيب الله التركستاني أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، د.عايد المناع مستشار جمعية الصحفيين الكويتية، د.استقلال العازمي أستاذة العلوم السياسية من الكويت، د. صابر حارص رئيس قسم الإعلام بالجامعة الخليجية، الإعلامية والأكاديمية د.سهير المهندي، مؤنس المردي رئيس جمعية الصحفيين البحرينية، ود.عمر العبيدلي مدير برنامج الدراسات الدولية والجيوسياسية بمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة.