القدس المحتلة - (أ ف ب): دعا الرئيس الامريكي دونالد ترامب الثلاثاء في القدس الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى تقديم تنازلات من اجل السلام واتخاذ "القرارات الصعبة" التي يترتب عليها الامر. ووصل ترامب مساء الثلاثاء الى روما حيث سيلتقي البابا فرنسيس الاربعاء قبل ان يواصل جولته الى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الاطلسي وصقلية للمشاركة في قمة مجموعة السبع. وفي وقت سابق، قال ترامب في خطاب ألقاه في متحف اسرائيل بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين في الحكومة الاسرائيلية "صنع السلام لن يكون سهلا". وبحسب ترامب، فإن "الجانبين سيواجهان قرارات صعبة. ولكن مع التصميم والتنازلات والاعتقاد بأن السلام ممكن، يستطيع الاسرائيليون والفلسطينيون التوصل الى اتفاق". وتعهد ترامب مرة اخرى بأنه "ملتزم شخصيا" بمساعدة الجانبين على التوصل الى اتفاق لانهاء الصراع المستمر منذ قرابة 70 عاما. ولكنه لم يقدم اي تفاصيل حول خططه لتقديم محادثات السلام، او كيف سينجح حيث فشل الرؤساء الامريكيون الذين سبقوه. ولم يأت ترامب في زيارته القصيرة التي استمرت لاقل من 30 ساعة، على ذكر حل الدولتين الذي يبقى المرجع الاساسي للاسرة الدولية لحل الصراع. وجاء خطاب ترامب بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس صباح الثلاثاء في مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة. وحول هذا، قال ترامب "اجتمعت مع الرئيس عباس وبامكاني ان اقول لكم ان الفلسطينيين مستعدون للوصول الى السلام". وتابع "اعلم انكم سمعتم هذا من قبل. ولكن اقول لكم- هذا ما اقوم به- انهم مستعدون للوصول الى السلام. وفي لقائي مع صديقي العزيز بنيامين نتنياهو- استطيع ان اقول لكم انه ايضا يريد الوصول الى السلام". وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الامريكية حول هذا الموضوع في أبريل 2014. وتضمن الخطاب ايضا بعض المقاطع التي دافع فيها ترامب بشدة عن اسرائيل وتعهد بحماية اسرائيل من اعدائها، بما في ذلك ايران، التي اكد انها لن تقوم ابدا بحيازة سلاح نووي. وتعهد ترامب ايضا بأن ادارته ستقف دائما بجانب اسرائيل، ما دفع بنتنياهو الى الوقوف ليصفق له. وقبل الخطاب، زار ترامب وزوجته ميلانيا النصب التذكاري لإحياء ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية في القدس "ياد فاشيم"، ووضع اكليلا من الزهور قبل ان يلقي كلمة مقتضبة. وكانت الاراضي المحتلة المحطة الثانية في الجولة الاولى التي يقوم بها ترامب، بعد ان زار السعودية ليومين ودعا فيها قادة العالمين العربي والاسلامي الى مواجهة الارهاب. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كرر مرة اخرى تمسكه بحل الدولتين كسبيل وحيد لحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. وقال في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع ترامب في بيت لحم "نؤكد لكم مرة أخرى على موقفنا باعتماد حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش جنبا الى جنب مع إسرائيل في أمن وأمان وحسن الجوار". واكد الرئيس الفلسطيني ان "مشكلتنا الحقيقية مع الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف إسرائيل بدولة فلسطين، كما اعترفنا بها، الأمر الذي يقوض تحقيق حل الدولتين". وتأتي زيارة ترامب على خلفية توتر متواصل منذ أشهر في الاراضي المحتلة تتخللها مواجهات وعمليات طعن وقتل ارتفعت حصيلتها الاثنين الى 266 شهيدا فلسطينيا. كما قتل 41 اسرائيليا وامريكيان واردنيان وإريتري وسوداني وبريطاني. واعلنت الشرطة الإسرائيلية الثلاثاء جرح فلسطيني بالرصاص بعدما حاول طعن شرطي من حرس الحدود الاسرائيلي في مدينة نتانيا داخل اسرائيل.