العديد من التوصيات والمقترحات التي تمخضت عنها ندوة مجلس الدوي مساء السبت الماضي جديرة بالاهتمام من قبل المعنيين في اتحاد كرة القدم وهذا ما وعد به المتحدث الرئيس في تلك الندوة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ علي بن خليفة آل خليفة الذي كان متجاوباً مع أسئلة واستفسارات الحضور.

المقترحات والتوصيات شملت زيادة فرق الدرجة الأولى وتخفيض عدد اللاعبين الأجانب وتقليص عدد اللاعبين المسموح بقيدهم في كشوفات الأندية إلى 25 لاعباً واستحداث مسابقة لمن هم دون ال 23 سنة والاشتراط بقيد لاعبين شبان في كشوفات الفريق الأول والالتزام بإصدار جداول ثابتة للمسابقات وتكثيف الاهتمام بالحكام باعتبارهم إحدى الواجهات الرئيسية للعبة والعمل على تحفيز الجماهير وتفعيل دور الاتحاد في الرقابة الفنية للدورات والبطولات الودية التي بدأت تتزايد من دون أن يكون لها مردود إيجابي على كرة القدم البحرينية إلى جانب مراقبة نشاط أكاديميات كرة القدم الخاصة التي بدأت في الانتشار في البحرين من دون أن يكون لاتحاد اللعبة دور في إشهارها أو معرفة أهدافها ومدى جدواها على مستقبل اللعبة في المملكة !!

تلك كانت أبرز ما دارت حوله مناقشات الندوة التي استغرقت ما يقارب الثلاث ساعات تفاوتت خلالها مستويات الحوار ولكنها كانت معبرة جداً عن المعاناة التي تعيشها كرة القدم البحرينية منذ فترة ليست بالقصيرة !

كثيرون يعتبرون هذه الندوة مجرد تكرار لمؤتمرات صحافية واجتماعات جانبية سابقة خاضت في نفس الموضوع وأنها مجرد استهلاك تنظيري لم يخرج بالحلول المأمولة، وقد اتفق معهم في ذلك غير أنني أرى أن مثل هذه الندوات المفتوحة تشكل ظاهرة صحية تعكس وعي المجتمع وتضغط باتجاه التصحيح حتى وإن كانت خارج إطار صناعة القرار..

لا يمكن أن نترك اتحاد كرة القدم وحيداً في الميدان ونطالبه بإيجاد الحلول طالما أن تدهور مستوى اللعبة الشعبية الأولى في البحرين يمسنا جميعاً ويدفعنا للوقوف جنباً إلى جنب مع الاتحاد بحثاً عن أنجع الحلول وهذا ما جسدته ندوة مجلس الدوي التي لم يكن ينقصها سوى الحضور والمشاركة الإعلامية الرياضية التي غابت عن المشهد مع أن وجودها كان أمراً ضرورياً باعتبارها شريكاً أساسياً في المنظومة الرياضية !

أتمنى أن يقدر الزملاء الإعلاميون وأخص بالذكر منهم الصحافيين والكتاب الرياضيين قدسية الرسالة التي يحملونها وأن يكونوا شريكاً فاعلاً في القضايا الرياضية والتصدي لأي اعوجاج..