تخيلوا لو أن شخصاً وقف ليحرض ضد النظام الشرعي في أي بلد، ويدعو لقتل رجال الشرطة، وتتكشف علاقته الوثيقة بنظام أجنبي خارجي له مطامعه، ويقود عمليات الدفع بالشباب لحرق البلد، ويمارس دور المحامي الأصيل عن الإرهابيين، تخيلوا ماذا ستفعل تلكم الدولة؟!

هل ستبقيه في بيته؟! هل ستحاكمه وتصدر عليه أحكاما مخففة؟!

انقلابيو البحرين مرتبطون بإيران مثل «الحبل السري» الذي يربط الجنين بمشيمة أمه وهو في بطنها، والذي بسببه كونه مصدر الغذاء الوحيد طوال الأشهر التي يقبع فيها في رحمها، يخرج وقد تأصلت لديه العاطفة لأمه.

بالتالي هم مع إيران كما الطفل مع أمه، لكننا إجابة على التساؤلات الأولى، ما نعرفه أن إيران لم ولن تسمح لأحد بأن يقوم لديها بلعب نفس الدور الذي يلعبه عيسى قاسم في البحرين، ولو كان لديهم مثله، والتاريخ يقول إن هناك عشرات الآلاف بأقل منه في مستوى مناهضتهم، لكن النظام الإيراني أعدمهم ونكل بهم وزج بهم في السجون.

قبل التعليق على عملية «تحرير الدراز» من براثن ممثل الولي الفقيه وأعوانه الذين حولوها لثكنة كما ثكنات «حزب الله» في لبنان، ورغم ذلك تجد إعلامهم الأصفر يقلب الصورة ويصف تأمين قوات الأمن مداخل هذه المنطقة بالـ «حصار»، أقول قبل التعليق على ما حصل، لابد وأن نضع نقاطا هنا على الحروف بشأن وضعية رأس التحريض عيسى قاسم، ولابد من إيصال كلام الناس للدولة.

إذ كيف يعقل أن شخصاً مثله يمارس التحريض علانية، علاقته بإيران صريحة وخامنئي بنفسه عمده بوصف «آية الله»، كيف بشخص يقوم بعمليات جمع أموال مشبوهة، نعرف تماماً أنها توجه لدعم الإرهاب والتخريب، كيف لشخص يدعو لقتل رجال الأمن، ويحرض الناس ليلة وعشية، ورأينا دوره الانقلابي العميل البشع خلال محاولة الانقلاب في الدوار، كيف يحكم عليه في النهاية بعام واحد دون النفاذ، وعن قضية الأموال فقط؟!

هذا كان السؤال يوم صدور الحكم، إذ لسنا في موقع نخادع فيه أنفسنا، ونحن الذين استهدفت بلادنا، وتم التطاول على رموزنا حكام البلد الشرعيين، بل وهددنا بالقتل وإهدار الدم، كيف تريدوننا أن نقبل باقتصار التهم على رأس التحريض على تهمة جمع الأموال المشبوهة؟!

هذا كان السؤال يومها، وكلنا في البحرين يدرك بأن دور ممثل خامنئي في البحرين أكبر من ذلك بكثير، دور يضعه في صدارة المتهمين بالخيانة العظمى.

لكن الحمد لله بأنها أيام فقط، بل سويعات حتى بدأت قوات الأمن البحرينية بإنهاء هذا «العبث» الذي طال واستفحل وتحول لمسلسل «سمج» لممثلي المظلومية وتابعي إيران، عملية رسالتها الرئيسة بأن هذا التطاول على القانون لن يسمح له بالاستمرار، هذا العبث بمقدرات البشر وإقلاق حياتهم وسد طرقاتهم، وتهديدهم رغم أنهم سكان المنطقة، هذه الهرطقات لن تستمر، فالدولة سكتت كثيراً، علكم تفهمون.

أقول الحمد لله، بأن هذه العملية كشفت كيف تحول «بيت» عيسى قاسم، إلى «وكر» لإيواء الإرهابيين والهاربين من العدالة والفارين، وهذا كلام وزارة الداخلية نفسها، وبالأرقام التي أعلن عنها.

هنا السؤال الذي أضمه للتساؤلات التي بدأت فيها هذه السطور، التساؤلات التي تبين دور هذا المحرض العميل، وأنه يفترض إنزال أقسى العقوبات به لما قام به ضد بلادنا.

السؤال هنا، بعد الكشف عما يضمه بيته، إذ أليست عملية إيواء الإرهابيين والتستر عليهم جريمة يعاقب عليها القانون؟! أليس لدينا نص صريح يجرم ذلك؟!

بالتالي هذه تهمة جديدة، إن كنتم نسيتم التهم الأعظم الثابتة على رأس التحريض، واكتفيتم بحكم دون النفاذ على «فقط» جمع الأموال المشبوهة؟!

نطالب هنا، بمحاكمته عن كل الجرائم الإرهابية التي عانت منها البحرين طوال السنوات الماضية وراح ضحيتها رجال أمن شهداء، وفوقها يجب محاكمته على إيواءه الإرهابيين والتستر عليهم داخل بيته.

بينت قوات الأمن أنها قادرة على الوصول لعقر دار التحريض والمدافع عن الإرهاب، وهذه رسالة واضحة، بأنه لو أريد مثوله أمام القضاء فهي ليست مسألة يعجز عنها القانون.

لكننا نقول في المقابل بأن إطالة البال عن هكذا جرائم يقوم بها هذا الرجل بحجة كبر سنه أو أي مبرر آخر معلن أو غير معلن، هي مبررات غير مقبولة، فهو رغم سنه الطاعن لم يتردد في التحريض على البحرين والدعوة للعنف والقتل والتستر على الإرهابيين.

هذه رسالة المخلصين الشرفاء من أبناء الوطن الذين تصدوا لانقلابيي إيران وعملائهم، ويكفي «إرهاب».