فرساي - (أ ف ب): اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية في سوريا من اي طرف كان، ستعتبره فرنسا تجاوزا "لخط احمر" يستدعي ردا. وقال ماكرون في المؤتمر الصحافي الذي اعقب لقاءه ببوتين في فرساي قرب باريس "هناك خط احمر واضح جدا بالنسبة الينا : ان استخدام السلاح الكيميائي من اي طرف كان، سيكون موضع رد فوري من قبل الفرنسيين". والمعروف ان روسيا هي الحليف القوي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد المتهم باستخدام الاسلحة الكيميائية مرارا خلال النزاع الذي تجاوز عامه السادس. واضاف ماكرون "اريد بمعزل عن العمل الذي نقوم به في سياق الائتلاف ان نتمكن من تعزيز شراكتنا مع روسيا". وتابع "بالنسبة الى سوريا ذكرت باولوياتنا، واعتقد باننا سنكون قادرين على العمل معا في هذا الاطار، على الاقل هذا ما ارغب به خلال الاسابيع المقبلة". واضاف ماكرون "ان اولويتنا المطلقة هي مكافحة الارهاب واستئصال المجموعات الارهابية وخاصة داعش". وتابع "انه المبدأ الذي نسترشد به لتحديد تحركنا في سوريا" معلنا الاتفاق مع بوتين على انشاء "مجموعة عمل" فرنسية روسية لمكافحة الارهاب. واوضح ماكرون انه يؤيد "الانتقال الديمقراطي" في سوريا و"لكن مع الحفاظ على الدولة السورية"، لان "الدول الفاشلة في المنطقة تشكل تهديدا لديمقراطياتنا. وقد راينا في كل مرة انها تؤدي الى تقدم الجماعات الإرهابية". وقال انه لا بد من "النقاش مع مجمل الاطراف (...) ومن بينهم ممثلون عن بشار الاسد"، موضحا ردا على سؤال ان اعادة فتح السفارة السورية في فرنسا "ليس اولوية". وتابع "ان همي الاساسي هو الاتفاق على خريطة طريق دبلوماسية وسياسية واضحة تتيح بناء السلام واقرار الاستقرار في هذه المنطقة، في نفس الوقت الذي نقوم فيه باستئصال الارهابيين".

وبشأن اوكرانيا كانت المحادثات بين الرئيسين اكثر انفتاحا. وامام قول بوتين ان العقوبات المفروضة على سوريا لا تساهم "اطلاقا" بتسوية الازمة الاوكرانية، دعا ماكرون الى اجراء "نقاش" في اطار صيغة النورماندي بمشاركة روسيا واوكرانيا وفرنسا والمانيا "خلال الايام او الاسابيع المقبلة" لتجنب اي "تدهور" في هذا البلد. وكانت مجموعة السبع اعتبرت ان رفع العقوبات عن روسيا لن يتم ما لم تعمد الى تطبيق اتفاقات منسك الموقعة عام 2015. وردا على سؤال لصحافية روسية سألته عن قراره بمنع ممثلي وسيلتين اعلاميتين روسيتين تكتبان بالفرنسية ويمولهما الكرملين من دخول مقر حملته الانتخابية قبل فوزره قال ماكرون "سنقول الامور كما هي: في الحقيقة ان روسيا اليوم وسبوتنيك لم تتصرفا كوسيلتي اعلام بل كاجهزة ضغط ودعاية كاذبة". وتابع "عندما تقوم وسائل اعلام بنشر معلومات كاذبة مشينة لا يمكن الكلام عن صحافيين بل عن اجهزة ضغط". وبرر بوتين الزيارة التي قامت بها مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان الى موسكو خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا، قائلا "لم تكن هذه زيارتها الاولى الى موسكو فهي تأتي الى روسيا بشكل منتظم"، مضيفا "نحن مستعدون لاستقبال الجميع، وعندما طلبت السيدة لوبان ان نستقبلها، لم نجد ما يبرر رفض ذلك". وردا على سؤال حول حقوق الانسان في روسيا قال ماكرون بانه "سيبقى دائما متيقظا" ازاء هذه المسألة في روسيا بشكل عام وفي الشيشان بشكل خاص. وكانت اسبوعية نوفايا غازيتا الروسية نقلت ان السلطات الشيشانية اعتقلت اكثر من مئة شخص مثلي وحضت عائلاتهم على قتلهم "لغسل العار".