استوقفني الخبر الموسع الذي نشر يوم أمس على صدر الملحق الرياضي بالزميلة «الأيام» والمعبر عن وجهة نظر عدد من الأندية - لم يتم ذكر أسمائها – بخصوص اللاعب المحترف الأجنبي واستيائهم من قرار اتحاد كرة القدم القاضي بتقليص عدد المحترفين الأجانب المسموح بقيدهم من أربعة إلى ثلاثة لاعبين باستثناء أندية المالكية والمنامة والرفاع الذين تم السماح لهم بقيد محترف رابع مشروط بالمشاركة في المسابقات الخارجية.. فحوى الخبر المذكور مناقضة تماماً لتوصيات رؤساء الأندية في اجتماعهم التشاوري مع مجلس إدارة الاتحاد ومع توصيات ندوة مجلس الدوي والتي كانت تدعو إلى تقليص عدد المحترفين الأجانب لعدة أسباب في مقدمتها الالتزامات المالية الكبيرة على الأندية خصوصاً بعد تقليص الموازنات، بالإضافة إلى العواقب السلبية على المنتخب الوطني وهو ما تؤكده التقارير الفنية للمدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة و شكواهم من ندرة اللاعبين المحليين في أغلب مراكز اللعب وبالأخص في الهجوم! شخصياً أرى أن قرار اتحاد الكرة صائب جداً ويصب في مصلحة كرة القدم البحرينية التي تمر بمرحلة انحدار خطير لا يمكن معالجته إلا بقرارات جريئة تحفظ حقوق اللاعب المحلي وتمنحه الفرصة الكافية لصقل موهبته وبالتالي تتيح لمدرب المنتخب خيارات أكثر.. ظاهرة فتح باب الاحتراف الأجنبي على مصراعيه أثبتت تأثيراتها السلبية على المنتخبات الوطنية والأمثلة على ذلك كثيرة لعل أقربها إلينا التجربة القطرية التي لمسنا مردودها السلبي على هوية المنتخب العنابي الذي أصبح جل لاعبيه من الأجانب المحترفين المجنسين، كما إن تحول الأندية الإنجليزية إلى الخصخصة وفتح باب التعاقدات مع اللاعبين الأجانب قد أضر كثيراً بمكانة المنتخب الإنجليزي! لذلك تابعنا مؤخراً تدخل السلطات الرياضية الرسمية الصينية للحد من ظاهرة التعاقدات الخيالية للأندية الصينية مع اللاعبين الأجانب حفاظاً على حقوق اللاعب الصيني وعلى مكانة ومستقبل المنتخبات الصينية حيث تم التلويح باتخاذ إجراءات رسمية لوضع سقف مالي محدد للتعاقدات و فرض نسب من التعاقدات تخصص لتطوير الأكاديميات الكروية مع اشتراط قيد عدد من اللاعبين الشباب بشكل إلزامي في كشوفات الأندية! هذا يحدث في بلد المليار نسمة فما بالكم ببلد لا يتجاوز عدد سكانه المليون نسمة وتشكل فيه لعبة كرة القدم الهاجس الأكبر باعتبارها اللعبة الشعبية الأولى! قرار تقليص اللاعبين المحترفين الأجانب واحد من أهم القرارات التي تحتاجها كرة القدم البحرينية للنهوض من كوبتها والعودة إلى حظيرة المنافسة الجادة على مختلف الأصعدة وأتمنى أن تقدم الأندية مصلحة الكرة البحرينية على مصلحتها!