"عبادة.. وفضائل الشهر الكريم.. وتمسك بالعادات والتقاليد رغم اختلاف الثقافات والأديان" صفات يتحلى بها الشعب الهندي في شهر رمضان المبارك..

هذا ما بدأ به صدّيق الذي يعمل مراسلاً في إحدى الشركات، حيث تحدث عن تمسك الشعب الهندي بالشعائر الإسلامية والرمضانية والتي تبدأ باعتماد ثبوت هلال رمضان على القضاة الشرعيين لكن في المناطق والقرى التي لا يوجد بها هؤلاء القضاة فإن الأهالي يعتمدون في ثبوت الهلال على أبرز العلماء أو أئمة المساجد المعروفين، وهناك من يعتمد على الحسابات الفلكية ولكنهم قلة وفور ثبوته تضاء مآذن المساجد وتكثر حلقات تلاوة القرآن وينطلقون إلى صلاة التراويح من أول ليلة وينشدون الأناشيد الدينية والمرحبة برمضان باللغة المحلية حيث تختلف الطقوس الرمضانية من ولاية إلى أخرى وتختلف عدد ساعات الصيام أيضاً.

وفي الهند من الصعب أن تكون هناك إجازات رسمية أو تعديل في المواعيد الرسمية سواء العمل أو الدراسة خلال أيام السنة إلا أن الحكومة الهندية تبدي اهتمامها للمسلمين وتقدم التسهيلات في أداء شعائرهم ومناسكهم الرمضانية بحريه وأمان، وتتعاون في أعياد المسلمين سواء الفطر أو الأضحى فيتم استبعاد مواسم الامتحانات العامة والانتخابات، ووفقاً للدستور والقوانين الهندية يتمتع المسلمون بجميع الحقوق المدنية.


ومع بداية شهر رمضان يستعدون بغسل شوارع الأحياء المحيطة بمنازلهم ومساجدهم والساحات المجاورة استعداداً لصلاة التراويح وخصوصاً في آخر جمعة في رمضان ويسمونها "جمعه الوداع "حيث يتم تقديس هذا اليوم وتشهد المساجد أعداداً غفيرة ولا يسمح بالتجول في الساحات المجاورة حتى تنتهي الصلاة ويقرؤون القرآن وختمه في أيام معدودات، أما صلاة القيام ويسمونها "شَبينهْ" أي "ليليةً"، فيواظبون على الاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من الشهر المبارك امتثالاً للسنة النبوية المشرفة وبمثابة فرض كفاية، ومن العادات المتبعة في صباح ليلة القدر عند مسلمي الهند زيارة القبور، حيث يخرج الجميع إلى المقابر لزيارة موتاهم، وقراءة ما تيسر من القرآن عند قبورهم.

أما عن التحضيرات الغذائية ركز صديق على اختلاف أصناف الطعام بين الماضي والحاضر نظراً للغلاء الذي يواجهه مسلمو الهند بشكل خاص والشعب الهندي بشكل عام والعادات التقاليد التي يتحلى بها ثلث الشعب الهندي في بدء الزيارات الأسرية لتبادل التبريكات الرمضانية، بالإضافة إلى أن المطاعم التي يملكها مسلمون تغلق أبوابها طوال نهار أيام الشهر الفضيل فيهتمون بالمائدة الصحية عند الإفطار والسحور، ومن أهم المؤكلات "الغنجي" وهي شوربة دقيق الأرز مع القليل من اللحم وتمتاز بالبهارات الهندية العريقة، وكذلك شراب "الهرير" الذي يعد مشروبهم المفضل في رمضان، وهو عباره عن طبخ الحليب والسكر واللوز، إضافة إلى اهتمامهم بأكل الفواكه بأنواعها في هذا الشهر الفضيل، سواء التمر أو البرتقال أو العنب وغيرها الكثير، يحضرون مشروباً مكوناً من "الأرز" و"الحلبة" ومسحوق "الكركم" و"جوز الهند" لوجبة الإفطار، ويشربونه بالملاعق المصنوعة من قشور جوز الهند، معتقدين أن هذا المشروب يزيل تعب الصوم، وينشط الصائم للعبادة ليلاً. ومن العادات المخالفة للسنة عند أهل هذه الولاية، تأخير الأذان للاحتياط.