د.محمد السعدي

مابين غابات وأشجار مدينة كارديف يختبىء ملعب الميلينوم.. لكنه لا يستطيع إخفاء حجمه الضخم حين يستضيف 75 ألف متفرج سيقدمون من تورينو ومدريد وأبناء المدينة المحظوظة في بلاد الغال الذين وجدوا أنفسهم مسرحاً يتفرج عليه العالم مساء اليوم... الحلم ذو عمق حين ستنطلق صافرة الدكتور الألماني فيليكس بريتش والذي حصل على الدكتوراه في القانون وبالتالي فإنه سيضع قوانينه الصارمه للفصل بين سيدة تورينو العجوز وهي تدافع عن حلم السنين أمام زعيم أوروبا والعالم والذي يريد أن يكمل على البطولات الإحدى عشرة بطولة ثانية عشرة معها يغلق حزمة «الدرزن».

كسر النحس شعار اليوفي



سيراهن اليوفي على «بي بي سي» دفاعي يقوده بانوتشي وبارزالي وكيليني لكن الأهم هو من يقف خلف الحلم إنها قفازات جان لويجي بوفون التي لم تستقبل سوى 3 أهداف في 12 مباراة في دوري الأبطال.. خلف قفازات جيجي يختبىء ألم كبير فبعد الفوز بالأبطال عام 1996 على حساب أياكس خسر اليوفي أربع نهائيات لاحقة منها نهائيان متتاليان أحدهما أمام مدريد 1-0.. بوفون نفسه خسر نهائيين منهما... المحبون والمحايدون ماعدى جمهور الريال يرون أن بوفون يستحق الفوز بالبطولة التي لم يفز بها. في جانب آخر فإن الرجل الذي بدأ مغموراً وهو ماسمليانو أليغري يحتاج لأبطال... يحتاجها جيل كبير من مشجعي ولاعبي اليوفي والذي انتدب للفريق أبرز الأسماء.. أليغري وصف الموسم في حال الفوز بالأبطال بأنه استثنائي؛ فقد هزم منافسيه في إيطاليا في الدوري أو الكأس ولذلك فقد طالب نجمه المتوتر في النهائيات غونزالو هيغوايين بإن يكون هادئاً لكي يتوج مجهوده في الثلاث سنوات يصل من خلالها للنهائي للمرة الثانية.

الريال.. حلم الثانية عشرة مشروع

زين الدين زيدان عاش الكابوس مع اليوفي وعاش الحلم الجميل مع الريال بهدف مروحي في الهايبدن بارك.. وعاش الأجمل كمساعد مدرب مع أنشيلوتي في العاشرة وفاجأ العالم وهو يحول الريال من فريق هزيل بعد «سندوتش» بينتيز لفريق مرعب يفوز في أسوأ احواله.

الريال بعد غياب عن الدوري أعاده زيزو ليفوز ببطولة الدوري.. الريال يمتلك مفتاح شفرة البي بي سي الأصلي لكن الرهان عليه سيكون مغامرة قد يدفع ثمنها مثل ماحصل مع الكلاسيكو والكثيرون لا يتوقعون أن يجامل زيدان أبناء ويلز بإشراك ابنهم البار جاريث بيل في المقابل سيرضي زيدان أبناء الأندلس وأبناء مدريد أيضاً إن أشرك الساطع هذه الأيام إيسكو.

حلم الريال في الأبطال مشروع ليس فقط لأنه زعيمها المتوج ورفيقها المعروف والفريق الذي لا يخسر في آخر النهائيات والفريق الذي إن غابت حلول هجومه ظهرت حلول دفاعه.. لكن لأن الكل تحدى الريال بأن يتجاوز حاجز بايرن ميونخ ومن ثم حاجز أتلتيكو وهو أمر لم يمنع الريال من الدخول بقوة وهز عروش أنشيلوتي وسيميوني ليصل للنهائي وهو ماجعل زيدان يصف المباراة بأنه يذهب لها بثقة كبيرة ولياقة مميزة