كررناها ألف مرة، لبيان الفارق الشاسع والبون الساحق، بين من يدافع عن قضية عادلة، وبين من يمارس «البلطجة» وإرهاب «قطاع الطرق» وأهل «الشوارع».

قلنا إن صاحب القضية العادلة، شخص يتعامل بكل حضارية حتى في «اختلافه» مع الآخرين، يتحدث بمنطق، ويعارض «برقي»، ولا ينزل للدرك الأسفل من انحطاط الأخلاق، أو يتحول لصاحب ممارسات لا تختلف عما ينهجه اللصوص والمجرمون.

وعليه، فإن مثل هؤلاء لا يملكون أي شرف في مقارعة الحجة بنظيرتها، لا يملكون أخلاقيات المواجهة والاختلاف، لا يملكون أصلاً شجاعة المنازلة النزيهة، تراهم في وسائل التواصل الاجتماعي، غالبيتهم من «لابسي البراقع» المتخفين تحت أسماء وهمية وكنى وصور رمزية، وهي صفات الجبان الذي لا يحاربك إلا من خلف حصون، ولا يضربك إلا غدراً في الظهر.

ما حصل لوزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة فجر أمس، من «تهكير» لحسابه في «تويتر» وسرقته ممن يطلقون على أنفسهم «خلايا الأشتر»، تلك الجماعة الإرهابية التي تدافع عنها الأبواق الإعلامية للانقلابيين، مثل جماعة «مرتزقة لندن» بقيادة سعيد الشهابي العميل الإيراني، و«أبطال الشذوذ الجنسي» موسى عبدعلي وعبدالرؤوف الشايب، أو جماعة «الوفاق» التي كرمت يوماً «ملثمين» إرهابيين، ما حصل له يثبت حجم «الألم» الذي بلغه كارهو البحرين.

عمليات التهكير والاختراقات التي تستهدف البحرين، وكانت لها بدايات منذ عملية الانقلاب الآثمة في 2011، كلها تستهدف حسابات الشخصيات الوطنية، خاصة الحسابات المؤثرة التي تفضح زيف الادعاءات الكاذبة للانقلابيين، وترد على الهجمات الإلكترونية التي يقومون بها للتأثير على الآخرين، وإيهامهم بأن ما يروجون له هي الحقيقة التي تحصل لدينا.

بالتالي أي صوت مؤثر، أي شخصية وطنية تدافع وتقاتل بقوة من أجل وطنها، هي شخصية مستهدفة، يريدون بكل ما يمارسونه من إرهاب وتهديد وترويع، وكل ممارسات «شوارعية» لا تصدر إلا عن مجرمين، وإرهابيين، يريدون أن يسكتوا أصوات الحق، يريدون أن يدفعوا الوطنيين للتراجع.

بعد انقضاء سنين على إفشال المخلصين الوطنيين لمحاولة عملاء إيران، وجوقة الخيانة والعمالة، هم يعولون على «هدوء» و«سكوت» أصحاب الأصوات القوية، يعولون على «ابتعاد» كثيرين ظناً منهم أن العملية انتهت، وأن البحرين مهما فعل كارهوها لن تختطف.

لمن استكان وتهاون وحتى ابتعد، نقول إن استهداف البحرين لم ينته، ولن ينتهي، والدليل أن هؤلاء مستمرون في عبثهم، يدركون بأن البعض هدأ وابتعد عن ساحات المواجهة الإلكترونية، بالتالي السعي الآن لاستهداف من مازال صوتهم عالياً مسموعاً ومؤثراً، بالأخص من يثق بهم الناس ويتبعونهم ويعتبرونهم قدوات لهم في الدفاع عن الوطن.

وزير الخارجية أحد هؤلاء الرجال، الذين يدافعون من أجل بلادهم في كل موقع، سواء محافل رسمية، أو حتى عبر الحسابات الإلكترونية. الوطنيون هم من يسخرون كل وسيلة، ويقتنصون كل فرصة، ويبرزون في كل محفل، للدفاع عن القضية العادلة لبلادهم.

في طيات التاريخ قصص كثيرة، تبين كيف أنه دائماً في مواجهة الأشخاص الأنقياء، الذين يدافعون بنزاهة وشرف عن قضاياهم العادلة، لا بد وأن تجد في المقابل «زمرة» من المنحطين، من المنحلين أخلاقياً، من الجبناء وأشباه الرجال، ممن يمارسون كل بشع ومنحط من الممارسات والأساليب.

لذلك، النوع الثاني دائماً يصنف على أنه «عميل»، «مرتزق» و«بائع وطن»، ومكانه الدائم «مزابل التاريخ»، في المقابل يذكر التاريخ الرجال الشرفاء، أصحاب المواجهات النزيهة، أولئك الذين يحاربون ويستهدفون بغية إسكاتهم، لأنهم - كما هو حال وزير الخارجية ومن يشبهه في مواقفه الوطنية - حينما يضربون يوجعون، كل خائن وكل عميل.