للصبر حدود، وانتهت حدود الصبرالآن بقرار قطع العلاقات مع الشقيقة قطر دون أن تتحمل الحكومة القطرية مسؤوليتها تجاه أشقائها الخليجيين والعرب، بل تمادت وأصرّت على نشر الفساد والفوضى في المنطقة، وآثرت دفع الثمن والدخول في عزلة لم تعشها دولة خليجية قط.

نفد صبرنا، ونحن نسمع ونشاهد قناة الجزيرة الممولة من حكومة قطر طيلة 21 عاماً تحرّض على الإرهاب، وتشوّه السمعة، وتدمر المنجزات الحضارية للبحرين.

نفد صبرنا ونحن نكتشف يوماً بعد آخر المال القطري متورط في الأعمال الإرهابية التي شهدتها البحرين خلال السنوات الماضية.

نفد صبرنا ونحن نرى العاصمة الدوحة قد أصبحت مأوى للشخصيات الراديكالية والإرهابية التي تعمل ضد البحرين.

نفد صبرنا بعد أن تألمنا ونحن نرى التجاهل القطري الصريح عندما فزعت قوات درع الجزيرة إلى البحرين لحمايتها من المؤامرة التاريخية عام 2011.

نفد صبرنا بعد أن اكتشفنا عمق التورط القطري مع جماعات وتنظيمات راديكالية عملت على إسقاط النظام الشرعي في مملكة البحرين.

نفد صبرنا ونحن نواجه إيران وإرهابها وتطرفها مع الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي، ونرى قطر تقيم تحالفاً وثيقاً مع طهران ولا تكترث بالموقف الخليجي.

نفد صبرنا ونحن نحارب حزب الله الإرهابي 35 عاماً لتورطه في تكوين ودعم خلايا إرهابية في البحرين، وتظهر قطر لتمجد هذا التنظيم وتعتبره تنظيم مقاومة.

نفد صبرنا عندما اتضح أن المشاركة القطرية في حرب اليمن شكلية، وصدمنا بالدعم القطري الكبير لجماعة الحوثيين.

شرٌ تلو شر جاءنا من قطر، وحان أوان إيقافه واجتثاثه، فلكل شر حدود، ولا يمكن أن نقبل بأي شر وإن صدر عن بلد شقيق مثل قطر، فمصالحنا الوطنية ومصالح الأشقاء الخليجيين فوق كل اعتبار.

جميع تلك الحقائق عرفها قادة وحكومة قطر جيداً، وقيلت لهم رسمياً، ولم يواجهوا بها شعبهم، بل أصروا على الاستمرار في دعم الإرهاب حيثما ظهرت الفوضى أو أرادت الدوحة الفوضى، فكانت النتيجة فوضى من الخليج إلى المحيط، ومن الشمال إلى الجنوب. ابتعدت الحكومة القطرية عن الرشد بعد أن سلكت الشر، ومن الواضح أن قيمة أهل الخليج العربي لديها أقل بكثير من قيمة أهل طهران.

تعويلنا على الشعب القطري الذي نكن له كل المحبة والتقدير في تصحيح مسار تاريخي خاطئ لبلاده، ولا نعتقد أن الأشقاء القطريين يقبلون بمثل هذه الممارسات والسياسات، فهم شعبٌ أصيل ينتمي لخليج أصيل.

حفظ الله دولنا من المؤامرات والفتن، وأدام عليها الأمن والاستقرار.