علي العيناتي

لم يكن أكبر المتشائمين من عشاق يوفنتوس ينتظر أن يخسر فريقه بهذه النتيجة المهينة امام ريال مدريد في نهائي دوري الابطال، خصوصاً وان الكثير من المؤشرات التي سبقت المباراة كانت تضع ترجح كفة فريق السيدة العجوز لخطف اللقب الأوروبي.

صحيح أن سيناريو خسارة النهائي لم يكن مستبعداً امام منافس بحجم ريال مدريد متسيد هذه البطولة، بيد أن السقوط بهذه الطريقة المهينة والانهزامية بأربعة أهداف لهدف شكلت صدمة حقيقية لجميع عشاق البيانكونيري، والذي يضم فريقها أحد اقوى الدفاعات في العالم!!.



فما هي الأسباب التي أدت لانهيار يوفنتوس الغريب أمام ريال مدريد؟

1) لعنة النهائيات والروح الانهزامية

كما هو معروف أن يوفنتوس يعتبر الفريق الأكثر خسارةً في نهائيات دوري الأبطال، مما يؤكد على أن البيانكونيري لا يعرف كيفية التعامل مع المباريات النهائية.. البعض يفسر ذلك بسوء الطالع والنحس الذي يلازم الفريق، بيد أن هناك ثمة أمور تفوق مستوى ذلك وتدخل تحت نطاق الأمور النفسية والفسيولوجية، حيث يلاحظ جلياً مدى الروح الانهزامية والرهبة التي يدخل فيها اللاعبين اللقاءات النهائية بغض النظر عن حجم المنافس!!.

2) ضعف الإعداد النفسي

بات بشكل واضح في لقاء كارديف، معاناة لاعبيّ يوفنتوس من الضغوطات النفسية والعصبية الكبيرة، وهذا ما أدى بأن لا يقدم الفريق مستواه الطبيعي، فكان أغلب النجوم خارج نطاق الخدمة وفقدوا التركيز الكامل، وهذا ما يتحمله المدرب اليغري حيث فشل في تأهيل لاعبيه نفسياً للمواجهة خاصة أن اللقاء كان يحتاج لأعصاب أكثر هدوءًا وتركيزاً.

3) اخطاء اليغري الفنية

اخطأ اليغري في اختيار الطريقة لبدء اللقاء، حيث قرر الاعتماد على خطة 3-4-3 أكثر مما هي4-2-3-1 المعتادة والتي قدم فيها الفريق أفضل مستوياته، فمن غير المنطق ان يغير المدرب طريقة لعب ناجحة من أجل تحييد خطورة هجوم الريال أو لتأمين العمق الدفاعي أكثر، فخطة 4-2-3-1 كانت كفيلة بجعل الفريق قوياً في الدفاع والهجوم كما حدث أمام برشلونة بربع النهائي.

4) سوء إدارة اليغري

أراد اليغري مباغتة ريال مدريد ومحاولة إنهاء الأمور منذ الشوط الأول عبر هز شباك نافاس بأكثر من هدف، لكن هذه الاستراتيجية ساهمت كثيراً في عدم توزيع الجهود واستنزفت طاقة اللاعبين البدنية، وهذا ما أدى لفقدان التركيز والاستسلام الكامل امام مهارات وقوة لاعبي الريال البدنية.

5) الاحتفاظ بكوادرادو كبديل

قد يكون لأليغري بعض الاعذار في الابقاء على الجناح المتميز كوادرادو على دكة البدلاء حتى يكون لديه ورقة هجومية رابحة يلجأ لها عند الحاجة نظراً لإفتقار دكة اليوفي للبدلاء الهجوميين، ولكن عدم تواجد كوادرادو منذ البداية افقد اليوفي قوة هجومية ضاربة كانت ستساعد اليوفي في تسجيل اكثر من هدف.

6) غياب الفعالية الهجومية

خيب كلاً من هيغوايين وديبالا الآمال المنتظرة منهم امام الريال، حيث رضخا بسهولة للرقابة المفروضة عليهما، فقد تفوق كروس بشكل واضح على ديبالا وجعله يعاني عند استلام الكرات، في الوقت الذي نجح فيه راموس من شل حركة هيغوايين.

7) خسارة معركة الوسط

خسر يوفنتوس اهم معركة في الجانب التكتيكي وهي معركة السيطرة على وسط الملعب، حيث لم يفلح اليغري في ايقاف سيطرة رباعي مدريد على الوسط الذي لعب بأريحية في التحركات وصنع الهجمات، مما ادى لكثرة المساحات والاخطاء الدفاعية، وهذا ما سمح لكريستيانو رونالدو بالتحرك بسهولة دون مراقبة وتمكن من تسجيل هدفين بلا عناء كبير.

8) تأخر التبديلات

منذ بداية الشوط الثاني كان واضحاً توهان لاعبي اليوفي من خلال اللعب العشوائي وسوء التمركز، فكان من الأجدر أن يتدخل اليغري سريعاً قبل فوات الأوان لمحاولة تصحيح الأخطاء وحد السيطرة المدريدية، في حين أجرى اليغري التبديل الاول بعد استقبال فريقه للهدف الثالث!!.

9) هدفيّ متتاليين للريال

على الرغم من سوء يوفنتوس في الشوط الثاني، إلا أن الهدفين السريعين لريال مدريد بظرف أربع دقائق فقط، لم يعطيا المجال للبيانكونيري في التقاط الأنفاس والعودة للقاء، فكان الهدف الثالث أشبه بالقشة التي قصمت ظهر البعير!!.

10) تخاذل اللاعبون

رغم أن اليغري يتحمل مسؤولية كبيرة في خسارة النهائي، إلا أن اللاعبين يتحملون نفس القدر من المسؤولية بفضل سوء الأداء الذي ظهروا عليه امام ريال مدريد، فلم يبرز من صفوف يوفنتوس الا ساندرو وبيانيش وماندزوكيتش فقط، بينما البقية كانوا كالأشباح على المستطيل الأخضر!!.